تعكف شركة “سابك” على خطط تنفيذ مشروعات توسعية جديدة في مواقع دولية خارج المملكة بعد أن ظفرت مؤخراً بصفقات استراتيجية ذات صلة بتنويع مصادر اللقيم خلافًا للمصادر التقليدية لتعظيم قدراتها التنافسية وأبرزها خطط تشييد مشروع مشترك لإنتاج الميثانول في الولايات المتحدة الأميركية بالقرب من ساحل الخليج المكسيكي في ولاية لويزيانا بجانب نهر المسيسيبي بالتحالف مع شركة “ساوث لويزيانا ميثانول” الأميركية بطاقة إنتاجية سنوية تقدر بحوالي مليوني طن لتعزز بذلك “سابك” هيمنتها العالمية على قائمة أكبر منتجي الميثانول.
ويجسد هذا المشروع نهج “سابك” لانتزاع الفرص الاستثمارية التي تسهم في تحقيق أهدافها وخططها الاستراتيجية، حيث يواصل الطرفان العمل على إكمال الإجراءات والدراسات اللازمة قبل الوصول إلى قرار بشأن إقامة المشروع كجزء مهم من الإجراءات والدراسات السابقة لأي قرار استثماري، في وقت تتقيد “سابك” بتتبع التعليمات والقواعد النظامية ذات العلاقة حال اتخاذ قرار بالمضي قدما في إقامة المشروع.
وكانت “سابك” قد ظفرت أخيرا برفع حصتها في ملكية الشركة السعودية للميثانول “الرازي” إلى 75 % من خلال شراء 25 % من حصة الشركة اليابانية السعودية المتحدة للميثانول بعد شراكة ناجحة استمرت 38 عاماً وتم تمديدها لمدة 20 عاماً أخرى وذلك امتداداً لاستراتيجية “سابك” في تعزيز أطر علاقاتها المتينة والقوية مع شركائها العالميين التي تدعم مركزها الريادي في صناعة البتروكيميائيات عموماً والميثانول على وجه الخصوص. في وقت تعد “الرازي” أكبر مجمع للميثانول في العالم في موقع واحد وبطاقة 6 ملايين طن متري سنوياً.
وتشهد تجارة الميثانول السعودي نمواً كبيراً في المبيعات وخاصة في أعقاب تدهور صناعة الميثانول في إيران على أثر انحسار صادراتها بسبب العقوبات الأميركية لتهيمن المملكة العربية السعودية بإنتاجه عالمياً بالمرتبة الثانية بطاقة 8 ملايين طن متري سنوياً.
في حين نجحت “سابك” في تحقيق أعلى درجات التكامل بين مصانعها من خلال استخدام غاز وقود ثانوي من شركة “بتروكيميا” في مجمع “الرازي” لإنتاج المزيد من الميثانول بالإضافة إلى إعادة تدوير الأكسجين الفائض في “الرازي” إلى شبكة الأكسجين الرئيسة.
إلى ذلك تصاعدت معارضة مناصري البيئة في الولايات المتحدة الأمريكية حيال تشييد مصنع عالمي للميثانول بتكلفة 1,8 مليار دولار في أميركا شمال غرب المحيط الهادي وذلك بعد أربع سنوات من إعلانه لأول مرة، حيث يواصل المستثمرون في المشروع السعي للحصول على الموافقة العامة على الرغم من نشوء النزاع حول دراسة الأثر البيئي لمصنع الميثانول المقترح الذي خطط لبناءه في كالاما بواشنطن.
وهذا المصنع المقترح والذي تم الإعلان عنه لأول مرة من قبل شركة “نورث ويست إنوفيشن” في أوائل عام 2014، مدعوم من قبل الأكاديمية الصينية للعلوم حيث من المقرر أن يتم شحن الميثانول المنتج في المصنع إلى الصين ليتم تحويله إلى أوليفينات تستخدم في صناعة البلاستيك والمطاط وقائمة طويلة من المواد والمنتجات البتروكيميائية.
ووجدت دراسة الأثر التي أصدرها ميناء كالاما ومقاطعة كولتز في الأسبوع الماضي أن مصنع كالاما للميثانول سيحقق خفضًا صافًا في انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري على مستوى العالم أي ما يعادل إخراج 2.2 مليون سيارة من الطريق، حسبما أفاد الميناء. ويمثل مشروع كالاما على نهر كولومبيا في جنوب غرب واشنطن ثاني مصنع للميثانول على مستوى العالم في المنطقة التي اقترحتها شركة “نورث ويست إنوفيشن”. أما الأخر سيكون عبر النهر في كلاتسكيني أوريغون. وهذا المشروع أيضا لم يبدأ البناء على الرغم من أن الشركة قالت أن تركيزها المباشر ينصب حالياً على مشروع كالاما.