منح الاتحاد العالمي للسلام المبتعثة السعودية نور الريس جائزة الإنجاز للشباب تقديراً لجهودها في مجال الأمن السيبراني، واستضاف حفلة التكريم التي أقيمت في مقر مجلس العموم البريطاني الأسبوع الماضي عضو البرلمان توم باراك.
وحظيت الريس بدعم من جامعتها سيتي يونيفيرستي تقديراً لإمكاناتها العلمية إذ تم منحها تأشيرة خاصة من الحكومة البريطانية بعد أن أنهت دراسة الماجستير ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي وذلك من أجل إنجاز مشروع Alien Security نظراً لما يشكله من أهمية في الأمن السيبراني.
وقد بدأت المبتعثة الشابة في تلمس الطريق نحو تحقيق حلمها الذي كان يراودها بمواصلة الدراسة في الأمن «السيبراني» وهي على مقاعد الدراسة الجامعية (تخصص نظم المعلومات)، ولا سيما بعد أن أصبح هذا المجال متطلباً من متطلبات العصر، وباتت الحاجة إليه ملحة في ظل الهجمات الإلكترونية التي تواجهها دول العالم، ومؤسساته والمجتمعات الإنسانية ومنها المملكة، فيما تعكف حالياً على استكمال مشروعها المتعلق بأمن المجتمعات والمتمثل في شركة alien security المتخصصة في هذا المجال والتي تقدم خدماتها للجهات والمنظمات والدول لحمايتها من الاختراق والهجمات الإلكترونية والتصدي للإرهاب.
هجوم معلوماتي
وعن مشروعها، أوضحت نور الريس أنّها تختص بتقديم خدمات أمنية في مجال الأمن “السيبراني” لتوفير حلول الحماية، مضيفةً: “الأمن السيبراني ليس متعلقاً بالتقنية فقط! إنما يمتد إلى الإدارات والأفراد، أيضاً المنظمات بحاجة إلى تهيئة العاملين فيها إلى كيفية التعامل مع أي هجوم معلوماتي متوقع وسبل معالجته”، مبينة أنّ أي منظمة قابلة للاختراق، وأي “هاكر” له قدرة أن يدمر شركة إلكترونياً في حال كان لديه الوقت الكافي والخبرة اللازمة.
وأبانت أن بعض الشركات تظن أنها بعيدة عن الخطر كونها صغيرة أو أنها غير معروفة، لكنهم لا يعلمون أن عدداً كبيراً من المخترقين يستهدفون هذه الشركات الصغيرة، لأن عملية اختراقها أسهل وأسرع أكثر من نصف الشركات الصغيرة في بريطانيا فقط وقعت ضحية لهجمة إلكترونية العام الماضي ناهيك عن باقي الدول، مشيرة إلى أن نتائج الهجمات الإلكترونية كارثية، وبعضها يتطلب حلولاً أقوى من الحلول التقليدية.
وأكدت أن (60 %) من الشركات متوسطة إلى صغيرة التي وقعت ضحايا لهجمات تواجه الآن مشكلات كبيرة من ضمنها تحملها مبالغ طائلة لإصلاح الضرر، إلى جانب تأثر سمعتها وفقدان الثقة بين عملائها، وربما تتوقف الشركة إن لم تجد الحلول الناجحة والعاجلة.
أساليب المخترقين
وعن أساليب المخترقين قالت: “عادة المجموعات الإرهابية التي تقوم بالاختراق تعمل في خانة (الدارك ويب) ويعتمد تنفيذ هذه الهجمات على أهداف المخترق فإما تكون مادية أو أهدافاً أخرى مثل بناء سمعة سيئة في الويب المظلم وغيره، وبعض الهجمات تأخذ وقتاً طويلاً لتنفيذها، والبعض الآخر لا يتجاوز بضع ساعات فقط، وذلك يعتمد على ما قوة هذه المنظمة وحجمها ودرجة مهارة المخترق”.
وأضافت: “مشروع تخرجي من الماجستير كان يعمل على الدخول إلى الشبكة المظلمة ويسحب المعلومات ويحللها بواسطة الذكاء الاصطناعي ثم يعطيك مؤشرات تفيد الجهات عن درجة ونوع الجرائم الإرهابية ونشاطها، وتصنيفها حتى يسهل التصدي لأي نوع من الجرائم الإلكترونية”.
خطوة رائدة
ونوّهت نور الريس أنّها تسعى من خلال مشروعها إلى إيجاد بيئة افتراضية مسالمة خالية من الهجمات الإلكترونية، “على رغم صعوبة الوصول إليه 100 %، إذ إن معظم الدول ومن بينها بريطانيا والمملكة لم تسلما من الهجمات، وبعضها واجه الكثير منها وخلف ضحايا، لكن نحاول بجهودنا وخبراتنا التصدي لها”؛ لأن الاهتمام بالأمن «السيبراني» في أي مجتمع خطوة رائدة للمحافظة على أمنه واستقراره في ظل الاستخدام المترامي للعالم الرقمي.
ولفتت إلى أنّ الفضاء الإلكتروني وسيلة مهمة ويتطلب جنوداً تقوم بحمايته في أية دولة، والأمر كذلك يندرج على ما يتعرض له الأطفال وصغار السن في وسائل التواصل الاجتماعي من اختراق لعالمهم الإلكتروني، وما يتطلب من القائمين عليهم من جهود لحمايتهم، والتقليل من المشكلات المترتبة على ذلك.
ولفتت الريس إلى أهمية التحاق الشباب السعودي من الجنسين بهذا المجال ودراسته لأهميته وضرورة إيجاد كوادر بشرية قادرة ومؤهلة على التعاطي فيه وسد الحاجة، مشيرة إلى أنها تتابع باهتمام النشاط داخل المملكة تصدياً للجرائم السيبرانية في صورة لفتت الأنظار في أوروبا وأميركا.
جهود الملحقية
وحول تمديد مدة التأشيرة الخاصة بها، أوضحت الريس أن مثل هذا الإجراء معمول به في بريطانيا إذ يتم اختيار 10 من كل 1000 طالب قدموا أفكاراً ومشروعات إبداعية يتم اختيارهم من خلال منافسة تتضمن إجراءات معقدة، وتشير إلى الجهود التي بذلتها الملحقية الثقافية في السفارة السعودية والتي تقول عنها: “الملحقية كانت تبدي حرصاً ودعماً كبيرين الأمر الذي عزز من قدراتي وإصراري على إتمام المشروع وتقديمه كعرفان لوطني”.