رفع معالي نائب الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام الدكتور محمد بن ناصر الخزيم التهاني والتبريكات لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ولولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد سلمان بن عبد العزيز ” حفظهم الله ” ولجميع الأسرة المالكة وأبناء مملكتنا الحبيبة والأمة الإسلامية بمناسبة اليوم الوطني السابع والثمانين للمملكة العربية السعودية.

وأضاف معاليه أنه في مثل هذا اليوم من عام 1351هـ 1932مسجل التاريخ مولد المملكة العربية السعودية ؛ سبعة وثمانونعاماً حافلة بالإنجازات على هذه الأرض الطيبة والتي وضعلبناتها الأولى الملك المؤسس وواصل أبناؤه الغرِّ الميامين من بعده تحقيق الإنجازات المتواصلة سياسياً واقتصادياً وتنموياًفي مملكتنا الحبيبة لانطلاق مسيرة البناء والرخاء.

وأكد معالي نائب الرئيس لشؤون المسجد الحرام أن هذا اليوم يمثل مرحلة فاصلة في تاريخ تطور المجتمع السعودي الحديث شكلت في مضمونها وحدة وطنية رسم معالمها ووضع أسسها الملك عبد العزيز آل سعود طيب الله ثراه بتوحيده وإعلانه قيام هذا الصرح العظيم وهذه المملكة الفتية على أرض هذه البلاد الطاهرة ، ويمثل اليوم الوطني للمجتمع السعودي منعطفاً مهماً خلال مسيرته الميمونة فهو يحمل رؤية خاصة ترتبط فيه خصوصية الذكرى بروعة الاحتفال بذكرى توحيد هذه البلاد الذي أرسى قواعد هذه الدولة على مبادئ الشريعة الإسلامية باعتبارها منهجاً متكاملاً للحياة بجوانبها الدينية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية.

وأشار معاليه أنه منذ توحيد المملكة العربية السعودية على يد الملك عبد العزيز ” يرحمه الله ” واجهت تحدياً كبيراً تمثل في تأمين سلامة حجاج بيت الله الحرام وتوفير ما يلزم من خدمات لأداء مناسكهم بكل أمن وأمان ويسر وسهوله وعلى الرغم من عسر الحال وكثرة الصعاب آنذاك إلا أن القائد المؤسس الملك عبد العزيز يرحمه الله جعل هذا الأمر أكبر اهتماماته فانطلق يرحمه الله ساعيا بكل ما أُوتي من قوة وعزيمة وجهد لخدمة حجاج بيت الله الحرام فكان من أجلِّ ما قام به يرحمه الله هو توفير الأمن الذي افتقدوه عصورا طويلة ثم إصلاح شؤون البقاع المقدسة والعناية بالحرمين الشريفين فأقام السنَّة وقضى على البدعة ووحد الأمة في المسجد الحرام على إمام واحد بدلا من أربعة أئمة وصرف الاهتمام والعناية والرعاية إلى الحرمين الشريفين وأرسى دعائم هذا الكيان على هَدي الإسلام من خلال تطبيقه الشريعة الإسلامية حيث جعل الكتاب والسنة هما مصدر التشريع لهذه البلاد وهو السر العظيم فيما نـحن فيه ولله الحمد والمنة من أمن وأمان ومن رخاء ورفاهية..

ومع زيادة أعداد المسلمين، نتيجة اتساع رقعة العالم الإسلامي، والتي شملت بلاداً وشعوباً جديدة في إفريقيا وآسيا وحيث انتشر الإسلام في بقاع جديدة من أنـحاء العالم ، فضلاً عن التطور الهائل الذي شهده العصر الحديث في وسائل المواصلات التي اختصرت المسافات، وقاربت ما بين البلدان، كل ذلك أدى إلى مضاعفة أعداد حجاج بيت الله الحرام وقاصدي الحرمين الشريفين خلال كل عام ، مما أظهر مدى الحاجة إلى توسعة الحرمين الشريفين لاستيعاب الأعداد المتزايدة من الحجاج والعمار والزوار.

وأضاف معاليه أن الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – طيب الله ثراه – أمر بوضع الأسس والتصميمات للبدء بعمارة الحرمين الشريفين.

وبعد وفاته ” يرحمه الله ” سار على نهجه ـ طيب الله ثراه ـ أبناؤه من بعده الملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد والملك عبدالله ــ يرحمهم الله ــ جمعياً وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ــ يحفظه الله ــ فرسَّخوا ما بدأه والدهم من أمن وإصلاح وجدَّوا في عمارة الحرمين الشريفين والارتقاء بخدماتهما وهكذا غدت عمارة الحرمين الشريفين وخدمة الحجاج سنة حميدة وشرفاً كبيراً يتوارثه ملوك هذه البلاد حتى وصلت بفضل الله إلى أزهى عصورها اليوم في العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز “يحفظه الله” فأصبحت درة مضيئة في هام وتاريخ المملكة العربية السعودية.

واستطرد معاليه أن المملكة تعيش اليوم في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- مرحلة مهمة ونقلة نوعية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها من المجالات التي تلامس حياة المواطن اليومية وتحسن مستواه المعيشي والعلمي فالشعب السعودي يتطلع بثقة وآمال كبيرة إلى مليكه الذي أحبه وعرف صدقه ونبله وسجاياه الحميدة حيث أرسى السفينة بعون الله وتوفيقه وبما آتاه الله من حكمة وعزيمة في بحر متلاطم من التحديات التي تعيشها بلادنا والأمة العربية جميعها بجانب إطلاق ولي عهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان لرؤية المملكة العربية السعودية المباركة 2030 والتي تواكب جميع التطورات وترقى بالمملكة إلى قمم الدول الأكثر اقتصاداً والمعتمدة على زيادة الدخل العام بتدشينها للمصانع العملاقة وزيادة الإيرادات العامة وعدم الاعتماد على الدخل التقليدي .

وأوضح معاليه أن العناية بالحرمين الشريفين وقد شملت زيادهنطاق رسالتها في الوجهة وللدعوة والتعليم , كما قد شهدا العديد من التوسعات الضخمة التي يشتمل على أحدث التصاميم المعمارية وأرقى الفنون الإسلامية في مجال التشييد والبناء والتقنيات الحديثة المتطورة في الصوت والإضاءة والتكييف وتعبئة ماء زمزم المبارك ليكون في متناول رواد الحرمين الشريفين بكل يسر وسهوله وغيرها من الخدمات ففي المسجد الحرام والمسجد النبوي سِجِلْ ذهبي حافل يسطع بنور الإنجازات المتوالية والمميزة والرائدة حيث تم الانتهاء من العمل على التوسعة السعودية التاريخية للمسجد الحرام والتي افتتحها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ” أيده الله بنصره ” والتي يقف لها التاريخ إجلالاً حيث ارتقعتالطاقة الاستيعابية للمسجد الحرام من مليون مصلٍ إلى قرابة ثلاثة ملايين مصل ومشروع توسعة المسعى الذي ارتفعت طاقته الاستيعابية من أربعة وأربعين ألف ساعٍ في الساعة إلى مئة وثمانية عشر ألف ساعٍ في الساعة مما سهل على الحجاج والمعتمرين إكمال مناسكهم ثم ارتبط بهذه التوسعة توسعة المطاف والتي اسهمت في زيادة الطاقة الاستيعابية بفكر علمي مدروس ورؤية استراتيجية عالية المستوى حيث توصلت الدراسات لرفع طاقة المطاف من 48 ألف طائف في الساعة إلى أكثر من مائة ألف وسبعة الاف طائف بالساعة..

وفي المسجد النبوي الشريف مشاريع متتاليه ومباركه كان آخرها توسعة المسجد النبوي حيث صدر من الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ” رحمه الله ” أمره الكريم بتنفيذ توسعة كبرى للحرم النبوي الشريف في المدينة المنورة في خدمة الإسلام والمسلمين ، وتستوعب هذه التوسعة بعد انتهائها أكثر من مليون و 600 ألف مصل .

ويضع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز منذ توليه الحكم عنايته الخاصة بمتابعة شؤون الحرمين وعمارتهما في كل المجالات ونصرة المظلومين في كل أصقاع العالم حيث زادت التحديات وزادت معها الحنكة السياسة العظيمة التي تتماشى مع سياسة العالم , بجانب إشرافه النبيل على أوضاع الداخل ورفاه المواطن وتسهيل الصعاب أمام قاصدي بيت الله الحرام وزائري المسجد النبوي حيث يقضي العشر الأواخر من رمضان وأيام ذي الحجة في مكة المكرمة للإشراف المباشر على حركة المعتمرين وخطط الحج ويوجه بتنفيذ المشاريع التي تضيف مزيدا من السهولة والراحة والطمأنينة في أداء المناسك كمشروع زيادة أعمدة الرذاذ في محيط الجمرات ونجاح خطط الحج والعمرة نجاحاً باهراً رغم التحديات والأبواق الخارجية لتسيسه والانقاص من دور المملكة في تقديم الخدمات الراقية الوافية التي شهد بها كل حاج .

وأكد معاليه أن ما تحقق من إنجازات كبيرة على مدى هذه السنوات يجعلنا جميعا مطالبين بالحفاظ على هذه المكتسبات والعمل على تنميتها وتطويرها في مختلف المجالات لتتبوأ بلادنا مكانتها اللائقة بين دول العالم ولنصل لغاية الرؤية المباركة 2030 .

واختتم معاليه تصريحه بالدعاء لله عز وجل بأن يعود هذا اليوم أعواماً عديدة وأزمنةً مديدة وأن يديم على قادة هذه البلاد المباركة الصحة والعافية وأن يعينهم على حمل الأمانة ومواصلة مسيرة البلاد الخيرة وأن يحفظ بلادنا من كل سوء ومكروه وأن يديم عليها الأمن والاستقرار إنه سميع قريب مجيب.