ثمة أمور قد تجعل الحليم حيرانا، وثمة أشياء قد تخرج ذلك الحليم عن حلمه ورشده فلا يقبل التبرير ولا يرضى أبداً بالتقصير.
لا يخفى على ذي لب فضلاُ عن غيره، ما للبيئة المدرسية الجاذبة من دور هام وبارز بل ومفصلي احيانآ لمن يعملون في تلك البيئة سواء كانوا معلمين ومعلمات او طلاب وطالبات، وكلنا يعلم أن المناح التربوي والتعليمي هو الذي يحور ويحول مشاعر الكثير من أبنائنا تجاه المدرسة إلى مشاعر ود واشتياق ورغبة وإنتماء واحترام.
ان البيئة التعليمية الجاذبة تكون ذات تصميم عصري يواكب التطلعات وتزين بألوان مبهجة ومريحة للناظر اليها ومزينة بالخضرة والنباتات، مكيفة ومتلائمة مع ظروف المناخ شتاء وصيفاً ويتوفر فيها الوسائل التعليمية المختلفة ووسائل السلامة والمختبرات العلمية المزودة بكل الاحتياجات، ويتوفر فيها قاعات وملاحق للأنشطة تقدم فيها المناهج بطرق مختلفة ومتنوعة (ماسبق هي تطلعات وامنيات ليس من الصعوبة تطبيقها).
لكن !! حينما يكون الواقع اقل بكثير من تلك الأمنيات والوضع لا يمت للعملية التعليمية والتربوية والبيئة الجاذبة بأي صلة بل ويتعدى الأمر إلى تواضع وسائل واحتياطات السلامة فإنك تضع يديك على قلبك.
مايحدث في المدرسة المتوسطة الثانية امر غير مقبول جعل ابنتي التي اعرف حبها واشتياقها للمدرسة يتحول الى تضجر وقلق وأصبحت البيئة التي تعشقها بيئة طارده، سألتها ماذا دهاك يا ابنتي؟ ماهذا الإحباط الذي تعيشينه وانتي تعودين لمقاعد الدراسة بعد اجازة طويلة من المفترض أن تجعلك تعودين أكثر حماساً !؟
وما لبثت بالكاد أن أنهي سؤالي حتى جاوبتني إبنتي سريعاً ولم تتريث، وكأنها كانت تنتظر من يشعر بمعاناها هي وزميلاتها قالت: "يمه الشق أكبر من الرقعه في مدرستنا" الفصل فيه أكثر من أربعين طالبه كيف لي أن أتعلم؟ فصلي يقبع في الدور الثالث والخوف ينتابني فيما لو حدث حريق او طارئ لاسمح الله فلا مخارج طوارئ ولا وسائل سلامة بالشكل المطلوب خلاف خطورة الأدوار العلوية عند إنصراف الطالبات فكيف لي أن أتعلم؟ الماء في أغلب الأيام غائب أو قد يكون في إجازة ولا يعلم بعودتنا فكيف لي أن اقضي كثير من أموري الخاصة وبالتالي كيف لي أن اتعلم؟ تم دمج طالبات المتوسطة الرابعة مع مدرستنا لتزداد المعاناة ويزداد الأمر سوء وتزداد حالة الحنق والتضجر فأضحت البيئة طاردة وليست جاذبة فكيف لي أن أتعلم ؟
إنتهى كلام ابنتي بعبرات وزفرات تحكي وتصور شعور بقية زميلاتها وهنا اتسائل وأقول: هل يعقل أن هذي أولى عتبات رؤية 2030، لا أعتقد ذلك لأن ما أشاهده وما لمسته وعايشته إبنتي وزميلاتها هي (عقبات) وليست (عتبات) لذا فرفقاً ببناتنا يامكتب تعليم الخفجي رفقاً بهن فهن لا يطلبن مدارس نموذجيه ولا أموراً كمالية أو ترفيهية لكنهن يطلبن وقفه جاده وتدخل منكم لتلافي القصور الحاصل في مدرستهم وتوفير الأمور الأساسية وتدارك الأخطار المحدقة، والله من وراء القصد.
بقلم / حمده العتيبي
التعليقات 12
12 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
ابوديما
10/16/2017 في 8:44 م[3] رابط التعليق
يا مسؤولون رفقا بالقوارير
رغم المخصصات المدروسة والمبالغ الضخمة التي ترصدها حكومتنا الرشيدة في الانفاق على بيئات التعليم الا ان تقصير بعض المسؤولين في الدوائر الحكومية يسيء الى الجهة التي ينتمي اليها وكذلك الى المواطنين نظرا للاستهتار واللامبالاة في تفعيل وتصريف تلك المخصصات في الجهة السليمة والا فكيف يسمح ذلك المسؤول في البيئة التعليمية باستخدام تلك المدارس التي اكل عليها الدهر وشرب في الوقت الذي يفترض فيه ان تكون فتياتنا العزيزات يتمتعن بأفضل وسيلة وبيئه تعليميه تمشيا مع وصايا رسول الرحمة (صلى الله عليه وسلم) في المرأة التي امرنا بالرفق بها نجد بناتنا الغاليات مقهورات ومجبورات على دخول المدارس المتهالكه ؟ رفقا بالقوارير ايها المسؤول فانك محاسب امام رب العباد على ذلك.
زائر
10/16/2017 في 9:33 م[3] رابط التعليق
كلام جميل وسليم ويحقي الواقع بكل صدق ، وينطبق على اغلب المدارس هنا
زائر
10/16/2017 في 10:41 م[3] رابط التعليق
كلام جميل وسليم ويلامس واقع كثير من مدارسنا
زائر
10/17/2017 في 12:32 ص[3] رابط التعليق
التعليق
ام حازم
10/17/2017 في 12:37 ص[3] رابط التعليق
الاخت حمده ماقصرت طرحت الموضوع من جميع النواحي هاذي المشكله يعاني منها اغلب البنات يمرون بظروف خاصه ولايوجد ماء.اتمني من القائمين على المدارس تلبيه حاجه بناتنا البسيطه وشكرا..
زائر
10/17/2017 في 1:08 ص[3] رابط التعليق
كلام جميل
قصص
10/17/2017 في 2:36 ص[3] رابط التعليق
التعليم بالخفجي يحتاج الكثير من إعادة النظر ، ومع كامل التقدير لاتخرج بنتيجة إذا أبلغت مكتب التعليم . النظام موجود وغير معمول به وفق المحسوبيات لكي لايزعل فلان وفلانه ، حتى تصبح كالكرة بين هذا وذاك .
ام فهد..معلمه
10/17/2017 في 5:46 ص[3] رابط التعليق
قلم رائع ..تشخيص واقعي ..اسلوب جميل جدآ استمري استمري وفقك الله..
الاسم (اختيارى)
10/17/2017 في 6:56 ص[3] رابط التعليق
عنوان المقال أبلغ .. صِدَقتي يا حمده
حال أغلب المدارس يجيب الاحباط
بنتي ثاني “ابتدائي” بالدمام
و ٦٣ طالبه بالفصل بسبب قلة المعلمات
ف لا حول ولا قوة الا بالله
و حسبنا الله و نعم الوكيل
زائر مقال جميل ويستحق القراءة
10/17/2017 في 4:47 م[3] رابط التعليق
التعليق
ريم
10/18/2017 في 3:18 م[3] رابط التعليق
سلم قلمك ،ارجو النظر بجدية لمثل هذة الامور بعد طرحها هنا واتمنى وصولها للمسؤولين
زائر
10/21/2017 في 5:56 م[3] رابط التعليق
بارك الله فيك كلام منطقي نتمنى الحلول