تحتفي عملاقتا النفط والبتروكيماويات في العالم شركتا أرامكو السعودية و”سابك” اليوم الأحد بتوقيع مذكرة تفاهم لتنفيذ أكبر مجمع متكامل في العالم لتحويل النفط الخام إلى منتجات كيماوية في المملكة وبحجم استثمار مقدر يفوق 30 مليار ريال ومن المخطط إطلاق أعمال المشروع في الربع الأول 2018 وإنجازه 2020 والمخطط تشييده في مدينة ينبع الصناعية وسيوفر حوالي 100 ألف فرصة عمل جديدة مباشرة وغير مباشرة.
وسيتم توقيع الاتفاقية صباح اليوم في مقر شركة أرامكو السعودية بالظهران بحضور قادة الشركتين للإعلان عن أكبر تحالف في تاريخهما حيث يسعى العملاقان بخطى واثقة نحو دعم وإنجاح مشروع التحول الوطني 2020 المرتكز بثقل كبير جداً على أحد أهم أهدافه الاستراتيجية المتعلقة بتنمية الايرادات غير النفطية برفع قيمتها بنسبة 224 % لتصل إلى 530 مليار ريال في 2020، حيث يمثل هذا التحالف النفطي البتروكيماوي الضخم والأول من نوعه في الشرق الأوسط مجمعاً مبتكراً يستهدف تحقيق الأهداف الاستراتيجية المناطة بوزارة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية للتحول الوطني 2020 المرتبطة بأهداف الرؤية 2030 وأبرزها زيادة قيمة صادرات السلع غير النفطية من 185 مليار ريال، إلى 330 مليار ريال. في وقت من المتوقع أن يستهلك هذا المجمع حوالي 10 ملايين طن متري من الزيت الخام سنوياً لإنتاج البتروكيماويات والمواد الكيماوية المتخصصة.
ويأتي توقيع الاتفاقية في أعقاب مباحثات ودراسات معمقة بين خبراء الشركتين والاستشاريين العالميين في هذه الصناعة نحو تكنولوجية مبتكرة تمكنهما من إنتاج المواد الكيميائية مباشرة من النفط الخام، في وقت أثبتت تقنية وإمكانية تكسير النفط الخام الخفيف مباشرة لإنتاج الأوليفينات نجاحاً في بعض الدول.
وتستهدف الشركتان من هذا المشروع تنويع مواد اللقيم المستخدم في صناعة البتروكيماويات في المملكة والتركيز على استغلال النفط ضمن إحدى الثروات المتاحة لتكون خاماً ولقيماً مثالياً لإنتاج البتروكيماويات مباشرة من النفط ليقود المملكة نحو عهد صناعي جديد بمزايا نمو اقتصادية فاعلة ذات قيمة مضافة تمنح قوة لتعزيز الاقتصاد الوطني لأداء دور رئيس ضمن التحوّل الاقتصادي للمملكة.
وتنظر شركتا أرامكو وسابك للأهمية الاستراتيجية للمشروع وتأكيد التطلع للتنويع في المواد الخام التي تؤدي إلى تعزيز الاستدامة والاستخدام الأفضل للطاقة ويدعم استراتيجية الشركتين من خلال العمل بروح الفريق الواحد وتحقيق المشاركة والاتصال الفعال بين القطاعات العاملة بالشركتين، في وقت لفت مسؤولو الشركتين إلى أن الفشل ليس وارداً في خياراتهما تجاه هذا المشروع الاستراتيجي في ظل مسؤولية المختصين في الشركتين للإسهام بجهودهم الإبداعية لإنجاحه.
ومن شأن هذا المشروع تحقيق منافع كبيرة وتوفير قنوات تمويلية وتعزيز الانتشار في الأسواق العالمية، حيث إن نجاح الشركتين وتطبيق أفضل الممارسات لديهما سوف يسهم في بناء وتشغيل مرافق مشروع تحويل النفط الخام إلى كيماويات، لتصبح مرافق مستدامة قادرة على الارتقاء بالمصلحة الوطنية للمملكة.
ووضع الشريكان أرامكو وسابك أكبر الاستثمارات لإنجاح المشروع بقرارات استثمارية مبنية على دراسات جدوى قوية وبذل أقصى الجهود وتركيز الاهتمام خلال هذه الفترة الحساسة من بداية المشروع.
وأكد فريق العمل من أرامكو وسابك بتجاوز تحديات كبيرة في سبيل تنفيذ هذا المشروع، وجعل النفط أحد المواد المتاحة لتكون لقيماً مناسباً لهذه الصناعة حيث يؤمل أن تقود هذه الاتفاقية لإقرار دراسات الجدوى المشتركة لتطوير مجمع متكامل لتحويل النفط الخام إلى منتجات كيماوية في المملكة، لتقود المملكة إلى عهد جديد متميز بقوة النمو الاقتصادي وإيجاد آلاف الفرص الجديدة لشباب الوطن الطموح، مع أداء دور رئيس ضمن التحوّل الاقتصادي للمملكة.
في وقت يدعم هذا المجمع الجهود المضنية التي تكرسها أرامكو وسابك لتنفيذ مشروعات الشركة العربية السعودية للاستثمارات الصناعية التي تأسست نتيجة شراكة تجمع صندوق الاستثمارات العامة و”سابك” وأرامكو السعودية، برأس مال ملياري ريال، ويهدف تطوير عدد من الصناعات الجديدة في المملكة، تشمل صناعة المعدات التي تخدم قطاعات النفط والغاز، والنقل، والطاقة، ومعدات قطاع المياه والكهرباء، وصناعة السفن. في ظل إتاحة الفرصة للشركات الصغيرة والمتوسطة لتلعب دوراً تربط من خلاله بين مختلف المشاركين في هذه المنظومة الاقتصادية المتكاملة.