شهد ملتقى ألوان السعودية السابع هذا العام حضورا بارزا للمختصين في صناعة السينما العالمية ممن لديهم خبرة واسعة في إسرار هذه الصناعة المتجددة والمواكبة للتطور التقني العالمي في مختلف المجالات.
وقد شهدت الجلسة الثانية في اليوم الاول للجلسات العلمية المصاحبة للملتقى، حضور خبير المؤثرات والخدع البصرية الفنية الألماني كريستوفرروث، والذي استهل مشاركته بعرض مميز ومثير للمؤثرات التقنية في عالم السينما العصرية ، التي تعتمد على بشكل واسع على تقنيات تدمج الخيال الواسع بالواقع المعاش، وأبرز من خلال هذه المقاطع المعروضة أهمية التركيز على أدق التفاصيل في بيئة العمل الفنية ودراسة طبيعة وأرض العمل وأبطاله وكل العناصر المشاركة فيه بعمق ، ومن أمثلة ذلك معرفة طبيعة كل ما يخدم صناعة الصورة السينمائية ونقلها في قوالب حرفية قريبة للواقع حتى ترسخ في عقول المتلقين من جميع فئات الجمهور.
واستعرض من خلال المشاهد التي قدمت كنماذج من أفلام عالمية شارك في صناعتها، حصدت جوائز دولية ، وشدت الحضور، كيف يتم توظيف التقنيات للخروج بعمل متقن قريب للحقيقة، ودور المخرج والمختص بصناعة المؤثرات في وضع قوالب ومشاهد مؤثرة يتقبلها الجمهور لأنه اصبح يدرك الجهود التي تبذل لإخراجها في صورة جذابة وتجسد الواقع وتجذب المتابع لعالم افتراضي بعيد عن واقعه المعاش.
وبين كريستوفر أن العمل الفني والتمثيلي الذي يدرس جيدا، ويبذل فيه الجهد وتوظف فيه الخبرات والمواهب وتتاح الإمكانات الإنتاجية العالية، خاصة فيما يتعلق بالشأن التقني يحقق القبول لدى المختص بالشأن السينمائي والعاملين بهذا المجال المثير، ومن كل المشاهدين للعمل.
ويعد كريستوف روث من أبرز المشاركين والمتحدثين العالمين في إثراء الملتقى لهذا العام، وهو أحد كبار منتجي المؤثرات البصرية(VFX)، وبخبرة 16 عامًا في عالم التصوير السينمائي والفنون، أنتج العديد من الإعلانات التجارية والبرامج التلفزيونية والأفلام مثل”After Earth”, “Rush”, “A Most Wanted Man”، وحاز على جائزة ايمي عن “Games of Thrones”.
ومن جهة أخرى شهد ملتقى ألوان السعودية في نسخته السابعة الذي تنظمه الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني أقبالاً كبيراً من الزوار والمهتمين في يومه الثاني، حيث يضم المعرض في دورته السابعة لعام 2018 عدداً من الأجنحة الخاصة بـ (الجهات الحكومية، التعليمية، شركات الإنتاج الفني، جمعيات التصوير، الشركات المشاركة والراعية) بالإضافة إلى جناح مخصص للأعمال الفائزة، وأجنحة خاصة بالورش العلمية تعكس كل منها موضوعات الملتقى، ويقع المعرض على مساحة تبلغ 15000 متر مربع.
ويعد ملتقى ألوان السعودية أكبر تجمع في المنطقة يجمع هواة ومحترفي التصوير بمختلف أنواعه، وأطلقته الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في عام 2012 تسعى من خلاله إلى التأكيد على أهمية فن التصوير كأحد العناصر الرئيسية المساهمة إبراز المكنون الحضاري والطبيعي والسياحي لكل مناطق المملكة، إلى جانب دوره في تبني المواهب السعودية الواعدة في مجال التصوير وتشجيعها على إبراز المقومات السياحية للمملكة من خلال برامج ألوان وأنشطته المختلفة والممتدة على مدار العام بداية من المسابقات السنوية لألوان السعودية، مرورا برحلات المصورين المستمرة على مدار العام، والمعرض المتنقل للصور الفائزة في المسابقة، وكتاب ألوان السعودية الذي يوثق لأفضل الصور الفائزة والمشاركة في المسابقة، إلى جانب برنامجًا علميًا حافلًا من ورش تدريبة وجلسات عملية تعرض لكل جديد في عالم التصوير الضوئي والأفلام.