ثمنت وكالات الفضاء العالمية والعربية وخبراء تكنولوجيا وصناعة الفضاء والاقتصاديون الأمر الملكي بتأسيس الهيئة السعودية للفضاء وظهور صناعة جديدة ترفد الاقتصاد الوطني بتوطين تقنيات الخدمات الفضائية التي تعد اليوم من أسرع الصناعات نموا ومستقبلاً كبيراً، مرحبين ومباركين للمملكة هذه النقلة الاستراتيجية الهائلة المواكبة لحجم الثورة الصناعية المبتكرة التي تعيشها المملكة لتشكل دفعة قوية للمكتسبات التي حققتها المملكة في صناعة الفضاء منذ عشرات السنين بنجاحها بالمشاركة في الرحلات المكوكية العلمية العالمية وقدرتها على صناعة وإطلاق 15 قمرا صناعاً سعودياً وتنفيذها تجارب علمية في الفضاء بالتعاون مع وكالة الفضاء الأمريكية والروسية والتحالفات التي أسستها مؤخراً لتساهم الهيئة في توطين التقنيات الفضائية والأقمار الصناعية تماشيا مع رؤية السعودية لعام 2030 وتؤكد سعي اﻟﻤﻤﻠﻜﺔ إﻟﻰ ﺗﺤﻘﻴﻖ الريادة الإﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻻت اﻟﻔﻀﺎء اﻟﺪوﻟﻲ واﻟﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮ تقنياته وأﻧﻈﻤته.
وهنأت وكالة الإمارات للفضاء المملكة حكومة وشعباً لتأسيس الهيئة السعودية للفضاء أضافت بأنها خطوة تضع المملكة في مكانها الصحيح على خارطة السباق العالمي نحو الفضاء وتكلل الحضور العربي الفضائي بمزيد من الإنجازات. كما تناولت وكالة الفضاء الروسية التحول السعودي للتعمق في رحاب الفضاء في وقت ترتبط المملكة وروسيا بتعاون وثيق ومتين مع وكالة الفضاء الروسية في مجال استكشاف الفضاء واستخدامه للأغراض السلمية وتأهب المملكة للمشاركة في الرحلات الفضائية الروسية واستكشاف الفضاء بالمركبات المأهولة وغير المأهولة وسعي المملكة للاستفادة من تقنيات الفضاء وتطوير أنظمة مشتركة مع روسيا في المشروعات التجارية والبحوث والتطوير والإنتاج والتصنيع في مجالات الفضاء.
فضلاً عن التعاون بين الهيئات العلمية السعودية والروسية والذي أثمر نتائج إيجابية استفادت منها المملكة وأبرزها نجاح إطلاق القمر السعودي الصناعي الثالث عشر (سعودي سات 4) من قاعدة يازني الروسية عام 2014م والذي يمثل أهمية خاصة للمملكة، بوصفه الأول من الجيل الجديد للأقمار السعودية المصممة للتوافق مع مهام فضائية مختلفة تلبي احتياجات المملكة من خلال برنامجها الوطني للأقمار الاصطناعية في مدينة العلوم والتقنية وتشمل التصوير الفضائي ونقل البيانات التي تحتاجها المملكة إلى جانب إجراء التجارب العلمية الخاصة بالفضاء.
فيما أبرزت وكالة ناسا الدولية على موقعها تأسيس هيئة الفضاء السعودية الذي وصفته بالانتصار التكنولوجي للمملكة مدعم بالتعاون التاريخي مع وكالة ناسا بالتجارب الفضائية المشتركة التي نفذت والتعاون المثمر بين مدينة الملك عبدالعزيز مع شركة لوكهيد مارتن حول إطلاق قمر بمدار ثابت متخصص لتقديم خدمات الاتصالات الفضائية الآمنة للجهات العسكرية والأمنية في المملكة، ويغطي أيضاً مناطق شاسعة من المنطقة باستخدام تقنيات متقدمة تم توطينها في السعودية من خلال اشتراطات تصنيعية مسبقة تتضمن مشاركة المهندسين السعوديين في عمليات التصنيع في مقر الشركة في الولايات المتحدة.
وعزز التعاون الفضائي السعودي الروسي بالاتفاق على امتلاك صندوق الاستثمارات العامة حصة كبيرة في مجموعة شركات فيرجن غالاكتيك، وذا سبيس شيب، وفيرجن أوربت بمبلغ مليار دولار بالإضافة لـ480 مليون دولار كخيار إضافي في المستقبل، حيث تساهم هذه الشركات الثلاث في دعم جهود المملكة في تطوير أنظمة الرحلات الفضائية المأهولة، وأنظمة إطلاق الأقمار الصناعية بتكاليف منخفضة، وتفعيل قطاع الترفيه المرتبط بالفضاء، وصناعات النقل الفضائية في المستقبل القريب.
وقال الخبير الاقتصادي أ. فهد بن مشاري الرومي عضو هيئة التدريب في شركة بي أيه إي سيستمز العالمية المتخصصة في مجالات الدفاع والأمن والطيران، بأن السعودية لم تكن وليدة عهد بعلوم الفضاء وقد سبقت الكثير من دول العالم حيث بذلت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية على مدى سنوات جهودا في نقل وتوطين التقنيات المتقدمة ومنها تقنيات الأقمار الصناعية، وبناء الكوادر الوطنية للتعامل مع هذه التقنيات، وإنشاء البنى التحتية المتطورة، وتمكنت المدينة من تطوير وتصنيع عدة أقمار صناعية جعلت من المملكة شريكا استراتيجيا قويا وفاعلا لشركات فضائية كبيرة تسيطر على هذه الصناعة وتؤثر في قراراتها ومشاريعها المقدمة لكافة الدول، فضلاً عن إمكانية المملكة استقطاب استثمارات مربحة تتأتى من خلال الخدمات التي ستقدمها المملكة للدول الأخرى التي لا تملك قدرات خاصة بها.
من جهته قال أ. عبدالله بن سراج الغامدي مستشار التطوير الإداري بالهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني سعد الوطن بقرارات ملكية سامية من لدن مولاي خادم الحرمين الشريفين حفظه الله، وكان قرار إنشاء هيئة وطنية للفضاء أحد هذه القرارات المباركة بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيسا لها. لقد جاء هذا الأمر الكريم ليتوج برامج الفضاء المحلية المختلفة وليساعد بنقل بلادنا إلى حيث الفضاء الواسع، حيث يليق بها، وأنني ومن واقع معرفة مهنية بالأمير سلطان بن سلمان -حفظه الله- امتدت لأكثر من عقد من الزمان حينما كان رئيسا لهيئة السياحة والتراث الوطني، أشعر وكلي ثقة إن بلادنا ستكون لها بحول الله نصيب الأسد بجولات وصولات الفضاء ومركباته وعلومه ومعارفه التي ستنعكس حتما على عموم الحياة اليومية شعب المملكة في تطور اتصالاته وتواصله مع العالم المتقدم.
من جهتها قالت الخبيرة بشؤون الفضاء نورة بنت فهد الرومي إن الخطوات تسابق الزمن وبثاقب فكرٍ استثنائي وبطموحٍ بحجم السماء توجت القيادة الحكيمة قطاع الأعمال الفضائية الوطنية بمرسوم ملكي سام نص على إنشاء الهيئة السعودية للفضاء وإنني أنظر ومن منطلق وطني بحت لهذا القرار بعين الاعتزاز والفخر حيث سيساهم بنقل بلادنا بشبابها وشاباتها إلى مصاف الدول الصناعية الأولى ونحن شعب عظيم وموطننا جبار ولا يليق بنا ولا بوطننا وقادتنا إلا الصدارة. في وقت تمر بلادنا بثورة صناعية مباركة حيث أصبحنا نصنع قطع غيار لطائراتنا المدنية والحربية وأضحينا نطلق أقمارا صناعية صنعناها محليا وكل هذه الجهود المباركة الجبارة سيزداد وهجها بهذا القرار السامي الذي سيقود المملكة لمهنية واحترافية عالية في صناعة الفضاء.