انطلقت اليوم الأحد، فعاليات الملتقى السعودي لصناعة الاجتماعات، والتي تستمر لمدة ثلاثة أيام في فندق الانتركونتيننتال في العاصمة الرياض، وذلك تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، رئيس اللجنة الإشرافية للبرنامج الوطني للمعارض والمؤتمرات، وبرعاية ” الرياض “إعلاميا، وطرح الملتقى السعودي لصناعة الإجتماعات الذي ينظمه البرنامج الوطني للمؤتمرات والمعارض، عدد من التجارب الدولية في مجال التنمية المستدامة لصناعة الاجتماعات، والرامية الى تعزيز مكانة المملكة وجعلها مركزًا جاذبًا لفعاليات الأعمال الدولية، وذلك بحضور خبراء ومتحدثين دوليين ومحليين الى جانب المختصين والمهتمين في صناعة الإجتماعات في المملكة.

وناقش الملتقى في أولى جلساته اليوم، محور “استقطاب فعاليات الأعمال الدولية إلى المملكة”، والتي جرى فيها استعراض كيفية استقطاب فعاليات الأعمال الدولية إلى المملكة، والتركيز على الأدوات الجاذبة ومتطلبات استقطاب تلك الفعاليات وفقًا للمعايير الدولية.

وشارك في الجلسة كل من: عبد الله الجهني مستشار سمو رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني والمشرف على تأسيس البرنامج الوطني للمعارض والمؤتمرات، وخوان غارسيلا نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية الدولية للمؤتمرات والمعارض (إيكا)، و كريستيان موتسشليشنر مدير مكتب فيينا للمؤتمرات، وأدارها مدير مكاتب قناة CNBC عربية بالمملكة، راشد الفوزان.

وتناول عبدالله الجهني، سبل تعزيز قدرات المملكة لاستقطاب فعاليات الأعمال الدولية والفرص، الى جانب التعريف بمصطلحات صناعة الاجتماعات السعودية، والتي تضمنت صناعة الاجتماعات، واستضافة فعاليات الأعمال الدولية، مبينًا أنّ المملكة سعت إلى تعزيز قدراتها في الاستقطاب لما تملكه من موقع جغرافي مميز، وكثافة سكانية عالية وموقع استراتيجي مهم.

وشدد الجهني: على ضرورة الاستفادة من الموارد التي تتمتع بها المملكة، كتوريد الطاقة الشمسية، الى جانب الإستفادة من البعد الإسلامي للمملكة ومقدساتها ودورها في صناعة الاجتماعات العربية والإسلامية وكثير من الأنشطة، اضافة الى البعد الحضاري للمملكة كونها مهد كثير من الحضارات وامتلاكها لأكثر من 10 آلاف موقع أثري وتراثي، مروراً بالبعد الاقتصادي لها كقوة اقتصادية في المنطقة الى جانب عضويتها في مجموعة العشرين وكثير من الصناديق والمؤسسات الدولية.

وأكّد على أنّ المملكة حريصة على استدامة التنمية والتحول الرقمي في اقتصادها، مبينًا أنّ البرنامج الوطني للمعارض والمؤتمرات يعمل منذ خمس سنوات، ولديه أكثر من 800 مؤسسة وشركة تعمل في مجال المعارض والمؤتمرات و330 مركز تدريب، وعدد من الجمعيات المهنية المتعددة، مما يجعلها بيئة جيدة لصناعة الاجتماعات.

من جانبه، تحدث خوان غارسيا نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية الدولية للمؤتمرات والمعارض (إيكا)، عن “مهارات إعداد ملف التنافس على استقطاب فعاليات الأعمال”، مؤكدًا أنّ رؤية المملكة 2030 يمثّل تحديًا اقتصاديًا كبيرًا، وستكون صناعة الاجتماعات أحد مرتكزاتها، من خلال امتلاك الخبرة في العمل وقيمة الموهبة داخل المملكة.

وقال جارسيا: “أن المملكة تستطيع أن تكون أكثر تنافسية، عبر امتلاك مهارة العروض والبحث الذكي داخل الجمعيات والمؤسسات والهيئات، وامتلاك قاعدة بيانات اجتماعات الأعمال، حيث يقام 20 ألف اجتماع حول العالم و10آلاف في المنطقة المحيطة بالمملكة، وهو جزء مهم للاستفادة منه”.

وحول “تطوير الأدوات الجاذبة لاستقطاب فعاليات الأعمال”، أكد كريستيان موتسشليشنر مدير مكتب فيينا للمؤتمرات، على أهمية اللغة الإنجليزية في عملية التواصل مع الموردين والحصول على التدريب اللازم، ومعرفة الحاجات ومتابعة تغيرات السوق وما يحدث في العالم، مشدداً على ضرورة وجود بنية تحتية متكاملة تناسب صناعة الاجتماعات من أجهزة وأدوات ومقرات ومراكز للمؤتمرات وفنادق متوافقة مع متطلبات السوق، وقاعات مجهزة، وشبكة طرق ونقل.

كما ناقش الملتقى في جلسته الثانية، التوجهات الاستراتيجية لصناعة الاجتماعات السعودية 2030م، والتي طرحها المتحدث الرئيس في الجلسة المهندس طارق العيسى المدير التنفيذي للبرنامج الوطني للمعارض والمؤتمرات، محللا عناصر القوة والضعف في صناعة الاجتماعات السعودية خلال الأعوام 2014م – 2017م، مؤكداً أن المملكة مؤهلة بأن تكون أحد قادة صناعة الإجتماعات في العالم بحلول 2030 من خلال اغتنام الفرص المستقبلية التي تتمثل في وجود رؤية المملكة 2030، وكون المملكة عضوة في مجموعة العشرين G20، ووجود مشاريع توسعة للمطارات ومشاريع طموحة مثل نيوم والقدية والبحر الأحمر، ودعم الدولة لتطوير المدن الاقتصادية والعلا وعكاظ ومركز الملك عبدالله المالي، إضافة الى اطلاق مبادرات تلعب صناعة الاجتماعات دورا رئيسا فيها مثل السعودية وجهة المسلمين، وخدمة ضيوف الرحمن، وليس آخرا وجود الشباب الطموح الذين يعتبرون قادة المستقبل لصناعة الاجتماعات السعودية.

وأشار العيسى، أنه من المهم تعظيم القيمة المضافة لصناعة الاجتماعات السعودية من خلال الاثار الايجابية التي تحدثها هذه الصناعة الاقتصادية والسياحية والمعرفية والبيئية والاجتماعية والثقافية والصحية والإعلامية والأمنية والسياسية.

وقال: العيسى لكي نكون أحد قادة صناعة الاجتماعات في العالم في عام 2030 لا بد من وجود دعم حكومي كبير يتمثل في دعم البناء المؤسسي للبرنامج الوطني للمعارض والمؤتمرات، ودعم التعليم والتدريب في الصناعة، وتيسير إجراءات دخول سياح الاعمال الدوليين وتأسيس شركات وطنية لتنظيم الفعاليات الكبيرة، وبناء مدن للمعارض والمؤتمرات في المطارات (جدة والرياض والدمام)، ومشروع البحر والمدن الاقتصادية والمشاريع الكبرى التي تبنتها الدولة مثل نيوم، والقدية، والبحر الأحمر، وعكاظ، والعلا. وكذلك استغلال الأصول الحكومية لصناعة الاجتماعات.

وأكد العيسى، أن صناعة الاجتماعات السعودية هي أحد ممكنات رؤية المملكة 2030 وداعم أساسي لمبادراتها، ومن المهم ان يتم توجيه هذه الصناعة لاستهداف قطاعات اقتصادية كالتعدين، والخدمات اللوجستية، وعلوم الفضاء، والطاقة المتجددة، والسياحة، والرياضة، والثقافة والترفيه. ووجود تمويل قوي لانشطة التسويق.