قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ د. عبدالمحسن القاسم – في خطبة الجمعة – : الحياء من أعظم الخير ، فيه تعويد النفس على الخصال الحميدة ومجانبة الخلال الذميمة، وإذا اشتد حياء المرء صان عرضه ودفن مساويه ونشر محاسنه ، ومن عقيدة أهل السنة والجماعة أن الإيمان قول واعتقاد وعمل، والحياء شعبة منه ، قال عمر رضي الله عنه : ( من قل حياؤه قل ورعه، ومن قل ورعه مات قلبه)، ومن أكبر ما يعول بين المرء وركوب المعاصي الحياء، والمستحي ينقطع بالحياء عن المعاصي كما ينقطع بالإيمان عنها.
وأضاف : إذا سُلب من العبد الحياء لم يبق له ما يمنعه من ارتكاب القبح والأخلاق الدنيئة فصار كأنه لا إيمان له، والذنوب تضعف الحياء من العبد حتى ربما انسلخ منه بالكلية فلا يتأثر بعلم الناس بحاله ولا باطلاعهم عليه بل قد يخبر عن حاله وقبيح فعاله.
وتابع : رأس مكارم الأخلاق وأجلها وأعظمها قدراً وأكثرها نفعاً : الحياء، وهو خلق يبعث على ترك القبائح، ويمنع من التفريط في حق صاحب الحق، مبعثه ومادته من الحياة، وعلى حسب حياة القلب يكون الحياء فيه، وكلما كان القلب أحيى كان الحياء فيه أتم وأقوى ، والمرأة جبلت على الحياء، وبه زينتها وجمالها، وهو لها حصن وأمان ، قال تعالى:( فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ).
وقال :إن مفتاح العبودية لله وسرها في العلم بأسماء الله وصفاته، فأسماؤه تعالى حسنى وصفاته عليا، وله سبحانه في كل اسم وصفة عبودية خاصة هي من موجبات العلم بها ومقتضياها ، والله يحب أسماءه وصفاته ، ويحب ظهور آثارها في خلقه ، فأمر عباده أن يدعوه بها قال تعالى : (وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ) .
وأكد : أن أحب الخلق إلى الله من اتصف بالصفات التي يحبها، ومن تعبد لله بصفاته قرب من رحمته ، ومن أحصى أسماءه أنزله في جنته ، ومن أسماء الله الحي ، ومن صفاته الحياء، وقد وصف الله نفسه بذلك فقال:( إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلًا مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا).