أشارت تقديرات دولية إلى انخفاض صادرات النفط الخام الإيراني من متوسط 2.6 مليون برميل يومياً في أبريل 2018م إلى 1.5 مليون برميل يومياً في سبتمبر الماضي بانخفاض بلغ مقداره 1.1 مليون برميل يومياً.
وتأتي هذه التقديرات وسط قناعة بين أوساط الخبراء والمحللين بمتانة الأسواق وقدرتها في المحافظة على اتزانها، وبقاء مؤشرات أسعار النفط تتأرجح ما بين 75 – 85 دولاراً للبرميل غير مستبعدين وصولها لسقف المئة دولار قبل نهاية العام الحالي 2018م شريطة وجود خفض كبير في الإمدادات النفطية للأسواق بمقدار 2 مليون برميل يومياً واستمرار الاضطراب في ليبيا وإنتاج فنزويلا وعجز حلفاء النفط عن الوفاء بسد العجز في الأسواق العالمية.
وأوضح خبير نفطي لـ «الرياض» أن المستويات الحالية للأسواق النفطية تؤكد متانتها، لا سيمّا أن مستوى المخزون النفطي في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية حسب أرقام شهر يوليو 2018م هي 43 مليون برميل أقل من متوسط السنوات الخمس الماضية. وقال الدكتور محمد الشطي توضّح توقعات سكرتارية الأوبك التي صدرت سبتمبر الماضي بعض الحقائق حول تطورات السوق النفطية، حيث يتضّح عبر إجراء مقارنة بسيطة حول التوقعات للربع الرابع من العام 2018 ومقارنتها مع الفترة ذاتها من العام 2017 م تنامي الطلب العالمي على النفط بمقدار 1.6 مليون برميل يوميا، كذلك تنامي الإمدادات النفطية من خارج دول منظمة الأوبك وسوائل الغاز بمقدار 1.4 مليون برميل يوميا، المطلوب هو رفع إنتاج الأوبك بمقدار 200 ألف برميل يوميا علماً أن إنتاج منظمة الأوبك حسب توقعات النشرة النفطية المتخصصة بتروليوم انتلجنس ويكلى 32.6 مليون برميل يوميا لشهر سبتمبر 2018 وإنتاج ليبيا عند 1 مليون برميل يوميا بينما يستمر انخفاض إنتاج إيران من 3.8 ملايين برميل يوميا في شهر أغسطس 2018 إلى 3.5 ملايين برميل يوميا في شهر سبتمبر 2018 أي انخفاض بمقدار 300 ألف برميل يوميا، كما تقدر بتروليوم انتلجنس ويكلى انخفاض صادرات النفط الخام من إيران من متوسط 2.6 مليون برميل يوميا في شهر أبريل 2018 إلى 1.5 مليون برميل يوميا في شهر سبتمبر 2018 يعني خفضا مقداره 1.1 مليون برميل يومياً، وهذه الصورة التي ترسمها سكرتارية الأوبك لأسواق النفط خلال الربع الرابع ليست بالنقص الكبير الذي يمكن أن يدفع الأسعار إلى مستويات تفوق الـ 85 دولاراً للبرميل خلال الربع الرابع من 2018م . وتابع الدكتور الشطّي قائلاً عند إجراء مقارنة لتوقعات سكرتارية الأوبك للربع الأول من العام 2019 مقارنةً بالربع الأول من العام 2018 م يتضح تنامي الطلب على النفط في العالمي بمقدار 1.4 مليون برميل يومياً، بينما يرتفع حجم الإمدادات النفطية من خارج دول منظمة الأوبك وسوائل الغاز بمقدار 2 مليون برميل يوميا، أي ما يغطي ويفوق حجم الزيادة في الطلب وبالتالي لا يعطي مجالا للأوبك للزيادة في المعروض خلال تلك والفترة وفي حال غياب أي تطورات في هذه الصورة ستتضّح ضغوط على الأسعار خلال الربع الأول من العام 2019م، كما أنه لا خلاف حول وجود ظروف جيوسياسية وأخرى فنية أسهمت بشكل كبير في نشوء مخاوف حول إمدادات النفط ومدى كفايتها، لذلك وجدنا إقبالاً من بيوت الاستثمار، وارتفعت الأسعار وكسر نفط خام الإشارة برنت حاجز 85 دولاراً للبرميل، ولكن يسود الاعتقاد بين المراقبين في أسواق النفط بقاء حركة أسعار نفط خام الإشارة برنت ضمن نطاق سعري 75 – 85 دولارا للبرميل وهو ما يعادل 70 – 80 للنفط الخام الكويتي. وختم حديثه قائلاً يلاحظ العديد أن هناك تغيرا وقبولا للتوقعات عند عدد من البيوت التجارية والبنوك أن الأسعار قد تكون مرشحة للوصول لسقف المئة دولار، ولكن ذلك مرهون بوجود خفض كبير في إنتاج إيران بمقدار 1.5 – 2 مليون برميل يوميا واستمرار حالة عدم الاستقرار في ليبيا واستمرار خفض في إنتاج فنزويلا وعدم قدرة دول التحالف النفطي على الاتفاق على رفع الإنتاج لتغطية هذا النقص خصوصا مع ارتفاع الطلب على أساس موسمي خلال فصل الشتاء، ويقوم تركيز السوق حالياً على أمرين: تطورات الطاقة الإنتاجية غير المستغلة للمنتجين، حيث الدفع برفع الإنتاج يقلص القدرات الإنتاجية أكثر كما أن مستويات المخزون النفطي تنخفض بأقل من متوسط السنوات الخمس الماضية وحجم خفض إنتاج إيران قد يرتفع بشكل أكثر مما يمكن تغطيته نتيجة الحظر المفروض عليها ورغم ذلك إلا أن الاعتقاد السائد بين مختلف المراقبين هو أن الأسعار لن تصل إلى تلك المستويات.