شكلت الخطوة التي أقدمت عليها مجموعة سلمان بن عبدالله بن سعيدان للعقارات لطرح سندات إسلامية خلال الأشهر المقبلة -حيث الشريحة الأولى من برنامج صكوك بمليار دولار- خطوة مهمة على مستوى التمويل في قطاع التطوير العقاري؛ وهي نموذج جديد ومبتكر يعتمد على ضمانات حكومية ممثلة بوزارة الإسكان، ولذلك يرى كثير من المراقبين أنها نقلة نوعية في توفير التمويل لقطاع التطوير، وهو الذي ظل عائقاً أمام التوسع في هذا القطاع المهم.
وفي تعليق له على هذه الخطوة قال سلمان بن عبدالله بن سعيدان رئيس مجموعة سلمان بن عبدالله بن سعيدان للعقارات: نعتقد أن هذا الاتفاق نقلة نوعية للسوق العقاري في جانبه التمويلي، لافتاً إلى تنظيمات وزارة الإسكان وتوجهات الحالية التي تنسجم مع رؤية 2030 لتوفير التمويل لجميع الأطراف (المستثمر والمستهلك) هي التي عززت من موقف المجموعة وأتاحت لنا الفرصة لترتيب هذا الاتفاق الذي يبدأ بالتصنيف ثم الطرح لجميع الأموال من المستثمرين وإقفال الاكتتاب، مشيراً إلى أن هذه الأموال ستوجه بالدرجة الأولى إلى مشروعات الشراكة مع وزارة الإسكان في الرياض، ومكة، وجدة، وجازان.. وغيرها من المدن التي يمكن أن يتم الاتفاق على تطوير أراضٍ تابعة للإسكان، أو أخرى تخص المجموعة أو القطاع الخاص والمستثمرين.
وأكد ابن سعيدان على أن طرح السندات الإسلامية بهذا التوجه الذي يجمع القطاعين العام والخاص، سيكون فرصة جيدة لتوفير التمويل لمشروعات المجموعة السكنية في مدن المملكة، ونرى في الوقت ذاته أنه فرصة لفتح آفاق جديدة أمام منشآت قطاع التطوير للعمل بذات الآلية؛ خاصة أن وزارة الإسكان نجحت في توفير معادلة تجمع أطراف المعادلة بدءا بالمواطن المستحق للسكن، وانتهاء بالمطور.. بما في ذلك من توفير للتمويل من خلال (السندات) وقبل ذلك وخلاله التشريعات والأنظمة التي سنتها الوزارة لتنظيم جميع مكونات قطاع التطوير مثل البيع على الخارطة.. وغيرها.
وبين ابن سيعدان أن الصكوك الجديدة التي ستطرح ستوجه إلى منتجات وزارة الإسكان، ولذلك ستكون فرصة لمشاركة المجموعة بفاعلية في (برنامج الإسكان) الذي أعلن عنه معالي وزير الإسكان مؤخراً بمشاركة ست عشرة جهة حكومية؛ فبدلاً من الانتظار والبحث عن التمويل، تكون الوزارة ضامن للقطاع الخاص لطرح الصكوك، التي تحقق الفائدة للمكتتبين، والمطور والمستثمر والمستهلك.
بدوره أكد كبير الاقتصاديين في البنك الأهلي التجاري الدكتور سعيد الشيخ أن الشركات تستطيع التمول عبر أداة الصكوك واستقطاب مدخرات المستثمرين في قطاع العقار وهناك سوابق مشابهة لهذا الطرح من شركات كبرى محلية وإقليمية وليس بالضرورة أن يكون الاستثمار في الصكوك منحصراً في الأفراد الذين يشاركون في شراء وحدات من هذا الطرح فقد يكون المشاركون مؤسسات وبنوكا وغيرهم من المستثمرين.
وأشار الدكتور سعيد الشيخ أن الفترة الماضية شهدت طرح صناديق الريتس العقارية والتي أدرج عدد منها في سوق الأسهم وتعد أداة من أدوات الاستثمار المتاح عبر ورقة مالية في السوق يمكن تسييلها في أي وقت وطرح السندات المالية هو أيضا أداة أخرى من الأدوات المالية المتعددة. وبين كبير الاقتصاديين في البنك الأهلي التجاري أن هذه الأدوات تحمل جانبين إيجابيين فهي من جهة تخلق فرصاً للتمويل أمام أصحاب المدخرات لاستثمار مدخراتهم، ومن جهة أخرى يكون لها دور تمويلي لاستثمار تلك المدخرات من قبل الشركات العقارية المطورة والمستثمرة.
وكانت وكالة “رويترز” قد أوردت قبل أيام عن بنك مرتب أن مجموعة سلمان بن عبدالله بن سعيدان للعقارات تخطط لباكورة طروحاتها من السندات الإسلامية خلال الأشهر المقبلة فيما ستكون الشريحة الأولى من برنامج صكوك بمليار دولار.
والصكوك أداة تمويل شائعة في الخليج تستخدمها في الأغلب البنوك الإسلامية والحكومات والشركات الحكومية لكن إصدار شركات خاصة صكوكا يعتبر خطوة مهمة لتدعيم السوق. وقال إقبال دارضيا مدير أسواق المال والخزانة في مصرف إبدار الإسلامي إن البنك سيعد برنامج صكوك سيدرج ببورصة الأسهم في إيرلندا مع احتمال الإدراج في بورصة ناسداك دبي.
وتُستخدم حصيلة الصكوك لمشروعات الإسكان للشركة العقارية بهدف مواجهة نقص العقارات السكنية التي في متناول اليد بالسعودية.
وقال دارضيا إن الخطة تشمل طرحا بالحجم القياسي قبل أو بعد شهر رمضان، الذي يبدأ هذا العام في مايو، حسب ظروف السوق. والطرح القياسي يتجاوز عادة 500 مليون دولار، وسيكون الطرح أول صفقة صكوك يرتبها مصرف إبدار الذي تأسس في 2013 من خلال اندماج ثلاثة بنوك إسلامية صغيرة مع سعيه للتوسع في أنشطة أسواق المال.
وقال “يضفي عدد أكبر من الشركات طابعا مؤسسيا على عملها وتسعى لاستغلال الصكوك”، وتابع “أغلبية مصدري الصكوك هيئات سيادية لكننا نركز على إدخال الشركات للسوق. يمكن أن يسهم هذا في تطوير أسواق الصكوك الرئيسية وأنشطة التداول في الأسواق الثانوية”، وتابع أن البنك يهدف لضم بنك أو بنكين دوليين وشركاء إقليميين في ترتيب الصفقة.