تسعى البنوك المركزية في كثير من دول العالم إلى تحقيق الشمول المالي بسن القوانين والتشريعات التي تهدف إلى تشجيع البنوك على توسيع نطاق خدماتها لتشمل فئات مثل ذوي الدخل المحدود وسكان المناطق النائية الذين لا يملكون حسابات بنكية وأصحاب المشروعات الصغيرة التي لا تثير مبيعاتها شهية البنوك. وفي حقيقة الأمر، فإن إقناع هذه الفئات بالانخراط في النظام المصرفي وتشجيع البنوك على احتضان تلك الفئات، يعد أمراً صعباً في ظل الأنظمة المصرفية التقليدية.
وتشير الدراسات إلى أن 35 % من البالغين في دول جنوب آسيا والشرق الأوسط وأميركا اللاتينية هم حالياً خارج النظام المصرفي وأن ما يقارب 75 % من ذوي الدخل المحدود لا يملكون حسابات بنكية إما لصعوبة الإجراءات البنكية أو لفرض البنوك إيداع مبلغ معين لفتح الحسابات أو لأنهم يعيشون في مناطق نائية يصعب فيها الوصول للبنوك وبالتالي لا يرون جدوى من فتح حسابات بنكية لصعوبة الاستفادة من الخدمات.
ومع تطور التقنيات المالية (الفنتك) أصبح تحقيق الشمول المالي أسهل من أي وقت مضى فأصبح بالإمكان دمج هذا الفئات بسهولة عبر تطبيقات على الهواتف الذكية تقدم لهم خدمات مالية (رقمية) بشكل شبه مجاني ويمكنهم من خلال إنشاء حساب وتوثيق الهوية عبر تقنيات البلوكتشين أو بعض الأنظمة الحكومية مثل (أبشر) دون الحاجة لزيارة الفرع ومن ثم الانخراط في النظام المصرفي وإتمام عمليات الدفع وتحويل الأموال بشكل إلكتروني سواء كان من أصحاب المشروعات الصغيرة أو من ذوي الدخل المحدود أو حتى من سكان المناطق النائية، فكل ما يحتاجه المستخدم هو هوية سارية المفعول وهاتف ذكي واتصال شبكة الإنترنت.
الجدير بالذكر أن هذه التطبيقات ستكون متاحة قريباً في المملكة العربية السعودية كجزء من مبادرات خطة تطوير القطاع المالي 2020 لتحقيق رؤية المملكة 2030 وتعكف حالياً شركة يونيقلف السعودية على تطوير حلول دفع رقمية مبتكرة بعقول سعودية ومعايير عالمية لا تحتاج حتى للاتصال بالإنترنت ما يسمى بتقنية zero connectibity والتي تستهدف دمج الفئات المذكورة بشكل رئيس لسد الفجوات والمساهمة في تحقيق الشمول المالي.