تعكف شركة «أرامكو السعودية» على تعظيم استثمارات سلسلة القيمة للغاز الطبيعي والغاز الطبيعي المُسال وفتح أفاق استثمارية تحولية جديدة تقوم على التوسع في أعمال الغاز التقليدي وغير التقليدي على الصعيدين المحلي والدولي لتعزيز مزايا الشركة التنافسية وتنويع أعمالها وتوسعة محفظتها الاستثمارية الدولية في قطاع الغاز. في وقت توقع «أرامكو» أن يجذب برنامجها الضخم الواعد للغاز استثمارات بقيمة 150 مليار دولار على مدى السنوات العشر المقبلة مع وصول الإنتاج إلى ما يقرب من 25 مليون قدم مكعب يوميًا من المتوسط الحالي البالغ 14 مليون قدم مكعب يوميًا في وقت تعتمد المرافق في المملكة على الغاز بنسبة 55 %، في حين تستهدف «أرامكو» رفع النسبة إلى 75 % في ظل سعي الشركة لتكون لاعبًا رئيسا دوليا في مجال الغاز.
وتنظر «أرامكو» لمشروعات الغاز بأهمية استثمارية تمثل استراتيجية الشركة للمرحلة القادمة قي وقت تخوض الآن معترك التحالف مع روسيا بصفتها أكبر منتج ومسوق للغاز الطبيعي في العالم حيث تخطط «أرامكو» للدخول حليفاً في استثمارات أكبر مشروع روسي لإنتاج الغاز الطبيعي المسال في الشمال القطبي الروسي بحجم استثمارات قدرها صندوق الاستثمار المباشر الروسي بخمسة مليارات دولار.
ويأتي مشروع الغاز الروسي في صميم استراتيجية «أرامكو» الدولية التي تركز على تدويل الاستثمارات والعمليات في روسيا والتي تمثل جزءا من حملة التنوع في استثمارات أرامكو الخارجية، وبحثها عن التكنولوجيا بالتعاون مع الشركات الروسية للغاز ومنها «غازبروم»، و»لوكوال»، و»روسنيفت» وجميعها أبدت استعدادا متزايدا للاستثمار المشترك والمتبادل في كل من أراضي الدولتين وربط الاستثمار في عمليات الغاز الروسية بما في ذلك الغاز الطبيعي المسال، والتي تمكن «أرامكو» من الوصول إلى تكنولوجيا الغاز الروسية من خلال روابط بحثية واستثمارات مباشرة مع غاز بروم ومعهد البحوث العلمية للغازات الطبيعية وتكنولوجيات الغاز الروسي والتي ستدعم بشكل كبير عمليات إنتاج الغاز في المشروعات المستقبلية في المملكة.
في وقت تستهدف «أرامكو» تأسيس مشروعات مشتركة في استثمارات التنقيب عن الغاز وإنتاجه على الصعيد الدولي، فضلًا عن أمور التوريد بين الشركتين وتجارة الغاز الطبيعي المسال، وسلسلة القيمة للغاز الطبيعي المسال، والتنقيب والتطوير، وتخزين المنتجات، وذلك ضمن حزمة مشروعات في صناعة الطاقة والتكنولوجيا. وتمضي «أرامكو» قدما قي أكبر المفاوضات للتحالف في مشروع الغاز الطبيعي المسال الروسي بالقطب الشمالي وذلك بعد أن عرضت روسيا على شركة أرامكو ليكون لها دور محوري في مشروع الغاز الطبيعي المسال-2 الذي تقوده شركة «نوفاتك» أكبر شركة خاصة منتجة للغاز في روسيا. ويستهدف المشروع بناء أول وحدة معالجة لإنتاج الغاز الطبيعي المسال في مشروع «يامال للغاز المسال» الذي تقدر قيمته بنحو 25.5 مليار دولار، ومن المتوقع أن تصل طاقته الإنتاجية إلى 20 مليون طن من الغاز المسال سنويا، وأن يبدأ العمل بحلول عام 2023.
وتعكف «أرامكو» حالياً على تعزيز نفاذها لسوق الغاز الروسي ببناء مركز بحوث وتطوير في موسكو للتركيز على تطوير تقنيات التنقيب والإنتاج بقطاع النفط الخام والغاز للوصول إلى اختراعات وحلول جديدة للتحديات التي تواجه الصناعة اليوم وغداً وتعتمد بشكل كبير جدًا على الذكاء الاصطناعي والنمذجة وتحليل البيانات. ومن شأن مركز بحوث «ارامكو» أن يؤصل العلاقة مع قطاع الطاقة الروسي وانتقال العلاقات التجاري بين الشركة ونظرائها الروس إلى آفاق جديدة من التقنيات والتكنولوجيات التي تعزز القدرة على العناية بالموارد الهيدروكربونية في المملكة وروسيا.
وتسعى «أرامكو» من خلال تحالفها مع شركة «غازبروم» أكبر شركات الغاز في روسيا لتطوير محفظة أعمال ضخمة ذات شأن بالتنقيب عن الغاز وإنتاجه على الصعيد الدولي والعمل على تحفيز ظهور موردين جديدين في السوق السعودية، في حين يبرز مشروع «يامال للغاز المسال» مرحلة جديدة في صناعة الغاز الروسية الضخمة وتقوده شركة «نوفاتيك» والتي من المتوقع أن تصبح بعد إطلاق هذا المشروع البالغة طاقته 16.50 مليون طن من الغاز المسال، أكبر شركة روسية لإنتاج الغاز المسال في ظل وجود خطط لتأسيس مشروع «أركتيك للغاز المسال-2» لإنتاج نحو 18 مليون طن بحلول 2023، إضافة إلى مخططات مستقبلية لتوسيع «يامال للغاز المسال» لإنتاج نحو 80 مليون طن بحلول 2035.