تشهد القارة العجوز مساء اليوم السبت قمة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم عندما يحتضن الملعب الأولمبي في مدينة كييف في أوكرانيا نهائي المسابقة الأوروبية بين ريال مدريد الإسباني حامل اللقب لمرتين متتاليتين ونظيره ليفربول الإنجليزي عند تمام الساعة 9:45 بتوقيت مكة المكرمة.
وتسعى كتيبة المدرب الفرنسي زين الدين زيدان إلى مواصلة تأكيد تفوقهم أوروبيا للعام الثالث على التوالي بعدما حقق ريال مدريد لقبه الحادي عشر والثاني عشر من بطولة دوري أبطال أوروبا من أمام غريمه أتلتيكو مدريد بركلات الترجيح ومن ثم أمام بطل الدوري الإيطالي 2016 يوفنتوس بأربعة أهداف لهدف وحيد محققًا بذلك رقما قياسيا بتحقيقه للبطولة الأوروبية لمرتين على التوالي كأول فريق منذ انطلاقتها بنسختها الجديدة العام 1992م، على أن يأمل مواصلة أرقامه القياسية على مستوى القارة على الرغم من أن الفريق لم يظهر فنيًا بشكل جيد في البطولات المحلية باستثناء السوبر الإسباني في بداية الموسم الذي سحق فيه فريق برشلونة بخماسية في مجموع المباراتين وحل ثالثًا في ترتيب الدوري في حين خرج من دور الثمانية في كأس الملك على يد ليجانيس، إلا أنه يضرب بيد من حديد في المنافسة الأوروبية بعدما تمكن من إقصاء أبطال الدوري الفرنسي والإيطالي والألماني بداية من باريس سان جيرمان في دور الستة عشر حينما تلقت شباكه خمسة أهداف لهدفين وسقوط يوفنتوس برباعية لثلاثة في دور الثمانية، وأخيرا الإطاحة بنظيره بايرن ميونيخ برباعية مقابل ثلاثة أهداف في نصف النهائي وذلك للمرة الثالثة من أصل أربعة خلال السنوات الماضية.
ويدخل الريال المباراة في العاصمة الأوكرانية متسلحا بخبرة لاعبيه على الصعيد الأوروبي لاسيما في المراحل الحاسمة، بينما لم يسبق لأي من لاعبي ليفربول الذين يشرف عليهم المدرب الألماني يورغن كلوب، أن بلغ هذه المرحلة، كما يبرز زيدان أيضا على صعيد الإنجازات الشخصية، بعدما نال جائزة الأفضل في العالم ثلاث مرات كلاعب ومدرب، وسيكون المدرب الفرنسي أمام فرصة أن يصبح أول مدرب في تاريخ المسابقة الأوروبية يحرز اللقب ثلاث مرات توالي، إذ توج الإيطالي كارلو أنشيلوتي باللقب ثلاث مرات (2003 و2007 مع ميلان الايطالي، و2014 مع ريال مدريد)، والإنجليزي بوب بيزلي (1977 و1978 و1981 مع ليفربول).
وقبل النهائي المرتقب تتمتع الحصص التدريبية الخاصة بريال مدريد بصفوف خالية من الإصابات بعد تأكد جاهزية الظهير الأيمن الإسباني كارفخال وذلك بعد إصابته في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا أمام بايرن ميونيخ.
زيدان: متعطشون للذهب
وعن المباراة النهائية تحدث المدرب الفرنسي زيدان وقال: “لا يمكن لأحد أن يقول لنا أننا أقل حماسا، لا يمكنني الحديث عن منافسينا، لكننا نريد أن نؤكد أن لدينا دائما الحافز ذاته، كما هو الحال دائما، ولا يمكن لأحد أن يقول لنا أننا أقل تعطشا من الآخرين.. نحن ريال مدريد، وعلى رغم ما لدينا، فنحن دائما نريد المزيد، وسنقدم كل شيء لنكون أفضل” ، مؤكدا على “أن طريقة لعب الفريقين لا تتشابه تماما”، رافضا الإفصاح عن التشكيلة التي سيدخل بها المباراة النهائي في حين أشار إلى دور النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو في المباراة الحاسمة، مؤكدا على أن اللاعب الويلزي جاريث بيل يقدم مردودا فنيًا جيدا في المباريات الأخيرة.
وفي الطرف الآخر يحمل ليفربول أملاً كبيراً في إنهاء صيامه عن تحقيقه للبطولات عندما يواجه نظيره ريال مدريد الإسباني في النهائي الكبير، إذ لم تعرف خزائن الفريق الإنجليزي أي بطولة منذ العام 2012 عندما حقق كأس الرابطة الإنجليزية من أمام كارديف سيتي بركلات الترجيح في حين تعتبر آخر بطولة دوري أبطال أوروبا حققها ليفربول في العام 2005 من أمام ميلان الإيطالي في مباراة دراماتيكية انتهت بركلات الترجيح.
كلوب يعيد هيبة “الريدز”
ولعب المدرب الألماني يورغن كلوب دورا كبيرا في إعادة الفريق الأحمر إلى بريقه المعتاد وكسب ثقة الجمهور بعدما فقدها في السنوات الماضية مما دفع الفريق معنويًا للظهور في الكثير من المباريات على المستوى المحلي والأوروبي بشكلٍ فني كبير، إذ أنه تمكن في بداية مشروعه بعدما تعاقدت معه الإدارة في 2015، من الوصول إلى نهائي الدوري الأوروبي والذي خسره من أمام إشبيلية الإسباني فيما تمكن من حجز مقعد مؤهل لدوري أبطال أوروبا لموسمين متتالين والوصول لأول نهائي دوري أبطال أوروبا منذ العام 2007، وعلى الرغم من أن كتيبة المدرب الألماني كلوب لا تمتلك الخبرة الكافية على المستوى الأوروبي إلى أن الجماهير تحمل آمالها على كلوب لمسيرته المميزة مع فريق بوروسيا دورتموند والتي تخللتها تحقيق العديد من البطولات وإثبات وإعادة هيبة الفريق أمام غريمه العملاق بايرن ميونخ بالإضافة إلى النتائج الإيجابية على مستوى البطولة الأوروبية.
ليفربول في الموسم الحالي كان منافسا قويا وشرسا في معظم فترات الدوري الإنجليزي واستطاع مزاحمة فريق مانشستر يونايتد على المركز الثاني لعدة جولات إلى أن فاز به الأخير، بالإضافة إلى أنه ألحق الضرر ببطل الدوري مانشستر سيتي عندما فاز عليه بأربعة أهداف لثلاثة في إياب الدوري والتي تعتبر الخسارة الأولى لفريق المدرب الإسباني بيب غوارديولا، كما أن “الريدز” استطاع أيضًا إقصاء السيتي من دور الثمانية من دوري أبطال أوروبا بنتيجة كبيرة قوامها خمسة أهداف لهدف وحيد.
ويتمتع ليفربول في الوقت الراهن بشخصية قوية أعادها المدرب الألماني كلوب، بالإضافة إلى القوة الهجومية التي يمتلكها الفريق الأحمر وتنوع الحلول بوجود النجم المصري وأفضل لاعب في الدوري الإنجليزي للعام الحالي محمد صلاح والذي كان علامة بارزة في جميع البطولات التي شارك بها مع “الريدز” والسنغالي ساديو ماني والبرازيلي المتألق روبرتو فيرمينو، إذ استطاع الفريق من تسجيل 46 هدفا في 14 مباراة في البطولة.
كلوب: الخبرة وحدها لاتكفي
وفي هذا الصدد، أعرب مدرب ليفربول الإنجليزي، الألماني كلوب عن ثقته من قدرة فريقه على مخالفة التوقعات وحرمان منافسه ريال مدريد الاسباني من التتويج بلقبه الثالث تواليا في نهائي دوري ابطال أوروبا، مضيفا ” لا أريد التحدث عن الثقة، لكننا نشعر بأننا في حالة جيدة وأعتقد بأننا نستحق التواجد في النهائي لان الشباب كانوا على الموعد”.
وفي حديثه عن الخبرة، قال كلوب: “الخبرة مهمة جدا في الحياة لكنها ليست الامر الوحيد الهام ولا سيما في كرة القدم، أن تملك خبرة أكبر هو أفضلية، لكن يمكن تعويض هذا الأمر من خلال الرغبة، الجاهزية، السلوك والمجهود الكبير وهذا ما اعشق في كرة القدم”.
التاريخ يرجح كفة ليفربول
وسبق أن التقى الفريقان في خمسة مناسبات سابقة وجاءت جميعها في دوري أبطال أوروبا وحقق “الريدز” الفوز في ثلاث و”الملكي” مرتين، إذ كانت المناسبة الأولى التي جمعت الفريقين في نهائي القارة عام 1981م على ملعب حديقة الأمراء في باريس وتمكن الفريق الأحمر من الفوز باللقب بفضل هدف نظيف سجله ألان كينيدي، في حين جاءت المواجهة الثانية في موسم 2008-2009 عندما التقى الفريقين في دور ربع النهائي وتمكن ليفربول من الفوز بهدف وحيد كما أكد الفريق الإنجليزي تفوقه إيابا واكتسح منافسه بأربعة أهداف نظيفه سجلها كلاً من فرناندو توريس وستيفن جيرارد “هدفين” واندريا دوسسينا، وفي موسم 2014-2015 عادت مواجهة الفريقين في دور المجموعات وتفوق حينها ريال مدريد ذهابا بثلاثية نظيفة سجلها كريستيانو رونالدو وكريم بنزيما “هدفين” وفي لقاء الإياب تغلب “الملكي” بهدف نظيف جاء عن طريق كريم بنزيما.
-صافرة صربية
وسيدير نهائي البطولة القارية الحكم الصربي ميلوراد مازيتش ويعاونه مواطناه ميلوفان ريستيتش وداليبور ديورديفيتش وسيكون الفرنسي كليمو توربين الحكم الرابع.
ويبلغ مازيتش من العمر 45 عاما وهو حكم دولي منذ 2009 وأدار أربع مباريات في دوري أبطال أوروبا ومباراتين في الدوري الأوروبي هذا الموسم.
كما أدار نهائي كأس القارات العام الماضي بين تشيلي وألمانيا وكذلك مباراة كأس السوبر الأوروبية 2016 بين ريال مدريد واشبيلية، وستكون هذه ثاني مباراة نهائية للدوري الأوروبي يديرها الحكم الهولندي بعد موقعة تشيلسي وبنفيكا في 2013.