أوضح رئيس مجلس الشورى الشيخ د. عبدالله بن محمد آل الشيخ، أن مؤسِّس هذه البلاد الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه-، كان له جهود كبيرة في إرساء شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر منذ تأسيس المملكة على يده -رحمه الله- حتى الوقت الحاضر، ثم تتابع أبناء المؤسس -رحمهم الله- من بعده على هذا النهج القويم والمسلك الرشيد في تعزيز شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومؤازرة واحتضان جهاز الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليؤدي دوره وينهض بمسؤولياته في المحافظة على ما تتمتع به هذه البلاد المباركة من صفاء المعتقد، وعلو الفضائل والقيم والأخلاق، ووضوح الغيرة والحياء، فكان من كريم فضل الله أن وفق ولاة الأمر في هذه البلاد المباركة إلى القيام بهذه الفريضة، لما في ذلك من تحقيق أسباب السعادة والفلاح، ومما يؤكد على تلك المعاني الجليلة ما نصت عليه المادة الثالثة والعشرون من النظام الأساسي للحكم بأن «تحمي الدولة عقيدة الإسلام وتطبق شريعته وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتقوم بواجب الدعوة إلى الله». وأكد على أن حكومتنا -وفقها الله وأيَّدها بنصره- قد عرفت أن عِزَّها بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فأسندت الأمور إلى من يقوم بها وآزرتهم وشجعتهم على القيام بواجبهم، وسخَّرت لها كل السبل المعينة على أدائها تحت مظلة مستقلة بالرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وطوعتها لخدمة المجتمع، وما تقوم به الرئاسة من جهد كبير في تطوير أساليب عملها وصور تطبيقاتها لهذه الشعيرة، والعمل على تدريب العاملين في الرئاسة وفي ميادين العمل بما يواكب متطلبات العصر، مما كان له الأثر البالغ والملحوظ في تطوير أداء الهيئة وعزَّز من دورها، حيث يبدو ذلك جلياً من خلال الجهود والتنظيمات التي أحسنت الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في وضعها والحرص على نشرها، واطلاع الآخرين عليها ولعل تنظيم الهيئة هذا المؤتمر «المؤتمر الوطني لمنهج السلف الصالح في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ودور المملكة في تعزيزه»، يُعبِّر عن رغبة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في التعريف بالتجربة السعودية الفريدة في العالم الإسلامي في مجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كعمل مؤسسي لتحقيق مقاصد الشريعة عبر صور من تطبيقات هذه الشعيرة الإسلامية عبر أنظمة وواقع في المجتمع.
وقال د. آل الشيخ: إن «المؤتمر الوطني لمنهج السلف الصالح في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ودور المملكة في تعزيزه»، يسعى للتواصل مع أفراد ومؤسسات المجتمع تجاه عمل الهيئة ومقترحاتهم واقتراح وأفكار ومشروعات وبرامج لتطوير أعمال الهيئة في التعامل مع المنكرات والمخالفات، وإبراز جهود الهيئة واقتراح آليات لرسم شراكة مجتمعية فاعلة، ونحن نتطلع إلى أن تستمر الرئاسة وتتقدم كما عهدناها لخدمة المجتمع والبلاد، وتكون نموذجاً، معبراً بصدق عن رقي وسمو هذه الشعيرة والدين الذي تمثله، وآمل أن يكون هذا المؤتمر إحدى لبنات الخير التي تستهدف فيها الهيئة نفع المجتمع وتلمُّس حاجات أفراده بجهد علمي متزن يسرُّ كل مواطني المملكة والمقيمين فيها، وأرجو أن تستمر هذه اللقاءات في الرئاسة بأدواتها العلمية والمنهجية لما فيه خيرُ ونفع بلادنا من خلال تطوير هذه المؤسسة الحيوية في بلادنا.