رأس وزير التعليم الدكتور أحمد بن محمد العيسى الخميس أعمال الدورة السادسة غير العادية للمؤتمر العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم المنعقدة في دولة الكويت، لاختيار مدير عام للمنظمة خلفًا للدكتور عبدالله المحارب، الذي وافته المنية في مايو الماضي.
وكان المجلس التنفيذي (لإلكسو) عقد في مايو الماضي دورة خاصة (استثنائية) في مقر المنظمة بتونس تناولت مناقشة ما استجد في المنظمة من ظرف طارئ وخلو منصب المدير العام لها.
ويتكون المجلس التنفيذي للمنظمة من 22 عضوا يمثلون الدول العربية الأعضاء في المنظمة ويقوم المؤتمر العام (الجمعية العمومية) بتشكيل المجلس من بين مرشحي كل الدول الأعضاء ويختار عضوا من كل دولة،
إلى ذلك قال الدكتور العيسى في كلمة المؤتمر: ” يطيب لي مشاركتكم في هذا الاجتماع المبارك والالتقاء بجمعكم الكريم لترسيخ القيم الدينية والتعليمية والتربوية لمجتمعاتنا التعليمية وشعوبنا العربية لتنعم دوماً بنور العلم وتستظل بأفياء المعرفة ونرتقي بأجيال الغد لاستشراف آفاق المستقبل بأفكار خلاقة وبرؤية ثاقبة تحقق الطموحات الكبيرة التي ينشدها قاداتنا لتحقيق الأهداف الطموحة لبناء أجيال المستقبل “.
وأضاف العيسى ” اسمحوا لي أن نتذكر ونذكر بفقيد غالي علينا جميعاً انتقل إلى جوار ربه راضياً مرضياً إنه سعادة المدير العام للمنظمة السابق معالي الدكتور عبدالله محارب – رحمه الله-، وإذ ننعى فقيد المنظمة، فإنما ننعي رمزاً تربوياً محنكاً في مجاله وله عطاءات فذة ومآثر متميزة وخطط استراتيجية للنهوض بالمنظمة بما يحقق غاياتها لنشر اللغة العربية وتعليمها لأبناء الجاليات العربية في الخارج “.
واستطرد : ” إن منظمتنا تقوم بدور كبير في التأصيل والبناء ، وتقديم الأفكار والأنشطة لمشروعاتنا ا لثقافية والتعليمية ، بما يملي علينا ضرورة دعمها والوقوف معها في ظل الظروف التي تمر بها ، فهي العروة الوثقى الجامعة للرابطة الثقافية لكافة الدول الأعضاء ، فإذا تظافرت الجهود وتكاتفت الدول سنحافظ بعون الله على مكتسبات المنظمة ، وسيكون عملنا معاً مسدداً وموفقاً لمزيد من المؤازرة لدور المنظمة في هذه المرحلة الحساسة ، وهذا لن يأتي إلا بتوفير الدعم المالي الكافي لتمكينها من تنفيذ أنشطتها ومشروعاتها لئلا تتوقف أو تتأخر برامجها التنموية ، فهي تمثل بيت خبرة في مجالات اختصاصها من واقع خبراتها المتراكمة ونجاحاتها المتعددة ” .
وأشار العيسى إلى أن المسؤولية عظيمة وتاريخية ، والآمال كبيرة والتطلعات لهذا الاجتماع وقراراته ينتظرها الملايين من شعوبنا ، لنصل إلى جوهر العطاء المشترك للأجيال الحالية والقادمة ، نتقاسم فيها المهام والوعي والمعرفة ونعزز القيم والمبادئ الإسلامية والفكر الإنساني الرصين بموضوعية وإنصاف ” فعلينا أصحاب المعالي ، من خلال هذا الاجتماع ، أن نفتح صفحة جديدة وآفاق رحبة تؤكد على الإنجاز والجودة ونشر قيم الوسطية والاعتدال والتسامح ونبذ الكراهية بين المجتمعات والشعوب ، ودفع الجهود الدولية الرامية لمكافحة الإرهاب بكل أنواعه وطرائقه مستندين إلى ما قررته الشريعة الإسلامية السمحاء ، التي تؤكد حرمة الاعتداء على الأنفس والأموال وضرورة احترام العهود والمواثيق ، ونعمل على تحقيق الرؤى والأهداف المأمولة وفق سلم الأولويات ، ونسعى إلى تشجيع المبادرات النوعية من الأفراد والمؤسسات وتهيئة عوامل النجاح ومتطلبات التميز بعيداً عن الأساليب الروتينية المعتادة ، واستحداث مراكز بحث علمية مؤسسية ، للوصول لمستقبل مشرق واعد ولغد أفضل بعون الله وتوفيقه”.
ورفع العيسى عبارات الشكر والتقدير لدولة الكويت أميراً وحكومةً وشعباً على حسن الاستقبال وكرم الضيافة، موضحا ً أن من أبرز الأولويات العاجلة هذا اليوم، اختيار مدير عام للمنظمة تتوفر فيه الخبرة المطلوبة والحكمة، ويحمل مشروعاً نوعياً يحافظ به على الهوية العربية والإسلامية للمنظمة، ويرتقي بعملها إلى مصاف المنظمات الدولية.
وأكد وزير التعليم في كلمته أن نجاح المبادئ والأهداف التي تسعى المنظمة إلى تحقيقها، تتطلب حسن الاختيار وجودة الانتقاء لمن يتولى قيادة هذه المنظمة العريقة، مشيراً إلى توصية المجلس التنفيذي المرفوعة لهذا المؤتمر لاختيار وتعيين المدير العام للمنظمة في ضوء توفير كافة الشروط المطلوبة في المترشحين.