يواجه تجار وأصحاب المحلات المخصصة للملابس النسائية ومستلزمات العائلات في حي البطحاء بالرياض، صعوبة كبيرة في قبول السعوديات بالعمل في محلاتهم في منطقة مخصصة بشكل شبه كامل للعمالة من مختلف الجنسيات الآسيوية، وغيرها، ويلقى أصحاب هذه المحلات مشقة في العثور على أي فتاة سعودية تقبل العمل في مثل هذه المواقع، فضلا عن رفض أولياء أمورهن عن مجرد فكرة وجودهن في منطقة تعج بمختلف الجنسيات التي تعيش في الرياض، وتتجه للتسوق في هذه المنطقة التجارية المعروفة بشهرتها للعمالة كبيع وشراء ليس على مستوى الرياض فقط، بل وعلى مستوى جميع مناطق المملكة.

محمد الفضلي، صاحب عدة محلات في البطحاء، يقول عن المعاناة التي يعيشها في هذا الشأن بشكل يومي، «كما يعلم الكثير أن الغالبية العظمى من الزبائن في المحلات التجارية في البطحاء، هي من العمالة الرجالية، ومنطقة البطحاء عموما غير مناسبة لتوظيف النساء السعوديات إطلاقا، ونحن نرجو في النظر في استثناء هذه المنطقة من شرط تأنيث المحلات وقصرها على الشباب السعودي حفاظاً على أمن النساء، وكذلك هناك صعوبة كبيرة واجهتنا في البحث عن الموظفات السعوديات التي يرفضن العمل في البطحاء بشكل قاطع، وأيضا يرفض ولي أمرها مهما كانت حاجتها للعمل أن تذهب لمنطقة البطحاء لمجرد التسوق، فيكف تقف في محل للبيع لعشر ساعات أو أكثر في اليوم والليلة.

وتمنى الفضلي أن يكون لإمارة منطقة الرياض وبالتعاون مع وزارة العمل والشؤون الاجتماعية دور عملي للتدخل لحل هذه المعضلة، فنحن أصحاب مصلحة تجارية في هذه المنطقة المشهورة بحركتها ونشاطها التسويقي الكبير، ونحن أيضا من نسيج هذا الوطن وحريصون كل الحرص على السعودة من الجنسين، لكن هناك حالات خاصة تطبيق قرار السعودة عليها بالنسبة للفتيات فيها صعوبة كبيرة وتحدي لنا ولهن، فضلا عن مخاوف أمنية وضرر اجتماعي وأخلاقي من وقفوهن بين عدد من الرجال من جنسيات أجنبية تختلف ثقافتها وتعاملها عن واقعنا، ولن يرضى أي رجل على أخته السعودية أو ابنته أو أمه أن تقف للبيع في مكان مزدحم برجال لا بالليل ولا حتى بالنهار.

وشدد على أن هناك صعوبات أخرى ستواجه السعوديات في منطقة مثل البطحاء مقارنة بالمراكز التجارية الأخرى في العاصمة الرياض، فالمواصلات صعبة والسيارات أحيانا لا تصل في أكثر الأحيان إلى موقف قريب من المحل، فضلا عن عدم وجود مواقع ملائمة لهن في أوقات الصلاة أو وقت الراحة القصيرة، وفي الوقت نفسه نحن نتفق مع كل الإجراءات الحكومية الهادفة للسعودة الحقيقية، ولكن بيئة البطحاء ملائمة بالدرجة الأولى للسعوديين، ووجود السعوديات فيها معضلة تبحث عمن يتدخل لحلها لمصلحة الوطن والموطن والمواطنة.