ينتظر القطاع السياحي في المملكة مع نهاية الحالي 2018 وفي مطلع العام المقبل على أبعد تقدير إطلاق التأشيرة السياحية، وينتظر القطاع الفندقي على وجه الخصوص فتح مجال التأشيرات لمختلف مناطق المملكة بشروط أكثر تيسيراً من الحقبة الماضية، التي فتحت فيها التأشيرة السياحية لفترات محددة من العام، وقصيرة جداً ولدول معينة، وكانت أعداد السياح وفق الأنظمة السابقة دون تطلعات المستثمرين في مختلف المنشآت السياحية، حيث يأمل أن يكون العدد أضعاف الأعداد في الماضي وعلى مدار العام، وكذلك زيادتهم بشكل تدريجي وفق ما يخدم توجهات المملكة الاقتصادية.
وفي هذا الشأن قال متخصص في الشأن السياحي والفندقي: إن المملكة تمر بطفرة في عدد الغرف الفندقية غير مسبوقة، حيث من المرجح أن العام الحالي شهد افتتاح أكثر من 50 % من المشروعات الفندقية قيد الإنشاء بالمملكة، والتي يبلغ عددها 143 فندقاً، تضم ما يزيد على 27 ألف غرفة فندقية.
وأوضح عبدالرحمن بن محمد الصانع، نائب رئيس لجنة السياحة الوطنية بمجلس الغرف السعودية في تصريح خاص لـ «الرياض» أن عدد الفنادق المرخصة حتى نهاية 2017 وفق أرقام رسمية الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني وصل عددها إلى 1798 فندقاً، والوحدات السكنية المفروشة المرخصة وصلت إلى 5107 شقق مفروشة، وهذا العدد من الغرف الفندقية والوحدات السكنية، يواجه نسب إشغال متوسطة في مكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة وأقل من المتوسطة في باقي المناطق، وخاصة الرياض والمنطقة الشرقية، وبالرغم من أن الرياض تنافس مكة المكرمة في أعداد المشروعات الفندقية الجديدة.
وأضاف أن قرار التأشيرة السياحية وفتح المجال لدول كثيرة وجنسيات متعددة لدخول المملكة والتحرك بمرونة سوف ينعكس إيجابا على النشاط السياحي بالمملكة، وخاصة قطاع الإيواء، وجميع القطاعات المساندة الأخرى مثل النقل والمطارات وشبكات القطار، فضلا عن المطاعم والمدن الترفيهية والمواقع السياحية، وكل ما له علاقة بتنقلات السياح ومزاراتهم.
ويأمل عاملون في تنظيم الرحلات السياحية والإرشاد السياحي، أن يكون لهم حضور أكبر وتوسع في عملهم، مع بدء التأشيرات السياحية الجديدة، حيث يتوقف عملهم حاليا على مجموعات محدودة من زوار المملكة المشاركين في الفعاليات والمؤتمرات والمعارض المختلفة التي تنظم في أغلب مناطق المملكة، ولكن تبقى هذه الأعداد قليلة ولا يحقق مكاسب متواصلة على مدار العام.
وكان صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني قد ذكر في تصريح صحفي في منتصف شهر سبتمبر الماضي، أن إقرار التأشيرة السياحية في المراحل النهائية لدى الجهات المختصة في المملكة، وستقر وفق رؤية جديدة متكاملة.
وكانت مصادر في جهات حكومية، قالت إن التأشيرة ستكون إلكترونية وتشمل جميع الدول المتاح لها زيارة السعودية، وذلك سعياً من المملكة العربية السعودية إلى جذب الزوار الأجانب، في محاولة لتنويع اقتصادها، ووقف الاعتماد على البترول كمورد رئيس للسياحة، كما أن التوسع في مطارات المملكة، وخاصة تدشين مطار الملك عبدالعزيز بجدة هذا العام، وتوقع تشغيله بشكل كامل مع الربع الأول للعام المقبل 2019، وكذلك انطلاق قطار الحرمين بين مكة والمدينة المنورة، والتوسع في زيادة محطات الرياض المتجه للقصيم ومناطق شمال المملكة، سوف يسهم في تسهيل حركة المسافرين لسياح داخل المملكة إلى وجهات متعددة.