تكللت مساعي رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة تركي آل الشيخ بالنجاح في تقريب وجهات النظر بين الشباب والأهلي اللذين يمثلان طرفي النزاع في قضية انتقال الحارس محمد العويس من الأول إلى الثاني خلال الموسم الماضي.
وكشفت مصادر أن تمسك الشبابيين في الفترة الماضية بحقهم في القضية ورفضهم المساعي السابقة للصلح جاء على خلفية وعد أطلقه العويس لأحد أعضاء الشرف البارزين الذين يتصدرون المشهد في الشباب لكنه لم يوف بوعده الذي تضمن تجديد عقده مع الشباب فور عودته من المشاركة مع المنتخب في استحقاقه الدولي الذي سبق ابتعاده عن الأنظار واختفائه بشكل كامل عن المشهد الرياضي، وهذا ما جعل موقف أعضاء شرف الشباب صارماً ورافضاً للتنازل، إضافة إلى عدم اعتراف الأهلي بالتجاوزات والمخالفات المرتكبة في الاتفاق مع لاعب لم يدخل فترة الأشهر الستة الحرة وتلقيه مبالغ مالية كان الشباب على علم بها.
وما زاد الأمر تعقيداً هو الشكاوى المتكررة من إدارة الأهلي ضد إدارة الشباب بعد سلسلة البيانات القوية التي أطلقتها الاخيرة أثناء سير القضية.
لذلك أصر الشبابيون على مواصلة التحقيقات وكشف الحقائق للشارع الرياضي السعودي وأكدوا أنهم مستعدون لتقبل أي عقوبة ستطبق على ناديهم في حال أثبتت التحقيقات وجود أي خطأ شبابي في القضية، وقبل إعلان رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة عن نتائج التحقيقات وثبوت تورط عدد من المنتمين للنادي الأهلي وسلامة موقف الشباب، كثف الأهلاويون اتصالاتهم على أصحاب القرار في الشباب الذين رفضوا المحاولات مفضلين استمرار القضية في مسارها القانوني.
تغيير موقف الشباب
قدم الشبابيون شكرهم لرئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة على إعادة فتح التحقيق في القضية والنظر في طلبهم، وبقي موقفهم ثابتاً خصوصا في ظل تبيان الأمور للشارع الرياضي السعودي وهذا هو هدفهم الأول المعلن في أكثر من بيان، ما جعلهم يتجاوبون مع محاولات الأهلي الجديدة التي قادها الرئيس الجديد الأمير تركي بن محمد العبدالله الفيصل بمباركة من رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة، لاسيما بعد أن تبين صحة وسلامة موقفهم بشكل كامل.
وقدم الأهلي مبلغ 20 مليون ريال مقابل موافقة الشبابيين على التنازل عن القضية، لكن صناع القرار في الشباب اشترطوا اعتذارا رسمياً عبر منبر الأهلي الرسمي بالإضافة إلى المبلغ وهذا ما وافق عليه الاهلاويون خلال اجتماع شبابي أهلاوي ترأسه المستشار تركي آل الشيخ بحضور عضو شرف الشباب الأمير فهد بن خالد بن سلطان ورئيس النادي طلال آل الشيخ من الجانب الشبابي ورئيس الأهلي الأمير تركي بن محمد العبدالله الفيصل بالإضافة إلى عضو شرف الأهلي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالله من الجانب الاهلاوي ورئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم عادل عزت، ليصدر بيان الأهلي بعد نهاية الاجتماع ويرد عليه الرئيس الفخري لنادي الشباب بقبول الاعتذار والموافقة على التسوية الودية للقضية بما يتوافق مع اللوائح والقوانين.
الجدير ذكره أن قضية محمد العويس شهدت جدلاً واسعًا بين الطرفين، قبل الإعلان في فترة سابقة عن نتائج التحقيق بعد إحالتها في الفترة الماضية لهيئة الرقابة والتحقيق، ووفقاً لما تم التوصل له فقد ثبت لدى الجهة المختصة دخول مبلغ 8,5 ملايين ريال لحساب اللاعب على دفعتين، وتحديد بعض مصادر تلك الأموال، والدفعة الأولى أدخلت في حساب العويس عن طريق وكيل اللاعبين تركي الزهراني الذي تلقى المبلغ من لاعب وسط الأهلي تيسير الجاسم، والدفعة الأخرى تلقاها نقداً من أحد أعضاء شرف النادي الأهلي قبل دخول اللاعب في الفترة الحرة بتاريخ 28 / 7 / 2016، فيما الفترة الحرة للاعب تبدأ في 25 / 1 / 2017 م، وهذا خلاف ما ذكره العويس أثناء التحقيق السابق معه، إذ ذكر أن المبالغ وردت إليه من والده.
وعلمت مصادر أن القضية حلت بشكل كامل، وسيبقى الحارس محمد العويس أهلاوياً، وسيتم تعويض الشباب بمبلغ مالي كبير حسب التسوية المتفق عليها.