أكد سفير خادم الحرمين الشريفين في عمّان أن سياسة المملكة تعمل وفق آليات القانون الدولي الذي يُحصّن القرارات السياسية من أي اختراقات أو تجاوزات تضر سياسات الدول وحقوق الإنسان، ولذا كسبت قرارات المملكة احترام المجتمع الدولي ومنظماته. جاء ذلك أثناء لقاء سمو السفير بسفيرة مملكة النرويج في عمّان السيدة/ تونه اليزابيث باكفولد اليش اليوم الثلاثاء.
وأضاف سمو السفير أن قرارات الوضع السياسي في اليمن يجب أن تتم وفق قرارات الأمم المتحدة والجامعة العربية ومصالح الشعب اليمني، فشرعية التدخل السعودي في اليمن تستند على تلك القرارات التي لم تحترمها الأطراف الأخرى. وأشار إلى أن حقوق الإنسان في اليمن تُعد في سياسة المملكة أمراً لا يمكن التخلي عنه أو تجاوزه لمصالح سياسية، إلاّ أن بعض المنظمات أو المراكز الدولية التي تهتم بحقوق الإنسان تفتقد ببعض ممارساتها في اليمن للحدود المهنية التي يجب أن تلتزم بها، وأصبحت وكأنها منصات إعلامية تبحث عن الإثارة أكثر منها منظمات حقوقية وإنسانية، وعزا ذلك لعدة أسباب:
أولاً: توجهات العاملين فيها من الأشقاء اليمنيين والعرب، الذين يعملون وفق أجندة سياسية أو عقائدية، وتأتي تقاريرهم منسجمة مع توجهاتهم.
ثانياً: أن بعض العاملين يستعينون ببعض ما يسمى بشهود عيان بدون تمحيص مهني لمصداقية شهاداتهم، وهذا هو الخلل الأساسي الذي يصاحب دائماً بعض التقارير التي تعني بحقوق الإنسان.
كما تمنى سمو السفير أن يراعي مبعوث الأمم المتحدة الجديد في اليمن هذه الأخطاء. وعلى الصعيد المحلي أشاد بالتطورات الجديدة في المملكة سواء على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي. وأوضح بأن التطورات الأخيرة جاءت تلبية لاحتياجات الإنسان السعودي، الذي يشهد تحديات اجتماعية وإنسانية كبيرة، فليس غائباً على المراقب من الخارج طبيعة هذه التحديات ومدى ملائمة الإجراءات التي اتخذتها الحكومة للحفاظ على قوة المجتمع وصيانة هويته الوطنية. معتبراً أن هذه الإجراءات جاءت لمعالجة بعض العادات والأعراف التي أخذت مع مرور الزمن قيم اجتماعية تتعارض في مجملها مع صحيح الدين الإسلامي. وانتقد سمو السفير بعض العبارات التي يتضمنها الخطاب الإعلامي الأجنبي مثل (إصلاح القيم الدينية)، واعتبر ذلك تجاوزاً غير مبرر على طبيعة المجتمع وقيمه الدينية، وأوضح أن الباحث أو الكاتب الذي يبحث في تفاصيل التحديثات في المملكة عليه أن يكون ملماً بحقيقة الدين الإسلامي ومقاصده الدينية والإنسانية بشكل معمق بعيداً عن التصنيفات المذهبية والتوجهات السياسية. مؤكداً على أن السعوديين لا يوجد لديهم مشكلة حوار مع المختلفين معهم ثقافياً واجتماعياً ودينياً، ولكن مشكلتهم مع من يتعمدون سوء الفهم، فعندما تتعمد الإساءة إليّ فأنت هدمت كل جسور التواصل معي، وللأسف إن البيئة الثقافية والإعلامية والدولية في أغلب انتاجها الثقافي والفكري تقوم على سوء الفهم أكثر من احترام الاختلاف والحوار حوله. مؤكداً بأنه إن لم يكن هناك إصلاح مهني وثقافي في المنظمات الدولية والإنسانية سوف تستمر ثقافة سوء الفهم وتُغيب ثقافة احترام الاختلاف.
ويُذكر أن النرويج يوجد لديها أكثر من مؤسسة ومنظمة تعمل في إطار حقوق الإنسان وتتوزع في أكثر من بلد في العالم، والوطن العربي ضمن هذه الدول التي يتواجد بها حضور لهذه المنظمات.