أكد رئيس مركز الإعلام والدارسات العربية الروسية د. ماجد التركي لـ “الرياض” بأن توقيع اتفاقية بين المملكة وروسيا على توريد عدد من أنظمة التسليح نظام الدفاع الجوي المتقدم “S-400” بأن المنظومة تكمل منظومة الدفاع الجوي للمملكة، ولدى المملكة منظومة صواريخ باتريوت الأميركي تغطي المنطقة الشرقية وباقي مناطق المملكة، أما منظومة الدفاع الجوي المتقدم “S-400″ كذلك تغطي باقي المناطق، لذلك أصبح الفضاء الجوي للمملكة مغطى بالكامل بمنظومات دفاع صاروخي عالية الجودة باتريوت الأميركي و”S-400” الروسي صواريخ اسكندر.

وقال: إنها ولأول مرة تخرج صواريخ اسكندر من روسيا، وهذا يدل أن الروس لديهم رغبة للاتجاه للمملكة وبناء علاقات مع المملكة، إذ إن إيران الشريك الروسي وعلى مدى طويل لم يأخذ الروس إلا “S-300” وبعد وقت طويل جداً وأكثر من ثماني سنوات ولم يحصلوا عليها وحتى الآن وهم في مراحل التسليم، والمملكة مباشرة يوقعون معها “S-400” هذا دليل أن هناك رغبة روسية في بناء علاقات مع المملكة متنوعة من ضمنها المجال العسكري.

وأضاف د. التركي بأن الزاوية المهمة شمل الاتفاق على توطين وتصنيع تقنية بعض القطع من منظومة الدفاع “S-400” في المملكة، وهي مهمة لن تكون دائماً تشتري وتستنجد الجانب الروسي وقد يضغط عليك بمواقف لاحتياجك لقطع الغيار، بعض القطع الكثيرة منه يتم تصنيعها للمملكة، مبيناً بأن زيارة خادم الحرمين الشريفين التاريخية لروسيا مشروع استراتيجي رؤية إستراتيجية هي جزء جاءت مكملة لرؤية المملكة “2030” في مسار تنوع الشراكات السياسية وتعدد الشراكات الاقتصادية بفتح مجالات لتقليل الاعتماد على النفط بشكل يفتح مجالات استثمارية متعددة ومتنوعة، ثم الشراكات الثقافية ومذكرات التفاهم في المجال الثقافي في المملكة، مشدداً على أن للزيارة مسارات سياسية واقتصادية وثقافية ويتبعها الجانب العسكري والأمني، وهي خيار استراتيجي جديد للمملكة تنوع الشراكات الإستراتيجية سواء التجارية أو السياسية أو العسكرية.

بدوره، قال المحلل السياسي والأمني الكويتي د. فهد الشليمي: بأن توقيع اتفاقية المملكة مع روسيا حيال المنظومة الدفاعية بأنها ناجحة وهذا ما أكده العديد من المراقبين، وأن هذه المنظومة الدفاعية “S-400” حسمت بشكل مباشر من أول زيارة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، وهي غير متوفرة عدا دول قليلة جداً من بينها قبرص والصين حسب ما هو معروف حالياً، وتعد المملكة من أول الدول التي تمتلكها وهذا ما يثبت نجاح المملكة في تعداد الخيارات الإستراتيجية العسكرية، على عكس دول حصلت على منظومة “S-300” والتي تعتبر غير قادرة على مواجهة هذه المنظومة الجديدة التي طورها الدفاع الروسي.

وأضاف بأن هذه الصفقات لها جانب سياسي وليس عسكريا، فجزء من السياسة دبلوماسية التسليح، وهو أن تتعاون مع الدول والتي على ضوئها ذلك تدريب وخبرات ومعاهد عسكرية يتعلم فيها الطلبة على هذه الأسلحة، وبالتالي يكون هناك تبادل من الجانب الثقافي والعسكري ما بين المملكة وروسيا، مبيناً أن استقبال خادم الحرمين الشريفين في روسيا كان غير عادي ومميزا يدل على ثقل المملكة سياسياً على المستوى العالمي، كما أن المواضيع التي طرحت في القمة التاريخية بين خادم الحرمين الشريفين والرئيس الروسي في غاية الأهمية، وبينت القمة دور وثقل المملكة على مستوى العالم، كما أن البيان السعودي كان واضحا حيال القضية السورية وحرصت على الوحدة السورية وإيقاف شلال الدم السوري، والحرص على الوحدة العربية والعلاقات الثنائية بين البلدين.

يذكر أن منظومة الصواريخ “S-400” ضمن تسليح قوات الدفاع الجوي الروسية تعتبر نموذجا مطورا من “S-300″، ومن مواصفاتها تدمير الأهداف من ثلاثة كلم إلى 240 كلم، وتمتاز بأنها تتابع 300 هدف في آن واحد وتستطيع تدمير 36 هدفا مرة واحدة، وتعتبر الأكثر تطوراً في العالم وقادرة على التصدي لجميع الطائرات الحربية بما فيها طائرة الشبح الأميركية الشهيرة، كما تستطيع اعتراض الصواريخ البالستية والمجنحة وتدميرها، وتم تزويد الجيش الروسي بمنظومات “S-400” (تريومف) اعتباراً من أغسطس عام 2007، ويمكن أن تزود منظومة “S-400” بخمسة أنواع من الصواريخ مختلفة المهام والأغراض، وقد سبق أن أكد خبراء روس بأن المملكة تشتري الأفضل في كل المجالات.