تعكف شركة “أرامكو السعودية” حالياً على توسعة إنتاج حقل البري البترولي الواقع جنوب الجبيل مستهدفة زيادة إنتاجه بإضافة 250 ألف برميل يومياً من النفط الخام العربي الخفيف لتصل طاقته الإنتاجية إلى 500 ألف برميل في اليوم بحلول 2023م، في وقت تسعى “أرامكو” جاهدة للمحافظة على الطاقة الإنتاجية القصوى الثابتة لنفطها بما يحقق التوازن بين العرض والطلب العالمي وحاجة مصافيها داخل المملكة وخارجها.
وتمضي “أرامكو” حالياً قدماً في أعمال تشييد وبناء جزيرتي حفر اصطناعيتين بالقرب من الشاطئ على الجانبين الشمالي والجنوبي لميناء الملك فهد الصناعي في الجبيل لدعم جزر الطاقة الإنتاجية في حقل البري. ويمتد موقعا الحفر على مساحة إجمالية تقدر بنحو 616,553 مترًا مربعًا، و263,855 مترًا مربعًا على التوالي.، ومن المتوقع إنجاز المشروع في منتصف عام 2020م. في حين يشمل البرنامج تركيب معمل جديد لفرز الغاز من النفط في جزيرة أبو علي، ومرافق إضافية لمعالجة الغاز في معمل الغاز في الخرسانية لمعالجة 40 ألف برميل من المكثفات الهيدروكربونية المصاحبة لزيادة إنتاج النفط الخام في البري.
ويمتلك حقل بري الذي يقع جزئيا على اليابسة وجزئياً على البحر احتياطيات تزيد على 15 مليار برميل مدعمة بعدد 11 موقعاً لخزن النفط العربي والنفط الخام الإضافي الخفيف ويتم نقل غاز الضغط المنخفض إلى محطة غاز البري في الموقع ذاته. ويتضمن المشروع إنشاء مرفق لمعالجة الغاز لتوسعة مصنع للغاز المرتفع والمنخفض الضغط المرتبط به من حقل النفط ومعمل الغاز في البري.
ويمثل مشروع توسعة حقل البري جزءاً من خطط أرامكو الإستراتيجية للتوسع في إنتاج النفط والغاز والتكرير والكيميائيات تشمل أكثر من 70 مشروعًا رئيسًا قيد التنفيذ، بميزانية رأسمالية تبلغ 414 مليار دولار على مدى الأعوام العشرة المقبلة، وفق ما ذكرته الشركة مؤخراً في مؤتمر دولي حيث أشارت إلى حاجتها لتوسيع شراكتها من شركات الإنشاءات والهندسة لمساندة هذه الجهود التنموية الضخمة.
في وقت يشكل حجم العمل في مشروعات أرامكو السعودية في الفترة بين 2019 – 2021م ثلاثة أرباع المشروعات الحالية تقريبًا في قطاع الزيت والغاز والبتروكيميائيات، في حين تتركز المشروعات الأخرى في قطاع البنية التحتية المدنية. وتسعى هذه المشروعات الرأسمالية إلى إدخال تحسينات على المرافق البحرية والبرية، ومعامل الغاز في الشركة وغيرها، مثل مرافق الزيت في منيفة وخريص، ومعمل الغاز في واسط، بالإضافة إلى معمل سوائل الغاز الطبيعي في الشيبة، ومعمل الزيت والغاز في الخرسانية.
وتتزامن توسعة حقل البري مع توسعة منطقة الأعمال الجنوبية والتي تشمل توسعة طاقة معالجة الغاز في معملي حرض والحوية بطاقة أكثر من مليار قدم مكعبة يومياً من الغاز الوارد من حقل الغوار بالأحساء وهو أكبر حقول النفط في العالم وكذلك حقل البري القريب من مصانع الجبيل وتشمل بناء وحدات لضغط الغاز في حرض وتوسعة وحدات حقل غاز الحوية والأعمال الإنشائية المصاحبة للمشروع. وأحرزت “أرامكو” تقدماً في أهم مرحلة في المشروع المتمثلة في إطلاق أعمال الحفر لتنفيذ البرنامج في منطقة الأعمال الجنوبية وصبّ الأساسات لوحدات ضغط الغاز ومن المخطط إنجاز المشروع بصورة نهائية عام 2021.