الأزمات مهما كبرت لا تحل بشكل جذري سوى من الشخص او الكيان المتأثر بها مباشرة كونه الجهة الاقدر على تحديد البدائل الملائمة لتشخيص الازمة ومعرفة السبب والعامل الاستراتيجي في حلها وبذلك يمكن ان ينطبق المثل الشايع ( ما يحك جلدك مثل ظفرك) رحم الله الامام الشافعي حيث يقول:
ما حك جلدك مثل ظفرك .. فتول أنت جميع أمـرك
وإذا قصـدت لـحاجــــة .. فاقصــد لمعترفٍ بقـدرك
الأمثال في الأساس هي نتاج خبرات متراكمة مر بها شخص او شعب عبر تاريخه بحلوها ومرها، إذن هو من عايشها وجربها قبل أن تستقر في ضميره وسلوكه، وبالتالي ان مجرد التفكير في الاعتماد على الآخرين، او ان تنتظر منهم ان يقدموا لك ما تحتاجه او أن يفعلوا ما يتوجب عليك فعله، تظهر الأخطاء والكوارث.
ولعل الازمة القطرية تندرج تحت هذا الاجراء عندما تخلت القيادة القطرية عن البحث عن حل ومخرج للازمة باعتبارها الاجدر والاعرف بمشاكل الماضي ومخاطر الحاضر ومهددات المستقبل، عندما سلمت الازمة لمن لا يهمه سوى اطالتها ولعل ذلك ينطبق على اعلامي قناة الجزيرة القطرية وكيفية إجرائهم للحوارات واختيارهم للمواضيع من خلال صب الزيت على النار ومن خلف الكواليس عزمي بشارة وجماعة الاخوان المسلمين المحتلين لقطر ومن يوجههم المبتز العثماني حتى تحولت قطر الى استنساخ الأسلوب الكوبي مع أمريكا .
الأزمة الحقيقية تتمثل في وجود مجموعه موجه للتخريب وتفتيت الجسد العربي، حيث سعت بما أوتيت من مكر ومال وأبواق إلى تفتيته ونهشه، فلم تترك أمامه من طريق للمحافظة على بقاياه سوى اقتلاعهم من جذورهم وإعادة الدوحة الى الصف الخليجي والعربي بعيد عن هؤلاء المنبوذين
السعودية حين قطعت علاقتها بإيران ، لم تشهد المنطقة ولا العالم ضجيجاً كهذا الذي يصدر عن القطريين، كما أن السعودية لا ترتبط بعلاقات فوق الطاولة ولا تحتها مع إسرائيل، ومع ذلك لم يعتبر أحد أن تلك أزمة. الدول حرة في تسيير ديبلوماسيتها كيفما تشاء، ما دام أن ذلك لم يصل إلى الإضرار بالآخرين، وهو ما يؤكده القطريون عند المفاخرة بعدم تأثرهم بالمقاطعة في جميع المحافل، ولكنهم مستمرين ومن خلال وكلائهم في اذكاء نار الفتنه للنيل من دول الخليج وفي مقدمتها السعودية من خلال استعمال اظافر الاخرين في حك الجلد القطري ، فالخليجيون هم الأصدقاء والاشقاء الحقيقيون عند الازمات والمستقبل سوف يبرهن على ذلك عندما ينقض الصفوي والعثماني المبتز على الدوحة .
لا يغيب عن أي احد أن الاعتماد على النَّفس في قضاء مصالحها من وسائل النجاح في الحياة، وهي مهارة وقدرة لا نُجيدها جميعاً لاسيما إذا ارتبطت بتحدي المصاعب التي تعترضنا في سبيل الوصول إلى أهدافنا، قد يتمادى آخرون ويكلون إدارة ازماتهم إلى آخرين ليقوموا بها، وقد يصيب هؤلاء «النواب» في أداء هذه المهام والوظائف، وقد يخطئون، والخطأ هو الغالب، لأن الدافع عندهم لن يكون بنفس الدرجة عند صاحب المهمة الأصلي، وهذا حاصل امام الاعيان في إدارة الازمة القطرية حيث تترجم روية عزمي بشارة الى أفعال .
ممكن ان يشاركك الاخرون بالمواساة او المشاركة او الدعاء لكن تقدير الموقف لا احد يستطيع تقديره مثل صاحب المشكلة او الموقف ، ولا احد يستطيع ان يقترح حلول مثله حتى لو كانو والدية كونهم قد يرون المشكلة من زاوية العطف مثلا وصاحبها يعشيها من زاوية أخرى تنطلق معرفة ادق مسببات الازمة وصناعتها ولذلك يديرها بمسؤوليه وتحمل تبعاتها ماحك جلدك مثل ظفرك.
وفي الختام لو نظرنا الى اغلب مشكلات وازمات حياتنا على جميع المستويات لوجدنا السبب هو تدخل الاخرين برأي ووجهة نظر لا تتناسب، وهذا للأسف ما ينطبق على إدارة قطر لازمتها مع أشقاؤها حين تخلت عنها وسلمتها ادارتها الى اعلاميين لا يهمهم الامن القومي الخليجي ولا يهمهم تصدع البيت الخليجي وما يهمهم هو إطالة الازمة القطرية، فالمهم ما يدخل جيوبهم خلال هذه الفترة كونهم يعون ان القيادة القطرية عاجلا ام اجل سوف تعرف انهم سبب ازمتها وان غدا لناظره قريب ، بينما الدول المقاطعة بداء تعدها ازمة صغيره جدا وهذا الحاصل ويمكن حلها داخل البيت الخليجي دون صرف أموال لا جدوى منها ، فالإيرانيين هم الخطر الحقيقي على الدوحة اولا ثم الامن الخليجي خاصة والامن العربي بصفة عامه ولا ننسى العثمانيين وراس حربتهم المنبوذين من الاخوان المسلمين ممن يروجون الى أفكار أكاديمية التغيير، فهم من يجيد صناعة أزمات المستقبل وبالتالي فان استخدام اظافر الاخرين في حك الجلد ليس مثل اظفار الشخص فهو يعرف متى وكيف حك جلدة والسلام
بقلم/د. فيصل معيض (الطموح)
التعليقات 1
1 pings
طيب تكلم عن اليهود المغتصبين للمسجد الاقصى
07/05/2018 في 4:54 م[3] رابط التعليق
التعليق