وضع قرار الاتحاد السعودي لكرة القدم الأخير، بزيادة عدد اللاعبين غير السعوديين لأندية الدوري السعودي للمحترفين إلى سبعة لاعبين، الكرة في مرمى الأندية من جديد، في توسيع الخيارات العناصرية لتدعيم الفريق الكروي وتجديد الصفوف وصناعة فريق منافس مدجج بالنجوم.
وقد يراه البعض سلبياً على الفرص المتاحة أمام بقية اللاعبين المحليين، فيما يذهب البعض إلى إيجابيات عدة ستطغى على المنافسة القوية بين الأندية ككل، ونهاية عصر مايسمى بالأندية الكبار في الكرة السعودية، وتقليص الفوارق الفنية وحتى المادية بين جميع الفرق، فما ستنخفض أسعار عقود اللاعبين المحليين إلى مستويات غير مسبوقة، بعد أن وصلت بالونتها حد الانفجار إلى وقت قريب، مع شُح المواهب الصاعدة والاعتماد على اللاعبين الجاهزين، كما أن ظاهرة تدوير اللاعبين المحليين بين الأندية ستكون حدثاً من الماضي، في ظل الخيارات الواسعة لاستقطاب اللاعبين غير السعوديين.
يتفق الكثيرون أن قرار اتحاد الكرة الجديد يذهب في اتجاه النظر إلى موسم استثنائي تعيشه الكرة السعودية هذا العام ،مع انشغال نجوم المنتخب السعودي بتحضيرات المشاركة في مونديال روسيا 2018 بعد أشهر محدودة، إلا أن استمرار القرار بتوسيع خيارات العناصر غير المحلية، يتواءم فعلا مع المشهد العام للكرة السعودية المقبل، مع الاقتراب من عالم الخصخصة الذي يعتمد كثيراً على الجانب الاقتصادي، كركيزة مهمة في استفاقة الأندية من غيبوبة الديون والتراكمات المالية والعقود الباهظة، التي تم توقيعها في لحظات النشوة من إدارات رحلت وأخرى في طريقها إلى الرحيل، باتجاه العمل المؤسساتي والمنتج الذي يدير الأندية وفق متطلبات المستقبل فقط.
شعار البقاء للأفضل والأجدر سيكون هو الشعار السائد في الكرة السعودية أمام اللاعبين المحليين، وصولاً للاعبي النخبة الذين يمكن الاعتماد عليهم في المنتخبات السعودية، مع توديع المجاملات والشلليات التي كانت تتكون في كثير من الأندية، وتطيل العمر الكروي لبعض اللاعبين دون مردود فني واضح، يساهم في تحسين نتائج الفريق ودعم عجلة تقدمه.
إدارات احترافية وأجهزة فنية مقتدرة وخيارات متعقلة وفق الحاجة الحقيقية لكل فريق، هي الأدوات الناجحة التي ستصنع الفرق بين الأندية في الفترة المقبلة، في استقطابات اللاعبين غير المحليين دون هدر مادي أو اختيارات عشوائية، تزيد من معاناة الفريق الكروي، كما أن دراسة عقود اللاعبين المحليين من جديد، والالتزام بالسقف المادي الأعلى المحدد من اتحاد الكرة في هذه العقود، سيكون محكاً مهماً أمام إدارات الأندية، وقد يفتح الأبواب المغلقة أمام اللاعبين المحليين الراغبين في خوض تجارب خارجية، قد تصقل مستوياتهم من جديد بصورة أفضل، وللفوز بعقود أكبر، في ظل انتقاء الحاجة للتمسك بالنجوم، مع الخيارات الواسعة والمتجددة على صعيد اللاعبين غير السعوديين.