نفذت شركة كيان السعودية للبتروكيميائيات “كيان” التابعة لـ”سابك” وعودها بقدرتها على التغلب على مشكلاتها التي واجهتها في أصعدة التشغيل والإنتاج والمبيعات والخسائر المتتالية منذ بدء تشغيلها التجاري في أكتوبر 2011، حينما طمأن مسؤولو الشركة بأنها قادرة على مواجهة التحديات وتحقيق العائد المرجو من هذا الاستثمار الضخم، حيث بدأت بالتحول من الخسائر إلى تحقيق الأرباح تدريجيا في نتائج التسعة أشهر لعام 2016 بأرباح ضعيفة بلغت 60.48 مليون ريال، إلا أن الشركة وعدت بكل ثقة بمضيها قدماً لتحقيق أكبر الأرباح من خلال رفع كفاءة الأداء وتصعيد الطاقـات الإنـتاجية إلى أن تصل إلى مستوياتها المخططة والمستهدفة، لتنجح الشركة أخيراً في تحقيق نتائج تاريخية غير مسبوقة للنصف الثاني 2018، حيث سجلت أكبر صافي ربح منذ تأسيسها بلغ 1341.2 مليون ريال وذلك بالرغم من ارتفاع متوسط تكلفة اللقيم، حيث تختلف الشركة عن غيرها من شركات البتروكيميائية في المملكة باعتمادها على غاز البيوتان بنسبة تفوق 80 % وهو اللقيم الأساس لعملية الإنتاج وتتغير أسعاره بتغير أسعار النافتا المرتبطة بأسعار البترول وظروف السوق في الوقت الذي تعتمد فيه المصانع البتروكيميائية الأخرى بالمملكة على لقيم الإيثان الذي لا تقارن تكلفته بتكلفة لقيم البيوتان.
وساهم في تحقيق هذه النتائج الباهرة نجاح الشركة في التحكم في تحسن الأداء التشغيلي لمعظم مصانعها بعد تنفيذها مشروع فك الاختناقات وخروجها من أعمال صيانة موفقة شملت مصنع الأوليفينات الذي توقف لمدة 41 يوماً لتنفيذ الأعمال النهائية لمشروع فك الاختناق لزيادة الطاقة الإنتاجية للإيثيلين بما لا يقل عن 93 ألف طن سنوياً، ومصنع جلايكول الإيثلين/ أوكسيد الإيثيلين الذي توقف لمدة 46 يوماً، لتنفيذ الأعمال النهائية لمشروع فك الاختناق لزيادة الطاقة الإنتاجية لأوكسيد الإيثيلين النقي لاستيعاب ما لا يقل عن 61 ألف طن سنوياً. وتوقفت عدة مصانع مرتبطة شملت مصنع البولي كاربونات لمدة 56 يوماً، ومصانع الفينوليك لمدة 31 يوماً، ومصنع الأمينات لمدة 53 يوماً، ومصنع الإيثوكسيليت لمدة 49 يوماً، حيث أنجزت أعمال الصيانة بنجاح مما ساهم في تحسين كفاءة وكمية الإنتاج وزيادة الكميات المنتجة والمباعة المتزامنة مع ارتفاع في متوسط أسعار بيع المنتجات مما دعم حظوظ الشركة. وأتت الأرباح الكبيرة مدعومة بإمدادات مصنع الكيميائيات الزيتية الجديد الذي دشن في مجمع الشركة كأول مصنع من نوعه بالشرق الأوسط بتكلفة 790 مليون ريال، ويضم وحدة لإنتاج الأحماض، ووحدة المواد الشمعية، ووحدة الهدرجة، ووحدة تجزئة وتقطير الكحول الطبيعي، فضلاً عن خط متكامل لإنتاج الجليسرين لخدمة قطاعات صناعة الأطعمة والمشروبات، والرعاية الشخصية، والمستحضرات الصيدلانية وغيرها من التطبيقات الصناعية.
وتبلغ الطاقة التصميمية السنوية للمصنع 83 ألف طن من الكحول الطبيعي المقطر، لإنتاج مختلف المركبات شائعة الاستخدام في مجالات النظافة، وغسل الملابس، والمواد المضافة للبلاستيك ومستحضرات التجميل والرعاية الشخصية، وغيرها من الصناعات البلاستيكية.يذكر أن شركة “كيان السعودية” أكبر مشروع صناعي في العالم يشيد دفعة واحدة بلغت حجم استثماراته 46 مليار ريال ويتمتع بخصوصــية فريدة في وحداته الإنتاجية ومصانعه ومرافقه ويضم أكبر مصنع لإنتاج الإيثيلين باستخدام لقيم الإيثان والبيوتان في العالم، وأول مرفق لتصنيع وإنتاج الفينولات في الشرق الأوسط، وأول مصنع للأمينات في الشرق الأوسط، وأول مصنع بولي كاربونات في الشرق الأوسط، وثاني أكبر مصنع في العالم، وأول مجمع بتروكيميائيات في المملكة يعتمد على النفط الخام في إنتاج البخار في المرافق المساندة لعمليات التشغيل في المصانع، وأكبر وحدة لتبريد ماء البحر بتقنية الحلقة المغلقة في منطقة الشرق الأوسط، وأكبر أبراج تبريد في مصنع بتروكيميائيات في المملكة.