كشف المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة د. عبدالله الربيعة ‏عن بدء انطلاق جسر جوي من ‎الرياض إلى ‎اليمن لتقديم المساعدات الإنسانية لمدينة الحديدة، مبيّناً أنّ تكلفة المشروع السعودي لنزع الألغام «مسام» تقدر بحوالي 40 مليون دولار، وأن مدة المشروع ‎العام مقسمة على خمس مراحل‎.

وقال د. عبدالله الربيعة خلال مؤتمر عقده مركز الملك سلمان يوم أمس للإعلان عن انطلاق مشروع «مسام»: «إن المملكة تتقدم اليوم بمبادرة إنسانية من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة، تتمثل في المشروع السعودي لنزع الألغام، وهو يعد بمثابة رسالة المملكة الإنسانية للعالم أجمع».

وتابع: مشروع «مسام» في اليمن يهدف لإزالة الألغام التي زرعتها الميليشيا الانقلابية بطرق عشوائية في الأراضي اليمنية، وخصوصاً محافظات مأرب، وعدن، وصنعاء، وتعز، ويهدف المشروع أيضاً إلى مساعدة الشعب اليمني على التغلب على المآسي الإنسانية الناجمة عن انتشار الألغام، مبيّناً أنه تم نزع 130 ألف لغم بحري مضادة للزوارق والسفن والتي تعد محرمة دولياً، كما تم حصر أكثر من 600 ألف لغم في جميع المناطق التي تم تحريرها من الميليشيات الانقلابية، لافتاً إلى أنّ مركز الملك سلمان قدم أكثر من 162 مشروعاً بتكلفة تجاوزت 1.6 مليار دولار في مختلف دول العالم.

وأكّد د. الربيعة على أنّ المملكة دأبت عبر تاريخها الممتد على المبادرة بمدّ جسور الخير والدعم والأعمال الإنسانية النبيلة للدول الشقيقة والقريبة في محيطها، وكذلك الدول الصديقة، مضيفاً: «لقد كان ومازال دعم أشقائنا في اليمن في مقدمة أولويات المملكة عبر عقود من الزمن؛ تأكيداً لروابط الجوار، والدين، واللغة، والعلاقات الاجتماعية والأسرية بين الشعبين السعودي واليمني، منوهاً بأن مركز الملك سلمان للإغاثة قام بدور كبير لمساعدة الأشقاء في اليمن، تمثّل في تقديم 262 مشروعاً، تعدّت تكلفتها الإجمالية ملياراً و600 مليون دولار أميركي.

وأشار الربيعة إلى أنّ جهود المركز في اليمن توزعت على مشروعات الأمن الغذائي، والصحي، والإيوائي، والدعم المجتمعي، والتعليم، وغيرها من البرامج الإغاثية المهمة والضرورية، لافتاً إلى أنّ مركز الملك سلمان للإغاثة قام من خلال مركز الأطراف الصناعية بمحافظة مأرب في اليمن بتركيب 305 أطراف صناعية لأكثر من 195 ضحية تعرضت لبتر بأحد الأطراف؛ بسبب هذه الألغام التي لا تفرّق بين ضحاياها؛ فهي تستهدف النساء والأطفال الذين يشكّلون أغلب ضحاياها.

وأردف: قام المركز بتوفير العلاج والتأهيل اللازم لعدد كبير من المصابين الذين تراوحت أعمارهم ما بين 12 و72 عاماً، وبلغ عدد المصابين الذين تلقوا العلاج في مركز الأطراف بمأرب خلال المرحلتين الأولى والثانية 11 سيدة، و12 طفلاً و346 رجلاً، حيث مازالت المرحلة الثانية مستمرة إلى هذا اليوم، مؤكّداً أنّ المملكة قدمت خلال السنوات الثلاث الماضية مساعدات لليمن بقيمة تجاوزت 11 مليار دولار أميركي، تنوّعت بين مساعدات إنسانية وأخرى لدعم اللاجئين، ومساعدات تنموية لدعم الاقتصاد والبنك المركزي اليمني.

من جانبه عبر وزير خارجية الجمهورية اليمنية خالد حسين اليماني عن سروره بحضور هذه الفعالية المهمة التي يطلقها مركز الملك سلمان للإغاثة والخاصة بمشروع نزع ألغام الموت التي زرعتها الميليشيات الحوثية في كل المناطق اليمنية التي وطأتها أقدامهم الشريرة، مقدماً خالص الشكر باسم الحكومة اليمنية والشعب اليمني إلى حكومة المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظهما الله- على ما قدموه ويقدمونه لليمن منذ الانقلاب المشؤوم على السلطة الشرعية، مواصلاً الشكر إلى المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة الدكتور عبدالله الربيعة على إطلاق مشروع نزع الألغام في اليمن، مشروع الحياة في مواجهة مشروع الموت، والذي يضاف إلى سجل الخير والعطاء للمركز تجاه الشعب اليمني، حيث خصص المركز في عامه الأول فقط مبلغ مليار ريال سعودي لإغاثة الشعب اليمني، وتتابعت جهوده الإنسانية لتشمل كل مناطق اليمن من المهرة إلى صعدة ومن سقطرى إلى الحديدة.

وأضاف اليماني: لقد تسبب الانقلابيون الحوثيون من خلال الحرب التي أشعلوها ونتيجة نهبهم لموارد الدولة في المناطق التي يسيطرون عليها بكارثة إنسانية كبيرة، وهم يسعون من وراء تردي الوضع الإنساني لتحقيق مآرب سياسية وحشد الرأي العام العالمي ضد التحالف العربي والحكومة الشرعية بهدف تثبيت الانقلاب وفرض الأمر الواقع،ودعا وزير الخارجية اليمني الحكومة الشرعية وتحالف دعم الشرعية للمجتمع الدولي والمنظمات الدولية وخاصة الأمم المتحدة لمساعدة الحكومة اليمنية في التخلص من الألغام من خلال تبني مشروعات مماثلة وبصورة خاصة مسح الألغام التي زرعها الانقلابيون في الممرات المائية الدولية جنوب البحر الأحمر، داعيًا في نفس الوقت المجتمع الدولي لإدانة الميليشيات الانقلابية لانتهاكها القانون الدولي الإنساني واستمرارها في زراعة الألغام العشوائية ومحاسبة مرتكبي تلك الانتهاكات والجرائم.

ومن جهته قال الأمين العام للمنظمة الدولية للحماية المدنية الدكتور فلاديمير كوفشينهوف في كلمته إننا نجتمع اليوم من أجل قضية مهمة وهي مخاطر الألغام وعلى وجه الخصوص الألغام التي سرقت حياة الكثير في اليمن وغيرها من الدول بما فيها ليبيا وسورية والعراق، مبيّناً أنّ الألغام ومنذ ابتكارها شكلت خطرًا كبيرًا وصعبًا على حياة البشرية وهذا الخطر ليس محصورًا على عناصر المليشيات فقط بل للأسف على المدنيين، وفي بعض الأحيان تتسبب الألغام في بتر الأطراف وقد تحرم شخصا من عائلته أو تسلب حياة عائلة بأكملها، وفي كل الحالات فإن الألغام ومن دون شك سبب في المآسي والأحزان.

وتابع : الآن أكثر من أي وقت مضى يجب علينا -نحن المؤسسات المكلفة بتقديم المساعدة وتوفير الحماية- بأن نلبي مستوى توقعات العالم وأن نقدم نتائج وتوصيات ملموسة بخصوص سبل تحسين آليات مكافحة الألغام في اليمن وغيرها من الدول.

ونوه المسؤول الدولي بالمملكة ممثلة بمركز الملك سلمان للإغاثة الذي أسهم مساهمة كبيرة في الجهود الرامية لحماية المدنيين وتخفيف معاناتهم الجسدية والنفسية الناتجة عن الألغام، مفيدًا أننا في المنظمة الدولية للحماية المدنية وبالتماشي مع اختصاصنا للعمل على حماية المجتمعات من الكوارث الطبيعية والكوارث الناتجة عن عمل الإنسان مستعدين للانضمام إلى جهود تحسين حماية المدنيين في اليمن من الدمار الناتج عن الألغام. وقد تجول المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة د. عبدالله الربيعة على أجنحة المعرض المصاحب للمؤتمر يرافقه عدد من مسؤولي المركز وضيوف الحفل والحضور الكريم واستمع لشرح وافٍ من مسؤولي الأجنحة عن محتوياته، وقد أبدى معاليه سعادته بما شاهده.