توقع عدد من المختصين والمحللين أن تسهم الزيارة المرتقبة التي سيقوم بها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، إلى الولايات المتحدة الأميركية، والتي تعد زيارته الأولى لها منذ توليه ولاية العهد بالمملكة، في توثيق الصلة وأواصر الصداقة، وتزيد معدلات التعاون المشترك بين المملكة وأميركا، سواء فيما يختص بالمجالات الاقتصاد والطاقة والأمن والتعاون العسكري ومكافحة الإرهاب، بما يضمن أمن واستقرار المنطقة والعالم، وأن يكون لها دور كبير في زيادة حجم التعاون الثقافي وقطاعات التعليم والسياحة ورفع معدلات التبادل التجاري، وتدفق المزيد من الاستثمار بين الدولتين، في ظل امتلاك المملكة فرصاً ضخمة للاستثمار في شتى القطاعات بدءاً بالنفط والغاز والكيميائيات وقطاع التعدين والخدمات وتقنية المعلومات والطاقة المتجددة والترفيه والمدن الاقتصادية وغيرها، وأيضاً دعم التعاون التقني ونقل التكنولوجيا، إضافة إلى زيادة التعاون المشترك في مجالات تطوير وتنظيم دعم للأعمال الخيرية.
فرص استثمارية مغرية
وقال رئيس مجلس الغرف السعودية ورئيس الغرفة التجارية الصناعية بالرياض أحمد بن سليمان الراجحي لـ”الرياض”: لاشك أن زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع إلى الولايات المتحدة الأميركية، هي زيارة مهمة وينتظر لها أن تسهم بشكل كبير في توثيق عرى الصداقة وزيادة معدلات التعاون المشترك بين البلدين في مختلف القطاعات، خصوصاً وأنها ستشمل أربع أو خمس ولايات، وستشهد توقيع عدد من مذكرات التفاهم وطرح العديد من الفرص الاستثمارية والمشروعات المشتركة.
وأشار الراجحي إلى أن مجلس الغرف السعودية سيكون مشاركاً في معية سمو ولي العهد عبر وفد كبير من رجال الأعمال، وهناك استعداد جيد وجدول أعمال يتضمن عدداً من النشاطات والفعاليات التي ينتظر أن تأتي بنتائج جيدة لقطاعات الأعمال الأهلية في كل من البلدين الصديقين.
وبين رئيس مجلس الغرف أن المملكة تزخر بالكثير من الفرص الاستثمارية المغرية التي أتاحتها رؤية المملكة 2030، والتي تشمل عموم القطاعات كمشروعات السياحة والترفيه ومشروعات الدفاع والتعدين والخدمات والطاقة المتجددة وغيرها.
توقيت مهم وجوهري
وبدوره أكد مدير الأبحاث والمشورة في شركة البلاد المالية تركي بن حسين فدعق، أن زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع لأميركا، تأتي في توقيت مهم وجوهري بالنسبة للاقتصاد السعودي الذي يمر بمرحلة تغيير استعداداً لحقبة نمو وتطوير قادمة تحملها مضامين رؤية المملكة 2030، والتي ستؤدي لهيكلة الاقتصاد ليكون أكثر تنافسية وفاعلية.
وقال: أعتقد أن الزيارة ستسهم بشكل كبير في توطيد علاقات الصداقة وتنمية العلاقات الاقتصادية، خصوصاً وأن الاقتصاد الأميركي يعد الأضخم على مستوى العالم، في حين يصنف اقتصاد المملكة بأنه الأكبر على مستوى منطقة الشرق الأوسط والمنطقة العربية.
وقال فدعق: أعتقد أن الفرص الاستثمارية الموجودة حالياً ستشمل جميع اللاعبين الرئيسين في جميع القطاعات الاقتصادية بأميركا، وذلك بفضل التنافسية الكبيرة والفرص الرئيسة التي وردت في برامج التحول ضمن رؤية المملكة 2030 في مختلف القطاعات والتي ستخدم المستهلك في المملكة بعموم القطاعات بالنسبة للسلع والخدمات بحيث باتت متاحة أمام المستثمر العالمي بشكل تنافسي.
تعزيز الإصلاحات الاقتصادية
من جهته، قال المحلل الاقتصادي والمستشار المالي والمصرفي فضل أبو العينين، تكتسب زيارة سمو ولي العهد لأميركا أهمية خاصة لأسباب مختلفة؛ فهي الأولى لسموه بصفته ولياً للعهد، كما أنها تأتي في ظروف سياسية متغيرة تؤثر على المنطقة، ما يستوجب إيجابية التأثير على القرار الدولي الذي تعتبر الولايات المتحدة الأميركية من أكثر المؤثرين فيه؛ ولو ربطنا هذا بمتغيرات الرئاسة الأميركية في معالجتها الملفات المهمة ومنه ملف إيران وسورية والعراق لتكشفت لنا الأهمية القصوى للزيارة وتوقيتها المهم.
وقال أبو العينين: من جهة أخرى، فالمملكة تسعى لتعزيز إصلاحاتها الاقتصادية من خلال رفع مستوى شراكاتها الاقتصادية مع الدول المهمة وفِي مقدمها أميركا، وتنفيذ برامج رؤية المملكة 2030 وتحقيق أهدافها، لذا تأتي أهمية الزيارة في تسويق الرؤية وتحقيق أهدافها من خلال جذب الاستثمارات الأميركية للقطاعات الأكثر أهمية بالتطوير، ودخول المملكة من خلال صندوق الاستثمارات العامة في شراكات نوعية معززة لأهداف الرؤية كالقطاعين التكنولوجية والصناعات العسكرية الأكثر أهمية للمملكة، كما أن هناك جانباً مهماً في الزيارة وهو ما ارتبط بالطاقة النووية السلمية، وأحسب أن عقد أي اتفاقية بشأنها قد يدعم موقف المملكة ويوفر لها الدعم الدولي.
اتفاقيات تكنولوجية وترفيهية
وتوقع فضل أبو العينين أن تتمخض الزيارة عن توقيع اتفاقيات مهمة في قطاعات التكنولوجيا والطاقة والصحة والسياحة والترفيه؛ وهي قطاعات مهمة تسعى المملكة لتوطينها وتطويرها وتعزيز مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي، نقل التقنية والخبرات وتوطين الصناعة من أهم الملفات التي يحملها سمو ولي العهد.
وقال: إن الاقتصاد هو المحرك للعلاقات الدولية اليوم؛ لذا يسعى ولي العهد للربط بين الاقتصاد والشؤون السياسية الاستراتيجية والأمنية والتنموية، وهي فلسفة بدأت تؤتي ثمارها خاصة وأنها تضمن تحقيق المكاسب لطرفي الشراكة الاقتصادية، ما أعنيه أن المملكة اليوم باتت توثق شراكاتها على المصالح المتبادلة، وتسعى لتحقيق منفعة الاقتصاد من كل عقد يتم إبرامه مع الدول، وبما يسهم في تعزيز الاقتصاد وتوطين الصناعة ونقل التقنية.
وأشار فضل أبو العينين إلى أهمية استثنائية تأتي على هامش الزيارة؛ وهي الأهمية الإعلامية التي باتت تأخذ حيزاً مهماً من زيارات سمو ولي العهد، مقابلات سمو ولي العهد للإعلام الأميركي إضافة إلى مقابلات فريق العمل من الوزراء ورؤساء الشركات الكبرى سيكون لها أثر كبير في تحسين صورة المملكة في المجتمع الأميركي، وتوضيح وجهات النظر الحقيقية المفندة لحملات الكراهية الموجهة ضد المملكة.