ابعاد الخفجى-سياسة:
لجأت المعارضة السورية، لمجموعة أصدقاء الشعب السوري، للضغط على نظام دمشق، للقبول بتنفيذ الهدنة، التي عرضتها قبل حوالي 48 ساعةً مضت، لوقف ما تصفه بـ”الكارثة” التي تلوح في أفق بعض المدن السورية المحاصرة على الأقل خلال شهر رمضان الحالي.
ومن داخل الأراضي السورية، أعلن رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد الجربا، مطالبته أصدقاء الشعب السوري، للضغط على النظام والقبول بتطبيق الهدنة، التي تبناها بُعيد توليه رئاسة الائتلاف بحوالي ثلاثة أيام.
وأرجع الجربا الذي تحدث في تصريحات صحفية، على خلفية زيارته للمدن السورية المحاصرة، السبب في لجوئه لأصدقاء الشعب السوري، إلى كون حمص تتعرض لما وصفها بـ”الكارثة”.
قال المسؤول الإعلامي لقوى الثورة والمعارضة السورية، خالد الصالح، إن هذا التحرك الذي اتجهت له قوى المعارضة، يأتي من منطلق الحرص على دماء السوريين، أو كما قال “نحن نحرص على حياة السوريين، أما المقاتلون، فنحن ندرك أن مقاتلي الجيش الحر لديهم القدرة على المواجهة”.
وأكد الصالح، على ثقته بأن “الفاتورة البشرية” ستكون باهظةً، لما اعتبره تعنت النظام المقرون بالأفعال، ومن هنا طالب الصالح أصدقاء الشعب السوري بـ”الضغط على حلفاء النظام السوري، على الأقل للسماح للمدنيين بالخروج في المناطق المحاصرة، ومن ثم يفعل ما يشاء، ونسعى في ذات الوقت ونتأمل من أصدقائنا أن يتم الضغط على روسيا التي تدعم الأسد بشكلٍ أعمى، وإيران التي غزت أرضنا بشكل واضح وصريح لمساندة نظام بشار الأسد”.
ولم يأخذ نظام دمشق، مبادرة الجربا، أو إعلانه عن هدنة ووقفٍ لإطلاق النار، على الأقل خلال شهر رمضان فقط، على محمل الجدية، حيث واصلت قوات النظام قصف أجزاء من العاصمة، فيما لا تزال تطبق حصارها على حمص، وتواصل قصفها للمدينة، التي قال عنها الجربا “إنها تعاني “كارثة”.
ويبدو أن الثوار ومقاتلي المعارضة، لم يُعيروا الهدنة التي أعلنت عنها المعارضة السورية على لسان رئيسها، على اعتبار أن النظام سبقت تجربته، في عدة مناسبات دينية، كان آخرها رمضان الماضي، حين خرقت قواته اتفاق هدنةٍ تم بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام.
يأتي ذلك فيما أخذ الجيش الحر، بتنفيذ معركة “رمضان شهر الجهاد والنصر” في حلب، فيما لم تغب العاصمة دمشق عن المشهد، وهي التي نفذ على أراضيها الحر من جانبٍ آخر، معركة أطلق عليها “عاصفة الجنوب”، فيما طالت نيران قوات النظام مخيمي اليرموك وفلسطين، وهما مخيمان تابعان للجالية الفلسطينية في سورية.
وشهدت حمص المحاصرة أيضاً، قصفاً عنيفاً من قبل قوات النظام لليوم الثاني عشر على التوالي، فيما تطبق قوات النظام حصارها على مداخل ومخارج المدينة التي تعاني نقصاً في الخدمات لا سيما الأغذية مع دخول شهر رمضان الفضيل.
في غضون ذلك، تواجهت الآراء الأميركية والروسية مع بعضها بعضا، ما بين من يضع تأكيداتٍ عن امتلاكه أدلة على استخدام قوى المعارضة لأنواع من الأسلحة الكيماوية المحظورة، وما بين رافضٍ لتلك الأدلة ويشكك في صحتها.
وعرضت موسكو أول من أمس، ما قالت إنه أدلةً على استخدام قوات المعارضة السورية لأسلحةٍ كيماوية في بعض المناطق السورية، فيما رفضت واشنطن في المقابل ما أسمته روسيا بالأدلة، في مشهدٍ يُعيد نفسه، حين قالت الإدارة الأميركية مُسبقاً إن لديها أدلةً تفترض لجوء نظام الأسد للسلاح الكيماوي، وهو الأمر الذي سرعان ما عارضته وشككت في مصداقيته موسكو، التي جاءت الآن بإعادة ذات المشهد، وبادلته واشنطن بذات الرد الروسي آنذاك.
وجاء الإعلان الروسي، بُعيد مطالبة مندوب سورية في الأمم المتحدة بشار الجعفري، من الأمم المتحدة بإرسال فرق تفتيش ومراقبةٍ لبلاده، وهو ما كانت دمشق ترفضه جملةً وتفصيلاً فيما مضى.