تلقى منتخبنا خسارة جديدة في رحلة إعداده لكأس العالم 2018م في روسيا، وجاءت الخسارة الثانية على التوالي أمام بيرو -3 0 مساء أمس الأحد على ملعب سانك قالين في سويسرا ضمن مرحلة الإعداد الخامسة والأخيرة وسط أجواء مونديالية إذ ملأت الجماهير المدرجات وتجاوز عددها 18 ألف مشجع معظمهم شجعوا بيرو المصنف 11 عالمياً، وقدم «الأخضر» أداءً فنياً متواضعاً أحبط محبيه ومتابعيه لاسيما أنه لم يتبق إلا أيام قليلة على المونديال، ومنذ البداية كان من الواضح أن مدرب منتخبنا الأرجنتيني خوان بيتزي يهدف إلى تجربة عدد من الأسماء لمنحها الفرصة قبل الإعلان الليلة عن القائمة النهاية، ولعب ذلك دوراً كبيراً في خسارة المباراة نتيجة ومستوى، فالانسجام كان غائباً خصوصاً في الدفاع، والعقم الهجومي هو السمة الأبرز، ولعل مايخفف من أداء منتخبنا الباهت هو وقوف بيتزي على الأخطاء ونقاط الضعف والخلل من أجل تداركها قبل المشاركة الرسمية في كأس العالم.

الفوارق الفنية بين المنتخبين بدت واضحة لمصلحة بيرو الذي فرض أسلوبه ونهجه وكان هو الطرف الأفضل في المواجهة، وعاب على أداء منتخبناً غياب التجانس بين اللاعبين خصوصاً في المنطقة الخلفية، إذ تسبب في ذلك بيتزي من خلال عدم ثباته على نفس الأسماء، وزجه بلاعبين يلعبون مع بعضهم لأول مرة، فاستعان في متوسط الدفاع بالمدافعين علي البليهي ومعتز هوساوي، وكانت هنالك فرغات استغلها الخصم، بالإضافة إلى تسبب لاعبي منتخبنا في هجمات عدة لمنتخب بيرو من خلال كثرة الأخطاء الفردية خصوصاً في تمرير الكرة، هجومياً كان العقم واضحاً، وهو ما أدى إلى غياب تهديد مرمى الحارس بيدرو غاليس باستثناء كرة لاعب الوسط البديل محمد الكويكبي الذي انفرد بالحارس وسدد الكرة في جسده وتسديدة لاعب الوسط البديل تيسير الجاسم التي تصدت لها العارضة في الوقت بدل الضائع، ولم تحدث تغييرات بيتزي في الشوط الثاني الفارق الفني المأمول، كونها ارتكزت على اراحة عدد من اللاعبين الذي ينوي الزج بهم أساسيين في الفترة المقبلة.

لم يتعلم منتخبنا من أخطائه في المباريات الودية السابقة، بالتحديد تهديد مرماه من التسديدات من خارج منطقة الجزاء، إذ تهيأت كرة للاعب بيرو أندري كاريلو ثبتها على صدره دون أي مضايقة وسددها قبل أن تنزل على الأرض إذ استقرت في شباك الحارس عبدالله المعيوف هدفاً أولاً وهو رابع الأهداف التي تسقبلها شباك الأخضر بذات الطريقة إذ تلقى هدفين أمام بلجيكا وهدف أمام إيطاليا وهو إشارة إلى وجود مشكلة في خانة المحور وحراسة المرمى في التعامل مع هذه الكرات «20»، ولم يكتف المنتخب البيروفي بهذا الهدف اذ نجح مهاجمه باولو غيريرو في إضافة الهدف الثاني بعد هجمة بدأت من تسديدة زميله اديسون فلوريز التي لم يفلح المعيوف في إبطال خطورتها عندما تصدى للكرة وعادت لغيريرو الذي أكملها في المرمى هدفاً ثانياً «41».

وفي الشوط الثاني وسع غيريرو الفارق بتسجيله الهدف الثالث بعد أن تلقى كرة عرضية ارتقى لها ولعبها برأسه في الشباك «64».