قال رئيس شركة أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين م. أمين بن حسن الناصر أثناء مشاركته في مؤتمر أسبوع سيرا للطاقة، إن هناك ابتكارات كثيرة ومبشرة في مجال النفط واستخداماته المستقبلية في قطاع النقل وفي قطاع الكيميائيات والمواد الجديدة وفي خفض الانبعاثات الكربونية الناتجة عن استخدامه، وأن أرامكو السعودية تضطلع بالعديد من البرامج والاستثمارات والتقنيات في هذا الجانب، مشيرًا إلى أنه من المتوقع أن يواصل النفط الخام أداء دوره كمصدر حيوي للطاقة على مستوى العالم إلى أجلٍ بعيدٍ، على الرغم من النمو على صعيد مصادر الطاقة المتجددة، حيث أن نمو السكان العالمي يتطلب تنمية العديد من مصادر الطاقة جنبًا إلى جنب.

وأشار الناصر في كلمته التي ألقاها أمام رواد الصناعة، وخبرائها، والمسؤولين الحكوميين، وصانعي السياسات إلى أن النمو الاقتصادي القوي الذي تشهده الأسواق الناشئة والنامية سيواصل تشجيع الطلب على المواد الهيدروكربونية مدفوعًا بوجود مليارَي مستهلك جديد للطاقة بحلول عام 2050م، بالإضافة إلى ظهور استخدامات جديدة للنفط الخام واستخدامه كوقود، وأن المرحلة الانتقالية لمصادر طاقة مستدامة ستكون طويلة ومعقدة بحيث تعجز مصادر الطاقة المتجددة عن تلبية احتياجاتها بشكل كافٍ وملائم.

وقال الناصر في كلمته «من المشجِّع أن نرى دلالاتٍ على النمو الاقتصادي القوي في الأسواق الناشئة والنامية، التي من المتوقع أن تشهد الجزء الأكبر من النمو في الطلب على النفط الخام».

وتحدث الناصر عن تنامي الطلب على النفط الخام والغاز في غير التطبيقات القائمة على استخدامهما كوقود ومحروقات، مضيفا «نرى إمكانات هائلة في إنتاج المواد المتطورة لاستخدامها في نطاق واسع من القطاعات التي تتميز بمعدلات نمو مرتفعة مثل قطاعات تصنيع مواد السيارات، ومواد الإنشاء، والإسكان، وفي قطاع الطاقة نفسه».

وحذّر الناصر من بعض التصورات التي انتشرت لدى العديد من الأوساط وتروج لمفاهيم مغلوطة حول النفط مثل اقتراب وصول الطلب على النفط إلى ذروته وما يستتبع ذلك من تراجع، مشيرًا إلى أن هذه المفاهيم غير صحيحة ومضللة، إذ من شأنها بث إشارات سلبية لا تشجع على الاستثمار في مجال الصناعة الهيدروكربونية لمواكبة الطلب، مؤكدًا أن الأسواق في حالة جيدة حاليًا رغم التقلبات، وأنه على ثقة أن الطلب العالمي على النفط سيواصل النمو، وسيبقى النفط لعقودٍ طويلة قادمة في موقعٍ رائدٍ ومميز ضمن مزيج الطاقة العالمي.

ودعا الناصر قطاع الطاقة إلى اتخاذ خطوات جريئة في أربعة مجالات أساسية لضمان القدرة على مواصلة تلبية الطلب العالمي على النفط والغاز في الأعوام القادمة وهي توسيع نطاق أعمال التنقيب، وتعويض انخفاض الإنتاج من الحقول القديمة، وضخ استثمارات جديدة ومواصلة الاستثمارات الجارية، وابتكار تقنيات جديدة قادرة على تغيير المشهد الحالي في قطاع الطاقة وتعزيز هذه التقنيات.

وخلال المؤتمر، تم التنويه أن هذا الأسبوع يصادف ذكرى مرور 80 عامًا على اكتشاف النفط الخام في المملكة، وهو حدث لم يسهم في تغيير تاريخ التنمية في المملكة فحسب، ولكنه غيّر مشهد صناعة الطاقة العالمية، وكما كان النفط مصدرا محوريا للطاقة في القرن العشرين، فإنه سيحافظ على مكانته الرائدة ويتحول بسبب الابتكارات والتطورات التقنية إلى مصدر أكثر استدامة خلال القرن الحادي والعشرين.

من جهة ثانية شارك كبير الإداريين التقنيين في أرامكو السعودية، أحمد الخويطر في أسبوع سيرا للطاقة بمناقشة عددٍ من الموضوعات المهمة منها النفط الخام ومستقبل قطاع النقل، وإستراتيجيات مستقبل الطاقة، والتقنيات القادرة على تغيير مشهد النفط الخام والغاز في المستقبل. وجاء موضوع أسبوع سيرا الذي نظمته شركة آي إتش إس ماركِت هذا العام بعنوان «إستراتيجيات تواكب مستقبل الطاقة الجديد»، ويتواكب عام 2018 مع الذكرى السنوية السابعة والثلاثين لهذا الحدث المُهِم الذي يُصنَّف ضمن أهم خمسة مؤتمرات تجمع «قادة شركات الطاقة» على مستوى العالم، ومن المرتقب أن يطرح أسبوع سيرا 2018 خلال الفترة من 5 إلى 9 من شهر مارس الجاري، مرئيات جديدة وحوارات مهمة للغاية حول مستقبل قطاع الطاقة.