طالبت سيدات يعتزمن قيادة مركباتهن بدعم المرأة كقائدة من خلال زيادة الوعي عند السائقين وحرص أولياء الأمور على سلامة بناتهم، والتأكد من تجاوزهن القيادة والرهبة التي ستصاحبهن في البدايات.
وأكدن على مصاحبة أولياء الأمور لقائدات المركبات في الأيام الأولى لرفع الوعي من خلال الخبرة التي يتمتع بها قائدو المركبات، مشيرين إلى وجوب دعم المجتمع لقائدات المركبات في بداية المشوار من خلال التعاون معهن في الطرقات وعدم مضايقتهن في الشوارع.
خروج ولي الأمر
في البداية يرى الكاتب الاقتصادي عبدالواحد مطر أن القرار يحتاج للالتفات له بشكل أكبر في المجتمع السعودي سواء من ناحية الأنظمة المرورية التي تشمل الشرطة النسائية، والتعامل مع الحوادث وتوفير خدمات الصيانة، وتطويرها لتتناسب مع دخول المرأة، كما يلزم توفير الدعم الخاص من ولي أمر المرأة وأسرتها لتسهيل هذه التجربة عليها من خلال تدريبها على القيادة وتقديم شرح مبسط للأساسيات التي تحتاج لمعرفتها قبل قيادة السيارة، بالإضافة إلى شرح مخاطر الطرق والطقس والسائقين الآخرين وأعطال السيارة، وتقديم النصح لها في كيفية التعامل معها.
طالب مطر بخروج ولي أمر السائقة معها في أول الفترات لمساعدتها على التعود على القيادة والتعامل مع مستخدمي الطريق، وشرح أساسيات استخدام الخرائط والتركيز على الطريق، مع ضرورة التأكيد على أفراد الأسرة بالجاهزية للمساعدة، وتوفير أرقام الطوارئ للاتصال عند الحاجة، مشيراً إلى أهمية التعاون مع الأجهزة الأمنية لإيقاف أي حالة تعرض أو تحرش من قبل ضعاف النفوس.
وأشاد مطر بالجهود المبذولة من قبل الأجهزة الحكومية لتسهيل دخول المرأة في عالم قيادة السيارات وعلى رأسها مدارس تعليم القيادة المتطورة، ونحن على يقين أن الغالبية العظمى من المجتمع تنظر للمرأة كأم وزوجة وابنة، وستلقى كل ترحيب وتشجيع، والمرأة قدها.
زيادة الوعي
وأكدت الدكتورة لمياء بنت عبدالمحسن البراهيم اختلاط المشاعر بين الترقب والابتهاج لتطبيق وضع يفترض أنه طبيعي في معظم المجتمعات، وبين الخوف على قائدة المركبة من مغبات القيادة من عدم استعداد أو تهيئة مناسبة لها ولمركبتها والتحرش من المتطفلين أو من المعارضين للقرار لأي كانت أسبابهم.
وشددت البراهيم على زيادة المواقف وتخصيص بعضها للسيدات ذوي الاحتياجات الخاصة وفي حالات منع المشي لمسافات طويلة، مؤكدة حاجتنا لقرارات تعزز الوعي ليتحول إلى سلوك.
تعزيز الثقة
وطالبت الأكاديمية ريما إبراهيم المجتمع وولي الأمر وسالكي الطريق بالدعم والمساندة، لأن التجربة جديدة ولا بد أن يرافقها رهبة.
وقالت: على أولياء الأمور تعزيز الثقة في المرأة التي تقود، لأن الدعم يبدأ من الأسرة والأهل الذين لهم باع طويل في قيادة السيارة، وينبغي عليهم تقديم النصائح والتذكير بالقوانين وتهيئة المرأة نفسياً للقيادة وإشعارها أنهم دائماً بجوارها في حال احتاجت إليهم، ومن الضروري أن يبقى الأب أو الأخ أو الزوج مع قائدة المركبة في الأيام الأولى حتى تتخطى خوفها ويحفظ أمنها ويمدها بالثقة.
وعلى المجتمع دعم المرأة ومساندتها من خلال مراعاة مستخدمي الطريق للمرأة لأنها تجربتها الأولى، وعدم إرباكها بالتطفل والتحديق بها مما قد يسبب أضراراً جسيمة وحوادث، بالإضافة إلى تقديم العون لها في حال احتاجت إلى مساعدة ونحن مجتمع من سماتنا الترابط والتكافل.
دعم المرأة
وبينت ابتسام إبراهيم أن قيادة المرأة للسيارة تعتبر نقلة نوعية للمرأة السعودية، لأنها ستجوب الطرق لوحدها، وستعرف الطريق المؤدي لعملها دون انشغالها بهاتفها.
وأكدت أن قرار القيادة يخدم فئات عدة من النساء ويحررهن من قيود السائق الخاص، كما أنه سيساعد رب الأسرة على التفرغ لعمله بدلاً من الخروج أثناء العمل لاصطحاب أبنائه من المدارس؛ حيث تقوم النساء بهذا الدور، مما يعمل على توزيع المسؤولية في البيت، مشيرة إلى أنه يجب وقوف المجتمع مع المرأة سواء من الأسرة أو سالكي الطريق.
وأضافت: يجب أن يدعم الرجل المرأة بالالتزام بالأنظمة المرورية والأمر ليس بغريب أو صعب على فتياتنا، فأغلبهن يتقن القيادة والبعض الآخر يحمل رخصاً دولية، وسيكون لقيادة المرأة تأثير اقتصادي كبير سيلاحظه كل رب أسرة يدفع راتباً للسائق ومسكناً، بالإضافة للصيانة والمخالفات، وستلحظ كل فتاة كانت تدفع مبالغ طائلة لسيارات الأجرة، وسنكون في مأمن من خلوة بناتنا بالسائقين غير المعروفين.