أعرب الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس باسمه ونيابة عن أئمة وعلماء ومدرسي الحرمين الشريفين ومنسوبيهما عن أسفه واستنكاره لإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية إليها.
وقال السديس إن هذا الإعلان غير المبرر وغير المسؤول سيؤدي إلى تداعيات خطيرة على استقرار المنطقة والعالم لما يمثله من إجحاف بحقوق الشعب الفلسطيني والعالم العربي والإسلامي وتأجيج مشاعر الشعوب العربية والإسلامية ولما للقدس من مكانة في قلوب المسلمين.
وأوضح أن القدس هي الوعاء الحاضن للمسجد الأقصى الذي يضم فيه المسجد الأقصى ثالث أكبر الأماكن قدسية في الإسلام، فيه تتجدد مشاعر المسلمين على مدى الأزمات تجاه مدينة القدس الشريف التي هي مسرى رسول الثقلين صلى الله عليه وسلم، كما قال تعالى: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى? بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ? إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)، وفيها المسجد الأقصى الذي تساوي الصلاة فيه خمسمائة صلاة، كما روى جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (فضل الصلاة في المسجد الحرام على غيره مائة ألف صلاة، وفي مسجدي هذا ألف صلاة وفي مسجد بيت المقدس خمسمائة صلاة)، وهو أحد المساجد الثلاثة التي تشد إليها الرحال، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، ومسجد الأقصى).
وأضاف الدكتور السديس، من هنا كان موقف المملكة العربية السعودية الحازم والواضح باستنكارها لهذا القرار الذي يعد انحيازاً كبيراً ضد حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية والثابتة التي كفلتها القرارات الدولية ذات الصلة وقد حظيت هذه الحقوق باعتراف وتأييد المجتمع الدولي.
وأشاد الرئيس العام لشؤون الحرمين بمواقف المملكة تجاه القضية الفلسطينية والقدس الشريف منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز آل سعود ـ رحمه الله ـ إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أل سعود ـ حفظه الله ـ مشيراً إلى أن المملكة على الدوام في مقدمة الدول المنافحة عن القضية الفلسطينية داعمة لقضية السلام فيها سواء كان دعماً اقتصادياً أو إغاثياً أو سياسياً.