الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف الانبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :
إخوة الإيمان نحن في شهر شعبان وقد تشعبت فيه الخيرات وتنوعت الأعمال الصالحات ومع ذلك حصلت فيه الغفلة من الكثير إلا من وفقه الله وهداه فاغتنم فيه الساعات بمزيدٍ من الصالحات فشعبان هو سفير شهر رمضان المبارك بلغنا الله وإياكم إياه ورزقنا فيه الجد والاجتهاد والنشاط .
وشعبان مقدمة لرمضان كالنافلة القبلية كأن صيام الست من شوال كالنافلة البعدية قد كان نبينا صلى الله عليه وسلم أسبق الناس إلى كل خير فكان يكثر فيه من الصيام حتى أنه يصومه كله أو أغلبه قالت عائشة رضي الله عنها كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر ويفطر حتى نقول لا يصوم فما رأيت رسول الله استكمل صيام شهرٍ إلا رمضان وما رأيته أكثر صياماً منه في شعبان وقالت رضي الله عنها لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يصوم شهراً أكثر من شعبان وكان يصوم شعبان كله وكان يقول خذوا من العمل ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا " رواه البخاري ومسلم .
وصيام أكثر شعبان أو ما تيسر منه قربة وسنة ونافلة من شاء فليستقل ومن شاء فليستكثر وهو توطئة وتمهيد وتأهب واستعداد لتلقي رمضان وقد تروضت النفوس واغتنمت وقت الغفلة ومن ثم يدخل رمضان وقد زكت نفس المسلم وطهر قلبه فلا يجد في بداية رمضان مشقة فطوبى لمن صام في هذا الحر الشديد ليوم شديد حره قد دنت الشمس من الرؤوس بقدر ميل .
ففي الصحيحين عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم " من صام يوماً في سبيل الله باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفاً " أي سبعين سنه .
وقد سأل أسامة ابن زيد رضي الله عنهما قال يا رسول الله لم أرك تصوم شهراً من الشهور ما تصوم من شعبان قال صلى الله عليه وسلم ذاك شهرٌ يغفل الناس فيه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع فسه الاعمال الى رب العالمين واحب ان يرفع عملي وأنا صائم "
ما أجمل أن يدخل المسلم شهر رمضان وقد وجد للصيام حلاوة وعليه طلاوة وخالط قلبه بشاشة الايمان وتغلغل في روحه نور اليقين وإذا كان قبل رمضان بيوم أو يومين فلا صيام للنافلة إن لم يكن له عادة كصيام الاثنين أو الخميس ووافق ذلك قبل رمضان لقوله صلى الله عليه سلم " لا تقدموا رمضان بصيام يوم أو يومين إلا رجلاً كان يصوم صوماً فليصمه " رواه البخاري ومن باب إن كان عليه قضاء من رمضان الفائت ووافق أن تذكر ذلك قبل رمضان بيوم أو يومين فليصم ذلك .
اللهم سلمنا لرمضان وسلم لنا رمضان وتسلمه منا متقبلا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,,
محبكم
عطاالله بن عبدالله
التعليقات 3
3 pings
عطا الله العتيبي
06/25/2013 في 3:54 م[3] رابط التعليق
بسم الله الرحمن الرحيم
إضافة*
فائدة في الجمع بين حديث ” إذا انتصف شعبان فلا تصوموا ” وحديث ” أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم شعبان كله ” وفي رواية ” إلا قليلا ” .
فتوى لسماحة شيخنا عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى حينما سئل :
لقد قرأت في صحيح الجامع الحديث رقم (397) تحقيق الألباني وتخريج السيوطي (398) صحيح ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إذا انتصف شعبان فلا تصوموا حتى يكون رمضان » . ويوجد حديث آخر خرجه السيوطي برقم (8757) ، صحيح ، وحققه الألباني في صحيح الجامع برقم ( 4638) عن عائشة رضي الله عنها ، قالت : « كانت أحب الشهور إليه صلى الله عليه وسلم أن يصومه ، شعبان ثم يصله برمضان » فكيف نوفق بين الحديثين ؟
فأجاب رحمه الله :
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم شعبان كله وربما صامه إلا قليلا ، كما ثبت ذلك من حديث عائشة وأم سلمة . أما الحديث الذي فيه النهي عن الصوم بعد انتصاف شعبان فهو صحيح ، كما قال الأخ العلامة الشيخ ناصر الدين الألباني ، والمراد به النهي عن ابتداء الصوم بعد النصف ، أما من صام أكثر الشهر أو الشهر كله فقد أصاب السنة .
والله ولي التوفيق .
وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
مواطن صريح
07/01/2013 في 5:58 م[3] رابط التعليق
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة لله وبركاته وبعد
لكم تمنينا ان لا يكون رمضان صلاة تراويح وقراءة قرأن فقط إنما نتمنى أيضاً أن يضاف الى ذلك دروس دينية مستمرة خلال ايام هذا الشهر المبارك , لان الدروس الدينية وخاصة فقه العبادات والعقائد لها تأثير كبير على نفسية المسلم ولعلي اجدها فرصة ان أبارك للجميع قرب قدوم شهر رمضان شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار ونسأل الله ان نكون واياكم ممن يعينه الله على صيامه وقيامة على الوجه الذي يرضيه , كما أننا نرفع رغباتنا للشيخ عطاالله بحكم مسؤوليته على ادارة الدعوة والارشاد للسعى في تطبيق ذلك في هذا الشهر المبارك والسلام عليكم
الصبر
07/25/2013 في 8:44 ص[3] رابط التعليق
انا اعجبني تواضع واحترام وتقدير العلامة ابن باز لشيخ العلامة الالباني وذلك من وجوه: الوجه الاول :حيث انه نسب صحة الحديث الى قائله مع ان الشيخ ابن باز لا يشق له غبار في علم الحديث. الوجه الثاني: اظهار الحب والتقدير لشيخ الالباني بقوله : الاخ , وهذا فيه تواضع كبير جدا فلم تاخذه الشيخ نفسه الى مسالة الاقران وما يسبب هذا من تنقيص الاخرين ولو كانت بالفاظ ظاهرهاالاحترام. الوجه الثالث: بيان منزلة الشيخ الالباني بقوله: العلامة . علما بان الشيخ ابن باز والالباني من علماء المسلمين ومفتيها في زمن واحد وفي هذا تربية عظيمة لطلاب العلم خصوصا وللمسلمين عموما بالاحترام وعدم هضم حق الاخرين من باب الحسد واظهار علم اخيك والاستفاده منها ونسبة القول اليه ومن كان له فضل عليك فلا تنسى فضله.