تخطط شركة “إكسون موبيل” الأميركية عملاقة صناعة النفط والكيماويات في العالم للتحالف مع عملاقة البتروكيماويات السعودية في العالم شركة “سابك” لتنمية استثمارات ساحل الخليج الأميركي بأكمله بعدما نجح الطرفان في التحالف في أضخم مجمع مشترك للبتروكيماويات في مقاطعة سان باتريسيو بولاية تكساس على ساحل الخليج الأميركي بحجم استثمارات تقدر بقيمة 20 مليار دولار.
ووضعت شركة “إكسون موبيل” كامل ثقتها في “سابك” لمشاركتها في تطوير استثمارات ساحل الخليج الأميركي في ظل ضخامة حجم المجمع بعشرات المصانع والمنافع والخدمات اللوجستية في وقت أقدمت إكسون على اتخاذ هذا القرار بالنظر إلى براعة “سابك” في إدارة هندسة المشروعات العملاقة والذي جعلته قطاعاً مستقلاً لتبهر العالم بتحقيقها رقماً عالمياً خرافياً وإنجازاً تاريخياً بإكمالها 200 مليون ساعة عمل آمنة دون وقوع إصابة عند إنشاء مشروعاتها الهندسية الكبرى وتنفيذ وبناء مشروعاتها ومصانعها الضخمة بالمملكة وهذا الإنجاز يؤهل لتسجيله في كتاب جينيس للأرقام القياسية.
فضلاً عن امتلاك “سابك” تقنيات خاصة من ابتكارها وتأسيسها قطاعاً مستقلاً للتقنية والابتكار وامتلاكها 10.960 براءة اختراع و2000 عالم و22 مركزاً للبحث العلمي والتطوير التقني في أنحاء العالم وضعت المملكة في قائمة العشر دول الأولى في العالم في الأبحاث والابتكار، في حين برز اسم “سابك” بنجاحها في بناء وتشييد مصانع ضخمة خارج المملكة بفضل ما تملكه من تقنيات وتكنولوجيات وخبرات بإشادة عالمية واسعة النطاق بمنتجاتها المبتكرة وتحقيق الشركة نجاحاً كبيراً في مشاريعها المشتركة في الصين من ناحية العمليات الإنشائية والهندسية والإنتاجية والتسويقية وقوة المبيعات والعوائد، إلا أن المنافسة شرسة وصعبة لمشاركة “سابك” في تنمية ساحل الخليج الأميركي من قبل الشركات الأميركية المحلية، في حين تنظر شركة “إكسون موبيل” إلى ضخامة الأعمال الشاقة التي تتطلب شركاء عالميين متمرسين في تنمية المجمعات الصناعية وكافة خدماتها بحجم “سابك” والتي لها خبرات في تطوير مجمعات بتروكيماوية في الصين وأوروبا وأميركا.
إلى ذلك بدأ التنافس على أشده بين المقاولين والموردين في الولايات المتحدة الذين يتطلعون للظفر بفرص المشاركة في الأعمال الإنشائية في مشروع تنمية ساحل الخليج الأميركي وفرص الفوز بالعقود، في وقت تم تقديم 13 عقداً، منحت منها 12 عقداً لشركات محلية، في حين تعكف عشرات الشركات المحلية والوطنية الأميركية للفوز بعطاءات متنوعة في أعمال تشييد هذا المجمع الضخم والذي من المتوقع أن تبدأ أعمال بنائه عام 2019 وأن يكتمل في عام 2021.
وأتى التركيز على “سابك” لمشاركتها في تطوير الساحل الأميركي بعد أن توغلت في قلب الأسواق الأميركية منذ 2007 حينما وفقت في الاستحواذ على شركة “جنرال إليكتريك” والذي أهلها لامتلاك عدة مصانع في الأميركتين ومنها مصنع للستايرين في ولاية لويزيانا وتملكها حصصاً في مجمع الأوليفينات في الولاية ذاتها، في حين تتجه “سابك” لتصعيد حجم استثماراتها ومبيعاتها في الولايات المتحدة لأكثر من سبعة مليارات دولار، حيث تسعى “سابك” لاستغلال الطاقات الكبيرة والوفيرة من الغاز الصخري والإيثان لاستخدامه لقيماً في المجمع المشترك مع “إكسون موبيل”.
وتتطلع “سابك” لأن يدعم مشروعها مع إكسون لاحتلال المرتبة الأولى في إنتاج الإيثيلين حيث سوف ينتج المجمع مليون طن، الأمر الذي سوف يدفع الشركة للمرتبة الأولى عالمياً في إنتاج الإثيلين والذي تنتجه حالياً بطاقة هائلة بأكثر من 13 مليون طن متري سنوياً، حيث تنتج بالمملكة حوالي 11 مليون طن متري سنوياً في شركاتها التابعة بالجبيل وينبع بخلاف مشروعاتها المشتركة لإنتاج الإيثيلين بالصين والمملكة المتحدة وهولندا، وتحتل شركة بتروكيميا التابعة لسابك بالجبيل المرتبة الرابعة في قائمة أكبر عشرة مجمعات للإيثيلين في العالم بطاقة 2.250 مليون طن متري سنوياً، فيما تحتل شركة ينبت التابعة لسابك وإكسون في ينبع المرتبة العاشرة بطاقة 1.705 مليون طن.