تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، افتتح وزير التعليم الدكتور أحمد بن محمد العيسى فعاليات مؤتمر “واجب الجامعات السعودية وأثرها في حماية الشباب من خطر الجماعات والأحزاب والانحراف” الذي تنظمه جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بمبنى المؤتمرات بالمدينة الجامعية ويستمر ليومين.

حضر حفل الافتتاح مدير الجامعة عضو هيئة كبار العلماء الشيخ الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل، وعدد من أصحاب المعالي مديري الجامعات السعودية ومسؤوليها.

بدأ الحفل بآيات من الذكر الحكيم، ثم كلمة لمعالي مدير الجامعة، رفع فيها شكره لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز – حفظهما الله- على الرعاية الكريمة، التي تأتي امتدادًا للدعم الكبير واللا محدود الذي تلقاه الجامعة خاصة، والجامعات السعودية بشكل عام، والذي يمثل دعمًا كبيرًا لبذل مزيد من الجهد والعطاء في سبيل إنجاح هذا المؤتمر وغيره من الفعاليات العلمية والثقافية.

وقال أبا الخيل في كلمته: إن واجبنا عظيم ومسؤوليتنا كبيرة ومهمتنا شريفة في حماية الناشئة والشباب من الأفكار الخاطئة والمفاهيم الهادمة, والأخذ بأيديهم إلى سبل النجاة وإنقاذهم من بحر الفرقة والجماعات والأحزاب إلى الوحدة والاجتماع ونبذ الفرقة، فالله عز وجل أمرنا بنبذ الفرقة فقال الله تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا)، ويقصد العلماء بكلمة اعتصموا “الجماعة”، وفسر البعض أن المقصود بـ”حبل الله” القرآن الكريم، كما اتفق العلماء على أن القرآن الكريم يدعو إلى الجماعة، والاجتماع”، وقال: “الجماعة حق، والفرقة مهلكة، ومن هنا حذرنا الله سبحانه وتعالي في آياته، من الفرقة والتشرذم والاختلاف، وسلوك طريق المتحزبين من المشركين، تأكيداً لقوله تعالي:”ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً، كل حزب بما لديهم فرحون”، مبيناً أن “هذا الفعل يتوافق مع فعل الرسول الكريم صلى الله عليه وسلـم، عندما قدم إلى المدينة المنورة، فآخى بين المهاجرين والأنصار، لتعزيز الوحدة إلى الإسلام، وهذا منهج شرعي نفاخر به بين الأمم كلها”. وأضاف معاليه تعد جامعة الإمام مضرباً للمثل في التربية والتوجيه لطلابها وطالباتها في كافة كلياتها ومعاهدها، مشيراً إلى أن هذا المؤتمر يضرب أطنابه ويحقق أنماطه عبر دراسات وأبحاث ورؤى ونقاشات وحوارات كلها تصب في مصلحة الشباب والشابات في هذه الجامعة العريقة العملاقة وفي الجامعات السعودية على كافة مستوياتها وتنوع تخصصاتها، الحكومية منها والخاصة، إن موضوع المؤتمر مهم للغاية وذلك لما يهدف إليه من توعية للشباب، خاصة في هذه المرحلة التي ظهرت فيها المتغيرات وكثرت فيها الفتن، وأصبح لأربابها ودعاتها شأنً واضح في الفساد والإفساد وتخدير العقول بطرق موغلة في الحقد والكره والبغض عبر وسائل وأدوات متنوعة ومتعددة من أبرزها وسائل الإعلام وخصوصاً وسائل التواصل الاجتماعي.

من جانبه بين رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الأستاذ الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله الهليل أن المؤتمر يحظى برعاية كريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – والجامعة انطلاقاً من مسؤوليتها العلمية والاجتماعية والتربوية أخذت على عاتقها تنظيم وإقامة البرامج والفعاليات التي تعنى بحماية الفكر وسلامة المنهج وتأصيل وترسيخ منهج القرآن والسنة الذي قامت عليه بلادنا منذ تأسيسها على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن – طيب الله ثراه – وحتى عصرنا الحاضر بقيادة خادم الحرمين الشريفين – رعاه الله -.

وقال هذا المؤتمر الذي يعنى بحماية أفكار الشباب وعقولهم من الانتماء للجماعات المخالفة والأحزاب المنحرفة والانحرافات الخلقية والسلوكية، حيث قامت هذه البلاد على كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم أمة واحدة متعاونة متآلفة، فلا أحزاب ولا جماعات ولا مسميات إلا باسم الإسلام والسنة واتباع هدي القرآن ونهج الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم. وأضاف حظي هذا المؤتمر ولله الحمد بإقبال كبير من العلماء والباحثين والمشاركين، فقد ناف عدد المتقدمين للمشاركة على أكثر من مئتي مشارك وباحث خضعت أبحاثهم وأوراق عملهم للتحكيم العلمي الدقيق وتم قبول أكثر من 120 بحثاً وورقة عمل تمت طباعتها وإصدارها في عشرة مجلدات تمثل السجل العلمي لهذا المؤتمر المبارك، وأشار الهليل إلى أن هذه الأبحاث والطروحات العلمية ستأخذ طريقها للإفادة منها في تأصيل هذا الموضوع الذي تناوله هذا المؤتمر المهم.