حذر خبير في علم النفس، من مغبة ترك الأبناء دون متابعة عند دخولهم مواقع الألعاب الإلكترونية المتوفرة على شبكة الإنترنت والأشخاص الذين يتواصلون معهم ويستغلون الأطفال جنسياً أو فكرياً، مؤكداً أن تمكن الجهات الأمنية من القبض على شاب متهم باستغلال الأطفال جنسيًا عبر ألعاب البلاي ستيشن والذي يطلق عليه اسم “طمبق” له نجاح آخر للجهات الأمنية من خلال جهات أمن المعلومات.

وأكد د. سلمان السبيعي، أستاذ علم النفس بجامعة حفر الباطن، لــ “الرياض”، أن دور الأسرة مهم عند ملاحظة تغير سلوك الأطفال ومنها العزلة مع الأجهزة، وقضاء ساعات طويلة عليها، وظهور السلوك العدواني وبعض الألفاظ غير المألوفة في المنزل، وتطور بعض الأفكار اللاعقلانية، وعدم تناول الأكل، محذراً في ذات السياق، من جلوس الطفل على تلك الأجهزة لمدة 90 يوماً وبمعدل ثلاث ساعات يومياً فهذا الوقت كفيل بتدمير الذاكرة لديه ويصبح خطراً على حياته وحياة أسرته.

وبين د. السبيعي، أن طول فترة الصيف وغياب المحضن للأطفال ببرامج ماتعة مشكلة تواجهنا حالياً، مطالباً في الوقت نفسه بمشروع وطني توعوي للتصدي لهذه الظاهرة “الألعاب الإلكترونية” من جميع الجهات، وتقديم دراسات تفصل هذه الظاهرة وأبرز الحلول والتي تعتمد على المقابلات المباشرة، وإدخال أطفالنا في برامج إرشادية مثل الإرشاد الجمعي وتغير السلوك غير المرغوب فيه إلى سلوك مرغوب فيه.

وقال إن المتحرشين ومغتصبي الأطفال خطر وشر مستطير لذلك تخضعهم القوانين في بعض الدول مثل أميركا للإعلان عن أماكن تواجدهم في الأحياء بقوائم يمكن الوصول إليها لمن يرغب.

ونصح د. السبيعي، الأسر التي لديها أبناء يلعبون الألعاب الإلكترونية على المواقع الإلكترونية مباشرة “أون لاين”، أن لا يحرصوا أبداً على شراء سماعات لأبنائهم يتواصلون فيها مع اللاعبين الآخرين، فهناك عينات تستغل الأطفال وتنتهك أعراضهم وتدمر نفسياتهم ويتركونهم للمجهول، لافتاً إلى أن بعض هؤلاء الأطفال الذين تعرضوا للانتهاكات إما ينتحرون أو يخرجون للمجتمع معتلين نفسياً.

فيما أشار حمود الخالدي المحامي والمستشار القانوني لــ “الرياض”، إلى أن نظام مكافحة جريمة التحرش يهدف للحيلولة دون وقوعها، وتطبيق العقوبة على مرتكبيها وحماية المجني عليه أياً كان، وذلك صيانة لخصوصية الفرد وكرامته وحريته الشخصية التي كفلتها أحكام الشريعة الإسلامية والأنظمة، وذلك في كل قول أو فعل أو إشارة ذات مدلول جنسي، حيث جاءت عقوبة التحرش وفقاً للمادة السادسة فقرة ب من النظام نفسه والتي نصت على أن تكون عقوبة جريمة التحرش السجن لمدة لا تزيد على خمس سنوات، وبغرامة مالية لا تزيد على ثلاثمائة ألف ريال، ‏إذا كان المجني عليه في جريمة التحرش طفلًا، أو من ذوي الاحتياجات الخاصة.

وقال الخالدي، إن الواجب على الجميع حال معرفته بوجود تحرش في وسائل التواصل الاجتماعي أو عداها، أن يقوم بما نصت عليه المادة الثالثة فقرة ب من النظام نفسه: لكل من اطلع على حالة تحرش إبلاغ الجهات المختصة، لاتخاذ ما تراه ….. ) ، ليعلم الجميع أنهم مضطلعون بدورهم في البلاغ كل في مكانه وكل على حسب قدرته.

وأبدى المحامي الخالدي شكره للجهات الرسمية ذات العلاقة وعلى رأسها النيابة العامة ومقام وزارة الداخلية في التحرك السريع والمباشر بما يساهم في الحد من مثل هذه الجرائم الخطيرة المستغلة لأبنائنا وبناتنا جنسياً، بما يملكون من أدوات رصد ومتابعة يكون لها الفضل في تتبع من تسول له نفسه العبث.

وأكد الخبير التقني خالد الذوادي، أن هناك عدة تطبيقات تربطها بجهاز الألعاب الإلكترونية لأبنائك يمكنك من خلال متابعة محادثاتهم، بالإضافة إلى ضرورة التأكد من الألعاب التي يمارسها أبناؤك ومدى خطورتها.