استقبل صاحب السمو الملكي الأمير ناروهيتو ولي عهد اليابان، في قصره بطوكيو أمس الخميس صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني.
ورحب سمو ولي عهد اليابان بالأمير سلطان، معرباً عن تقديره العميق لما تقوم به المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – من جهود كبيرة على المستويين الإقليمي والدولي.
من جانبه، نقل الأمير سلطان بن سلمان لسمو ولي عهد اليابان تحيات خادم الحرمين الشريفين، وتمنياته – أيده الله – لقيادة اليابان وشعبها الصديق بدوام الاستقرار والتطور، والحرص على تعزيز مستوى العلاقات الثنائية بين البلدين.
من جهة ثانية أكد الأمير سلطان بن سلمان أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – معاصر وقريب من قطاع الآثار في المملكة منذ تأسيسه قبل نحو 50 عاماً ومتابع وداعم لأنشطته وإنجازاته، لافتاً إلى أن قطاع الآثار حقق إنجازات مهمة، والمملكة أصبحت من الدول الرائدة عالمياً في مجال الكشوفات الأثرية والبحث العلمي.
وقال في تصريحات لوسائل الإعلام اليابانية وسط حضور إعلامي كبير في ختام زيارته أمس لمعرض “طرق التجارة في الجزيرة العربية – روائع آثار المملكة عبر العصور” الذي تنظمه الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في المتحف الوطني الياباني: “أشكر الأصدقاء في اليابان على استضافة المعرض، موضحاً أن المعرض الذي يختتم هذا الأسبوع استقبل أكثر من 250 ألف زائر، منهم متابعون على مواقع الإنترنت، وهذا يعتبر أعلى رقم يسجل للمعارض الزائرة في المتحف، ونحن نسعد أن يعرض تراث المملكة الحضاري والممثل هنا بالآثار الوطنية بهذا الشكل المميز ومن خلال هذا المعرض الشهير الذي طاف 14 محطة حول العالم، وسينتقل من اليابان إلى اليونان منتصف الصيف بإذن الله بدعوة من الرئيس اليوناني عندما زار المملكة، ثم ينتقل إن شاء الله إلى أبو ظبي بدعوة من حكومة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة ثم إلى دول أخرى”.
وأضاف: “لا بد أن أقول كلمة حق إن قطاع الآثار في المملكة منذ تأسيسه قبل 50 عاماً وسيدي خادم الحرمين الشريفين كان معاصراً ومتابعاً وداعماً لقطاع الآثار الوطني، والهيئة عندما استلمت القطاع العام 1429هـ كان قطاعاً منتجاً حقق الكثير من الإنجازات العلمية والبحثية والمتحفية بإشراف أساتذة وعلماء آثار أفاضل، وبمشاركة جامعات مرموقة، والهيئة بنت على ذلك من خلال تطوير القطاع وكوادره وتوسيع أنشطته وخاصة في مجال الكشوفات الأثرية وجهود الحماية واستعادة القطع الأثرية الوطنية من خارج المملكة وغيرها من المسارات التي نظمتها الهيئة وطورتها لتصبح المملكة من الدول الرائدة عالمياً في مجال الكشوفات الأثرية والبحث العلمي، ويعمل فيها حالياً أكثر من 30 بعثة سعودية دولية للتنقيب الأثري تعلن بشكل مستمر عن نتائج أعمالها، وهي نتائج أبهرت العالم وحققت أصداء واسعة، وأسهمت في التعريف بالبعد الحضاري للمملكة، وبكونها مهداً للحضارات الإنسانية، والتنقيبات الأخيرة التي أعلنت عنها الهيئة كشفت أنها موطن للهجرات الإنسانية الأولى والاستيطان البشري قبل نحو 90 ألف عام، وهذا المعرض هو فقط عينة من نتائج العمل على مدى الخمسين عاماً الماضية”.
وفي رد على سؤال عن موعد إصدار التأشيرات السياحية في المملكة، قال سموه: “نحن أنجزنا لوائح التأشيرات السياحية ورفعناها للدولة ونتوقع صدورها قريباً بإذن الله، وأود أن أشير هنا إلى أن السياح اليابانيين الذين كانوا يأتون للمملكة قبل إيقاف التأشيرات كانوا من أفضل السياح احتراماً للمكان ولقيم وثقافة صاحب المكان، وفي التعامل اللطيف الراقي، ونرحب كثيراً بقدوم السياح اليابانيين”.
وأضاف: “سنكون مقصرين في المملكة إذا لم نستعجل التأشيرات السياحية واستقبال السياح المميزين عالمياً مثل السياح اليابانيين، ليس فقط من الجانب الاقتصادي، ولكن أيضاً من القيمة والإضافة الكبيرة من قدوم سياح منظمين يطورون العمل والخبرة والسلوك السياحي مثل السياح اليابانيين، ومواطنو المملكة الكرماء المرحبون بأصالتهم وقيمهم الدينية والاجتماعية الرفيعة سيكونون العنصر الأساس في تجربة سياحية مميزة”.
وأجاب سموه على سؤال لأحد الإعلاميين عن التجديد الذي تعيشه المملكة أخيرًا، وقال: إن المملكة سواء الدولة الحديثة أو الدولة السعودية الأولى كانت دائماً ولا تزال في وضع حراك تجديدي مستمر، وحركة التجديد منذ تأسيس المملكة مستمرة ولن تتوقف ولا يمكن أن تتوقف، وخادم الحرمين الشريفين عاصر هذا التجديد منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله.
من جانبه أشاد مدير المتحف الوطني الياباني السيد ماسمي زنيا بما حققه المعرض من نجاح لافت، وما استقبله من عدد كبير من الزوار تجاوز 300 ألف زائر، مؤكداً أن معرض “طرق التجارة في الجزيرة العربية – روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور” يعد أحد أنجح وأهم المعارض التي استضافها المتحف الوطني الياباني.
وكان سمو رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني قد زار المتحف الوطني الياباني في طوكيو، حيث كان في استقبال سموه مدير المتحف الوطني الياباني، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى اليابان (سابقاً) أحمد بن يونس البراك، والقائم بالأعمال السعودي في اليابان محمد جستنية، والدكتور علي بن إبراهيم الغبان مستشار رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني المشرف على المعرض، وعدد من المسؤولين.
وتجول سموه في المعرض، والتقى عدداً من العاملين والزوار، وتبادل معهم الأحاديث، ثم تسلم إهداء من مدير المتحف الياباني، وسلمه سموه هدية (لوحة من القط العسيري).