توجّت منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” جهودها الساعية نحو توازن الأسواق العالمية بخفض الفوائض النفطية بالأسواق لـ70 مليون برميل نهاية يناير 2018، وذلك من مستوى 340 مليون برميل في الشهر ذاته من العام 2017.
في ذات الشأن قال مستشار شؤون الطاقة وتسويق النفط مدير دراسات الطاقة في منظمة أوبك سابقا الدكتور فيصل مرزا لـ”الرياض” بعد مرور 15 شهراً على نجاح اتفاقية أوبك لخفض الإنتاج، وصل توازن أسواق النفط إلى مرحلة عززت أساسيات السوق القوية وتحسنت معنوياتها بعد نسبِ الالتزام العالية التي أثبتت بها أوبك إدارتها الفاعلة في قيادة أسواق النفط إلى التوازن. وذكر الدكتور مرزا أن الإعلام النفطي الغربي حاول تجاهل الدور القيادي للمملكة في منظمة أوبك بمحاولة الترويج لأفكار أخرى تختلف تماماً عن الواقع الذي تعيشه أسواق النفط العالمية، كالتقليل أو تجاهل دور الأوبك في ضبط مسار السوق، على الرغم من القوّة الواضحة في العوامل الأساسية للأسواق العالمية والتركيز على مستجدات النفط الصخري فقط والذي يمثل نسبة تقل عن 5 % من مجموع الإنتاج العالمي للنفط.
وبيّن أن ما يعكسه الإعلام النفطي الغربي هو مخالف تماماً لواقع الأسواق العالمية، مما يتسبب في رسم صورة مغايرة للواقع وتضليل المتابع لمستجدات الأسواق النفطية بالتركيز على بيانات أسبوعية وتوقعات لا تعكس أساسيات السوق، وأن التراجع الكبير لأسعار النفط منذ منتصف العام 2014 قد أسهم بشكل كبير في تأجيل العديد من الاستثمارات بالقطاع النفطي على مستوى العالم، مما ينذر بوجود مخاوف من حدوث شح في إمدادات النفط خلال العامين المقبلين. وأضاف أهمية دور المملكة الفعال في قيادة منظمة أوبك برز جلياً بعد أن بدأت سياسات أوبك الإعلامية تعكس استراتيجيات ومخرجات المنظمة لتوازن الأسواق وامتصاص الفوائض النفطية ودعم العوامل الأساسية للأسواق.
من جهته قال الدكتور محمد الشطي محلل نفطي نجح الاتفاق في خفض الفائض النفطي من 340 مليون برميل في شهر يناير 2017 إلى 70 مليون برميل مع نهاية شهر يناير 2018، ويعتقد العديد من المراقبين أن التوازن قد تحقق فعليا والبعض يرى أن البنية الحالية وشبكات النقل والأنابيب والمخزون تعكس الحاجة إلى الفائض الحالي في السوق النفطية، وأشاد المراقبون كافة في جهود منظمة الأوبك عبر النقلة النوعية في أسواق النفط، وذلك من أسواق تعاني اختلالا يعود السبب الرئيسي فيه إلى ارتفاع المعروض خصوصا من الإنتاج خارج منظمة الأوبك، وأجواء التنافس بين مختلف المنتجين، حيث أسهم الاتفاق في الجملة إلى تعافي أساسيات السوق واستقرارها وتعافي الأسعار بوجهٍ عام.
وتابع هذه التطورات تؤكد متانة السوق النفطية من حيث تناقص المعروض وتعافي الطلب العالمي على النفط، وبلا شك أن التغير في أساسيات السوق النفطية كان نتيجة لاتفاق التعاون بين الأوبك وتحالف فيننا من خارج الأوبك والذي نجح في سحب 1.8 مليون برميل يوميا من السوق النفطية بشكل منتظم منذ شهر يناير 2018 واستمرت نسب الالتزام بصفة اجمالية تفوق المائة وبالتالي حجم الالتزام يفوق ما تعهد الاتفاق.
واتفقت الأوبك مع تحالف فيينا من المنتجين المستقلين من خارج الاوبك على الاستمرار بالالتزام إلى نهاية عام 2018 ومع التأكد من استعادة توازن السوق وعودة المخزون إلى المستويات الطبيعية وسحب الفائض من السوق النفطية، الخلط سببه تزايد العوامل التي تسهم في تعافي أسواق النفط سواء الطلب أو الاقتصاد أو التوترات الجيوسياسية أو سلوكيات المحافظ الاستثمارية، وليس تجريد الأوبك من دورها بل على العكس التزام أوبك واتفاق أوبك محل إشادة وتقدير ولمسنا ذلك في كثير من الدوائر الغربية للأمانة العلمية.