مصطلح أنسنة المدن والذي يهدف إلى تهئية المدن وتوظيفها لجعلها بيئة صحية ومريحة للإنسان الذي يشعر بأنه يعيش في مدينة هي صديقة له أكثر من مجرد مكان يقيم فيه.
لاشك انه مشروع جبار ومهم بعد أن ظلت مدننا تعاني من تحويلها إلى كتل خرسانية لاتنبض بعبق التاريخ والاصالة والجمال والتخضير وغيرها من عوامل تساهم في قربها من الناس وإنعكاسها على حياتهم الإجتماعية والترفيهية وهذه المبادرة المهمة نتمنى أن تلتئم مع وجود مرحلة جديدة بعد فصل وزارة الثقافة عن الاعلام وتولي الوزارة الحديثة للأمير الشاب بدر بن عبدالله ال فرحان ذلك الشاب الطموح والمنغمس في التغيير والتطوير المستمر سواء مع مسك وتوليه ايضاً منصب رئيس الهئية الملكية العليا لتطوير العلا والتي وقع سمو ولي العهد لإجلها شراكة مع فرنسا للإشراف على إنشاء متاحف على غرار متحف اللوفر في باريس وتاهيل للأثار وتطوير البنية التحتية لتأهيلها لتكون منطقة جذب تاريخي وسياحي وتدريب للشباب السعودي في مجالات السياحة والثقافة هناك، وهنا لابد أن لاتكون الأنسنة للمدن فقط بل تمتد لأنسنة الثقافة والخروج من نمطية سائدة عن الثقافة وربطها بالنخب فقط وفي مجالات محدودة، يجب أن نصنع محتوى ثقافي ونحافظ على الاصالة ،
ونتمنى الاستفادة من الحراك الثقافي الذي احدثه الأستاد محمد السيف مدير المركز ورفاقه في مركز الملك فهد الثقافي في الرياض والذي قدم محتوى وفعاليات ثقافية تحاكي جميع فئيات المجتمع وبشكل مجاني جدد الحياة في شرايين المركز ،
الفعاليات الثقافية مهمة جداً ولدينا رقعة واسعة في المملكة وتحتاج لوجود شراكة بين الأمانات والبلديات ووزارة الثقافة لتحقيق شمولية الفعاليات الثقافية حتى لاتنحصر فقط في المدن الكبرى وتكون هناك استفادة من المراكز الحضارية لإنسنة الثقافة فيها وتمكين الشباب من العمل والشراكة في تقديم وصناعة المحتوى في المهرجانات والمناسبات وفك إحتكارها في لجان غالباً تعمل وفق إختيار من محافظين المدن و تعمل وفق نمطية تخلو من الأبداع ولاتشبع رغبات المجتمع الثقافية والترفيهية .
بقلم : فيصل الشرافي