قال رخا أحمد حسن، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية ومساعد وزير الخارجية المصري الأسبق: “إن الاستقبال الخاص لسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في مطار القاهرة تقديراً لما له من مكانة في داخل المملكة إلى جانب مكانة المملكة بالنسبة لمصر”، مشيراً إلى أن استقبال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لولي العهد في المطار يعطي رسالة خاصة لمدى قوة العلاقات على مستوى الدولتين.
وأضاف رخا في أن البلدين جناحان قويان للأمة العربية ممكن أن ينطلقا بها إلى آفاق جديدة، واتحادهما قوة يمكن أن تكون قاطرة لإنقاذ العالم العربي من حالة التفكك والانقسام والنزاعات الموجودة وتكون أيضاً بداية لتنقية الأجواء العربية.
- ما تقييمك للتعاون المشترك بين المملكة ومصر في الوقت الحالي؟
- العلاقة بين البلدين في الفترة المعاصرة التي نعيشها يوجد دعم وتفاعل كبير من المملكة لمصر في كافة المجالات، وهناك التقاء في الرؤى في الكثير من الموضوعات وتعاون مشترك سواء في مجال الاستثمار والاقتصاد والتجارة والتعاون في حل بعض المشكلات، والتفاوت في بعض المواقف لم يمنع أبداً من قوة التعاون الإستراتيجي بين البلدين.
- ما أبرز الملفات التي تمت مناقشتها بين البلدين خلال زيارة سمو ولي العهد؟
- ملف العلاقات الثنائية في الدرجة الأولى وانعكس ذلك في الاستقبال الخاص لسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان تقديراً لما له من مكانة في داخل المملكة ولأنه يقود الحركة نحو المستقبل إلى جانب مكانة المملكة بالنسبة للتعاون مع مصر، واستقبال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لولي العهد في المطار يعطي رسالة خاصة لمدى قوة العلاقات على مستوى الدولتين. ومن ناحية ثانية فإنه فور وصول سمو ولي العهد بدأت المباحثات وتم توقيع إنشاء صندوق استثمار مشترك بين البلدين سيكون نقطة الانطلاق للاستثمارات الجديدة، لأن المملكة هي المستثمر العربي الأول وهي المستثمر الثاني على مستوى العالم في مصر، وبالتالي ممكن أن تزيد استثماراتها بالمشروعات الجديدة سواء في المناطق الحرة أو في محور قناة السويس أو في المدن الجديدة التي تقيمها مصر سواء في العاصمة الإدارية الجديدة أو في المدن الأخرى، أيضاً تنمية منطقة خليج العقبة وإنشاء الجسر الرابط بين البلدين الذي سيفتح آفاقاً جديدة للعلاقات بين الدولتين وسيفتح باباً جديداً للعلاقة بين الدول العربية في الشمال الأفريقي ودول الخليج، لأن أي سيارة تستطيع أن تأتي من مدينة طنجة وتصل إلى دبي عن طريق هذا الطريق.
أيضاً بالنسبة للتنسيق في تبادل المعلومات المخابراتية وتبادل الخبرات في مكافحة الإرهاب وعمليات التجسس وغيرها، والتعاون العسكري، والملفات الثنائية وهي رؤية الدولتين للأزمات العربية، الأزمة اليمنية والسورية والليبية وكيف سيتم تناولها حتى يعرض سمو الأمير محمد بن سلمان خلال زيارته لباريس وواشنطن وجهة نظر المملكة ومصر وأوجه الاتفاق، وكذلك القضية الفلسطينية التي تمر بمنحنى خطير.
- كيف تنعكس مخرجات هذه الزيارة على الوضع في العالم العربي؟
- بالتأكيد هذه الزيارة ستدفع بالكثير من المشروعات التي كانت راكدة في الاستثمار بين البلدين، وستقرب وجهات النظر في بعض القضايا، وأيضاً تم تبادل وجهات النظر عن كيفية التعامل مع الأزمة القطرية والعلاقات مع إيران، وكل ذلك يدفع نحو نوع من التهدئة في العالم العربي.
-
وماذا عن دور البلدين في المرحلة المقبلة؟
ـ البلدان جناحان قويّان للأمة العربية ممكن أن ينطلقا بها إلى آفاق جديدة، فمصر والمملكة بما لديهما من إمكانيات كبيرة إذا جُمِعت في عمل مشترك وانضم لهما آخرون من الدول العربية التي تتمتع باستقرار تستطيع أن تكون هذه القوة قاطرة لإخراج العالم العربي من سباتها ومن حالة التفكك والانقسام والنزاعات الموجودة في العديد من الدول العربية وتكون أيضاً بداية لتنقية الأجواء العربية، ولتكن هذه البداية في القمة العربية القادمة بحيث يتم الاتفاق على تنقية الأجواء وحل المنازعات سلمياً.
- وكيف ترى المستقبل للمملكة؟
-
ما يحدث في المملكة استجابة لمطلب شعبي وخاصة الشباب الذين يمثلون نسبة كبيرة من الشعب ويعيشون في عالم منفتح، لأن ذلك سيعطي للمملكة قوة داخلية حتى تظهر تصرفات الشباب على السطح، وخارجياً يعطي قوة للمملكة وستصبح متفاعلة أكثر مع العالم وتستطيع أن تساهم أكثر في المنظمات الإقليمية والدولية خاصة فيما يتعلق بالثقافة والمساعدات الإنسانية وحقوق الإنسان، كل ذلك سيمكن المملكة من أن يكون لها دور أكبر ومقبول سواء في اليونسكو أو غيرها.