يعد مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشـريف بالمدينة المنورة، مرجعاً موثوقاً في خدمة كتاب الله تعالى طباعةً أو تسجيلاً بالروايات وعناية بعلوم القرآن الكريم وتفسيره وترجمة معانيه، ويأتي إنشاؤه اضطلاعاً من المملكة بدورها الرائد في خدمة الإسلام والمسلمين، حيث يراعى في اختيار إصداراته المطبوعة أو المرتلة، وإنتاجها، وتوزيعها المواءمة بين حاجات المسلمين إليها، والاستفادة القصوى من الإمكانات الكبيرة لديه، من خلال التجهيزات الحديثة، والإمكانات المتقدمة.
ويعمل المجمع على الوفاء باحتياجات المسلمين في داخل المملكة وخارجها من إصدارات المجمع المختلفة، ونشر إصدارات المجمع على الشبكات العالمية وفق سياسات، أبرزها استمرار إنتاج إصدارات المجمع المطبوعة والمرتلة بمختلف الروايات المشهورة وبأعلى مستويات الدقة مع ما يتطلبه ذلك من إعداد ومراجعة علمية، والاستمرار في توزيع الإصدارات على المسلمين في مختلف أنحاء العالم، وتقديم هدية خادم الحرمين الشريفين السنوية لحجاج بيت الله الحرام.
وقد حرص المجمع منذ وقت مبكر على تطوير الخدمات التقنية التي تعنى بالمصحف الشريف ليستفيد منها القراء والدارسون والمهتمون من المسلمين من مختلف دول العالم، حيث أطلق المجمع ثلاثة عشر موقعاً متخصصاً للقرآن الكريم على شبكة الإنترنت بسبع لغات عالمية، كما دعمت المكتبة العربية بموقع إلكتروني متخصّص في الخطوط الحاسوبيةِ التي تخدِم نَصَّ المصحف الشريف بمختلف رواياته، وخطا المجمع خطوات واسعة نحو تطبيق الحكومة الإلكترونية في أعماله، فتم ربط مختلف إداراته وأقسامه بشبكة داخلية، وأعد أنظمة حاسوبية لمختلف أعماله، كما تكونت في المجمع لجان مختصة للنهوض بالأعمال العلمية والفنية المتصلة بتشغيل الموقع الإلكتروني العام، حيث أنجزت جميع مواد الموقع بست لغات تشمل العربية والإنجليزية والفرنسية والإسبانية والأردية والإندونيسية والهوسا، تحقيقاً للأهداف التي أنشئ المجمع من أجلها وتلبية لازدياد حاجة العالم الإسلامي إلى المصحف الشريف، وترجمة معانيه إلى مختلف اللغات التي يتحدث بها المسلمون.