أنجزت شركة «أرامكو السعودية» دفعة قوية لإعادة تطوير بعض حقول النفط المتقادمة، حيث أعلنت شركة «مكديرمت» العالمية المتخصصة بشؤون الخدمات الهندسية والمشتريات والبناء وتركيب المنصات والمنشآت البحرية وخطوط الأنابيب تحت سطح البحر، عن فوزها بعقدين من شركة «أرامكو السعودية» لحقلها البحري «مرجان» الواقع شمال الجبيل بقيمة إجمالية تصل إلى مليار دولار.
يشمل العقد الأول الذي قدرته «مكديرمت» بين 500 مليون و750 مليون دولار أعمال التصميم والمشتريات والتصنيع والتركيب والاختبار والتشغيل المسبق لمنصة ربط وست وحدات لرفع الغاز وخطوط الأنابيب المرتبطة والكابلات البحرية الفرعية، وسيتجاوز الوزن الإجمالي للهياكل 27,000 طن متري، وخطوط أنابيب يبلغ مجملها أكثر من 65 كيلومتر.
وقال لين أوستن، نائب رئيس شركة «مكديرمت» في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا:»إن هذه العقود تُظهر مدى جاذبية السوق القوية لعروضنا ومنتجاتنا التي تتسم بالقيمة العالية والمتكاملة»، مشيراً للخبرة العملية الواسعة النطاق لشركته في المنطقة والتي تضمن لعملائها القدرة على تقديم المشروعات بأمان وفي الوقت المحدد ووفق الميزانية.
وسيتم تنفيذ أعمال التصنيع من ساحة «مكديرمت» في جبل علي بدبي وساحة الشركة في الدمام، وستجري الأعمال الهندسية في مكاتبها في دبي والخبر، وأشارت «مكديرمت» في بيان إلى أن هذا يمثل جزءا من جهودها لتوطين العمليات.
أما العقد الثاني الأصغر حجما من أعمال الهندسة والمشتريات والإنشاءات والتركيب الذي تتراوح تكلفته ما بين 50 و250 مليون دولار، يتضمن أعمال لترقية منصتين قائمتين مرتبطتين بتركيب المعدات المصاحبة للمضخات الكهربائية المغمورة، ومساحة لنظام حماية الضغط العالي المستدام في المستقبل، وتثبيت الكابلات تحت سطح البحر والكابلات العلوية.
وسيتم العمل في تنفيذ هذا العقد في مرافق شركة «مكديرمت» في المملكة. فيما أشارت الشركة إلى أن العمل على كلا العقدين سيبدأ على الفور وسوف تنعكس صفقة العقدين في نتائج أعمالها للربع الأول 2019. في وقت أصدرت الشركة مؤخرًا نتائجها المالية التي أفصحت عن تلقيها طلبات لأعمالها بقيمة حوالي 5.5 مليارات دولار في أوائل الربع الأول من العام 2019، في حين أفادت الشركة عن تحقيقها خسائر صافية لعام 2018 بلغت 2.7 مليار دولار يرجع سببها في المقام الأول إلى العوامل التي أثرت في نتائج الربع الرابع.
ويمثل حقل مرجان النفطي البحري أول مشروعات أرامكو الضخمة للتوسع في الحقول البترولية البحرية في المملكة وتطويرها ويضم الحقل عددا كبيرا من الآبار في جوف البحر حيث حددت أرامكو بدء الأعمال الهندسية ذات الشأن بالحفر البحري والاستكشاف وغيرها خلال سبتمبر الماضي في وقت يتصدر هذا المشروع قائمة أكبر مشروعات أرامكو للتنقيب والإنتاج لعام 2018 وبتكلفة إجمالية شاملة لتطوير الحقل قدرت بنحو 56 مليار ريال، وفق شبكة (BNC)، تشمل قيمة عقود الهندسة والتصميم والمشتريات والإنشاءات وخدمات الدعم وغيرها من الأعمال الشاسعة النطاق على أن يكتمل المشروع بالكامل بحلول العام 2022.
وتشمل أعمال التطوير إنشاء وحدة إضافية لفصل الغاز عن النفط بسعة 300 ألف برميل يوميا، إضافة إلى وحدة جديدة لمعالجة الغاز ومرفق للتوليد المزدوج وتنفيذ تغييرات على وحدة قائمة لإضافة سعة تجزئة لسوائل الغاز الطبيعي وتشييد منصات بحرية وخطوط أنابيب، حيث تتضمن خطط أرامكو لتطوير الحقل تشييد 8 قواعد لمنصات نفطية.
في وقت ينتج حقل مرجان كميات كبيرة من الغاز المصاحب في حين ستحل الطاقة النفطية الجديدة في الوقت المناسب محل التراجع في الطاقة النفطية من الحقول الأخرى في أماكن أخرى، وتكمن أهمية حقل مرجان البحري لارتباط معمل فرز الغاز عن الزيت رقم 2 في حقل مرجان بحقل الحصباة المغمور حيث أنشأت أرامكو ست منصات لإنتاج الغاز ومنصتين لربط الحقل بمعمل الحصباة، وتشييد خطي أنابيب بطول 160 كيلومترًا لنقل ما يقرب من (2) بليون قدم مكعبة قياسية من الغاز غير المرافق، إضافة إلى تهيئة تمديدات بطول 50 كلم من التمديدات الكهربائية والاتصالات من معمل فرز الغاز عن الزيت رقم 2 في حقل مرجان إلى المعمل، وجميعها تحت مياه البحر.