عززت الدولة في السنوات الثلاث الماضية حضور المرأة السعودية في المجتمع بالعديد من القرارات الداعمة لمسيرتها كعضو فعال في نسيجها الاجتماعي، ومساند مهم للأسرة في تحمل أعباء الحياة اليومية والقيام بدورها العملي داخل وخارج المنزل، ووفق ما يتوافق مع ضوابط الدين الإسلامي الحنيف، وتقاليد وعادات المجتمع المحلي.
وعلى الجانب الاقتصادي حققت المرأة حضورا لافتا في مجال العمل في القطاع الخاص على وجه الخصوص، بعد أن كانت الأرقام الكبيرة لتوظيف السعوديات مركزة على الجوانب الحكومية فقط، وتحديداً في قطاعي التعليم والصحة فقط، حيث وصلت نسبتهن في الشركات والمؤسسات بجميع مناطق المملكة وفق الإحصائيات الأخيرة من وزارة العمل والشؤون الاجتماعية إلى 18 % من القوى العاملة في القطاع الخاص، وهو رقم قابل للزيادة في الأعوام القليلة المقبلة مع فتح مجالات عديدة تناسب عمل المرأة السعودية، إضافة لتقديم العديد من البرامج الداعمة لعمل المرأة مثل توفير برامج دعم النقل «واصل» وبرنامج حضانة أطفال الموظفات «قرة» والعديد من المبادرات التي قدمتها جهات القطاع الخاص لفتح فرص أفضل لتوظيف السعوديات بمجالات عديدة تناسب طبيعة المرأة وظروفها، وتوفير بيئة جيدة تساعد الفتيات على العمل من دون منغصات، بل وتقديم حوافز لهن لمواصلة مسيرتهن العملية، كما عملت جهات أخرى على برامج تأهيل وتدريب للفتيات للتمرس في أعمال متعددة كانت في مجتمعنا حكراً على الرجال فقط.
وقد أصبحت المرأة معززة للدورة الاقتصادي المحلي بشكل جلي، وداعمة للحركة الاقتصادية عبر وجودها البارز كشريكة في المحيط العملي، وصرفها على احتياجاتها الخاصة ومساندة أسرتها في الكثير من شؤون الحياة الحديثة التي تزيد مطالبتها في وقتنا الحاضر، كما أن هذا الوجود حقق نوعا من التوازن المجتمعي في العديد من الأسر التي لا يتوفر لها عائل من الرجال لأسباب متعددة، أو مع وجود فتيات مؤهلات علميا ولهن القدرة على خوص مجالات العمل تحقيق الحضور الذي يوفر لذويهن الحياة الكريمة والدخل الذي يغنيهن عن الضمان الاجتماعي أو الحاجة للجمعيات الخيرية المتخصصة.
وقد أصبح تقبل المرأة في المجال العملي في القطاعين العام والخاص من إخوتها الرجال واضحا للأعيان، بل وداعمون لها لتجد مكانها وتتطور في أداء عملها وتحقق الترقي واكتساب الخبرة بشكل جدي بعيدا عن المجاملات، ويعزز ذلك مسايرة توجه الدولة، في تخصيص وظائف قيادية للسيدات السعوديات اللائي لديهن الخبرة والممارسة في العديد من قطاعات الدولة، كما أكدن حضورهن كتنفيذيات وقياديات في شركات سعودية كبرى، وبالتالي يكون لهن دور بارز ومؤثر في دعم زميلاتهن في برامج تأهيل السعوديات لسوق العمل وزيادة عددهن وفق ما يخدم توجه الدولة لتحقيق توازن مجتمعي يخدم رؤية المملكة للنهوض بالأسرة والمجتمع.