أعلن مسئولو الصحة فى ليبيريا اكتشاف فريق من العلماء خفاشا ليبيريا فى شمال شرق البلاد يحمل سلالة فيروس الإيبولا المسئولة عن موجات تفشى الوباء الأخيرة، وهى المرة الأولى التى يتم فيها اكتشاف وجود الفيروس بين الخفافيش فى غرب إفريقيا.
وذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية اليوم الجمعة أن الخفافيش التى تحمل المرض كانت قد اكتشفت بالفعل فى وسط إفريقيا، واشتبه العلماء لفترة طويلة فى أن تكون هى من تحمل الإيبولا وبعض الأمراض البشرية فى مناطق أخرى منها غرب إفريقيا، لكنها لم تكن قد عثرت حتى الآن على أى خفافيش فى غرب إفريقيا تحمل سلالة الفيروس المسبب للوباء والمعروفة بفيروس إيبولا زائير، ومن شأن هذا الاكتشاف مساعدة العلماء فى معرفة المزيد حول كيفية إصابة البشر بالفيروس.
وبالرغم من أن هذا الخفاش الذى يحمل الفيروس قد عثر عليه فى ليبيريا، لم تشهد البلاد أى حالات إصابة بشرية بإيبولا منذ عام 2016، ولم يربط فريق البحث بين العثور على هذا الخفاش وأى حالات إصابة بين أشخاص.
ويتكون فريق البحث من أعضاء من حكومة ليبيريا وجامعة كولومبيا الأمريكية وجامعة كاليفورنيا الأمريكية ومجموعة “تحالف دافس وإيكو هيلث” غير الربحية، وتمول الدراسة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ضمن مشروع “بريديكت” الذى يعمل على اكتشاف الفيروسات قبل انتقالها إلى البشر وتحولها لأوبئة.
وأشار الفريق العلمى إلى أن النتائج التى توصل إليها أولية وليست جاهزة بعد للنشر فى المجلات العلمية، وما زال البحث جاريا، لكنهم حصلوا على ما يكفى من المعلومات التى تؤكد وجود فيروس إيبولا فى الخفاش، وتضمن البحث جمع 12 ألف عينة من خفافيش تم تحليل 3 آلاف منها حتى الآن.
لكن مسؤولى ليبريا حرصوا على إعلان تلك المعلومات على نطاق واسع فى أقرب وقت ممكن نظرا لأثرها المحتمل على الصحة العامة، داعين المواطنين إلى تجنب التعامل مع الخفافيش.
وتعد سلالة فيروس إيبولا زائير المسئول عن موجة التفشى الحالية لوباء الإيبولا فى الكونغو الديمقراطية، التى شهدت أكثر من 700 حالة إصابة وأكثر من 400 حالة وفاة، ويعد هذا التفشى الذى خرج عن السيطرة فى البلد الذى تمزقه النزاعات ثانى أكبر موجة تفشى للفيروس، وتسببت السلالة نفسها فى التفشى الأكبر والذى وقع فى منطقة غرب أفريقيا من عام 2013 إلى 2016، إذ أصاب قرابة 30 ألف شخص وفتك بـ 11 ألف شخص.
ويعتقد أن الوباء الذى شهدته منطقة غرب إفريقيا فى غينيا وليبريا وسيراليون بدأ بتعامل طفل فى غينيا مع خفاش مصاب، لكن أصل الوباء لم يعرف بشكل مؤكد.
وحسب موقع منظمة الصحة العالمية فإن مرض الإيبولا المعروف سابقاً باسم “حمى ايبولا النزفية” يصيب الإنسان وينتقل الفيروس إلى الإنسان من الحيوانات البرية ثم ينتقل بالعدوى من المصابين إلى الأصحاء، ويبلغ معدل الوفاة بين المصابين 50% تقريباً فى المتوسط، وتراوح المعدل خلال موجات التفشى السابقة بين 25% و90%.
واكتشفت الحالات الأولى للإصابة بالإيبولا لأول مرة عام 1976 فى تفشيين وبائيين اندلعا بشكل متزامن فى منطقة (نزارا) السودانية وفى قرية بمنطقة (يامبوكو) بجمهورية الكونغو الديمقراطية تقع على مقربة من نهر إيبولا الذى اكتسب المرض اسمه منه.