بعث منتخبنا برسالة اطمئنان للجماهير السعودية بعد الأداء الفني المميز، الذي قدمه في الشوط الثاني من عمر المباراة الودية، التي جمعته مع المنتخب الإيطالي وانتهت بفوز الأخير 2-1 مساء أمس الإثنين على ملعب سانك قالين في سويسرا ضمن المرحلة الخامسة والأخيرة من إعداد “الأخضر” لكأس العالم 2018م في روسيا وسط حضور رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة رئيس اللجنة الأولمبية السعودية معالي المستشار تركي آل الشيخ ورئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم إنفانتينو، وظهر المنتخب السعودي في الحصة الثانية بثوب مغاير عن ذلك الذي صدم به جماهيره ومحبيه في الشوط الأول إثر الأداء الباهت والأخطاء الفردية وحالة عدم الانسجام بين اللاعبين، إضافة إلى العقم الهجومي وعدم القدرة على الوصول إلى مرمى “الأزوري” بسبب العشوائية في اللعب.

ففي الشوط الثاني، لعب منتخبنا بثقة أكبر وفرض أسلوبه وتحسن هجومياً وكان هو صاحب المبادرة والأفضلية في وسط الملعب، واستطاع أن يهدد مرمى خصمه في مناسبات عدة، وأدت تغييرات المدرب الأرجنتيني خوان بيتزي دوراً كبيراً في تحسن المستوى وزيادة الفاعلية الهجومية، خصوصاً بعد أن زج بين الشوطين بلاعب الوسط سالم الدوسري، الذي كانت له بصمة واضحة في إنعاش وسط منتخبنا وتنظيم خط الوسط، إضافة إلى المهاجم فهد المولد، الذي أزعج الدفاع الإيطالي بتحركاته، وتغير شكل المنتخب السعودي بشكل واضح في الشوط الثاني بعد دخول سالم والمولد.

خلاصة القول إن تجربة منتخب إيطاليا العريق، الذي يعد واحدا من أفضل منتخبات العالم، ثرية ومفيدة لمنتخبنا قبل خوض المونديال، إذ كشفت للمدرب عددا من نقاط الضعف والمشكلات الفنية، إضافة إلى اكتساب اللاعبين فوائد عدة من احتكاكهم بلاعبين عالميين وكسبهم الثقة وتغلبهم على الخوف من مواجهة المنتخبات العالمية.

هدد منتخب إيطاليا مرمى الحارس محمد العويس باكراً عن طريق لاعبه فلورنزي، الذي انفرد بالمرمى وتجاوز العويس وسدد الكرة، إلا أن المدافع عمر هوساوي خلصها وهي في طريقها للمرمى (8)، وتمكن المهاجم بالوتيلي العائد لمنتخب إيطاليا بعد انقطاع أربعة أعوام من تسجيل هدف التقدم، عندما تسلم كرة على مشارف منطقة الجزاء، وراوغ لاعب المحور عبدالله عطيف وسدد كرة أرضية قوية استقرت في شباك العويس (21)، وأنقذت العارضة منتخبنا بعد أن تكفلت بالتصدي لكرة دومينيكو (40).

في الشوط الثاني، ارتقى المهاجم البديل بالوتيلي لكرة عرضية ولعبها برأسه تصدى لها العويس، لكنها عادت لنفس اللاعب الذي أكملها بقدمه في المرمى هدفا ثانيا (69)، ومن هجمة مرتدة بذل سالم الدوسري مجهودا فرديا رائعا ترجمه بتمريرة لزميله لاعب الوسط يحيى الشهري، الذي استغل تقدم الحارس دوناروما وتجاوزه وسدد الكرة في الشباك ليسجل الهدف الأول لمنتخبنا (72)، وكاد المولد أن يسجل هدف التعادل لكن الحارس الإيطالي تعملق وتصدى لكرته بقدمه وحولها إلى ركلة زاوية (79).