اقترب موعد انتهاء تنازل الحكومة عن أرباحها لصالح الشركة السعودية للكهرباء والمحدد بفترة 10 أعوام والتي بدأت بتاريخ 30-12-1430هـ، والتي يقدر متوسط عوائدها السنوية 2,1 مليار ريال، في ظل تساؤلات المختصين والخبراء عن مدى استمرارية الحكومة في التنازل عن أرباحها للكهرباء من عدمه، في وقت بدأ المواطن منافساً شرساً لشركة الكهرباء بقدرته على إنتاج الطاقة الكهربائية ذاتياً من خلال الطاقة الشمسية التي تشجع الدولة على استخداماتها بقوة، فضلاً عن الاستثمارات الخاصة لمحطات الكهرباء المستقلة في ظل موجة عارمة من التطورات والمتغيرات الاقتصادية الضخمة التي يشهدها قطاع الكهرباء بالمملكة والذي يسعى جاهداً لتنفيذ ما أوكلت إليه من مهام ومسؤوليات جسام ضمن برنامج التحول الوطني 2020 ورؤية المملكة 2030، والتي ترتكز على إعادة هيكلة جذرية لقطاع الكهرباء وبنيته الأساسية والتحتية.
وفي هذا الصدد قال المحلل الاقتصادي المختص بشؤون الطاقة م. عماد الرمال لـ»الرياض» إن فترة العشر سنوات التي تنازلت الحكومة فيها عن أرباحها لصالح السعودية للكهرباء لم يتبقَ منها سوى أشهر معدودة وتنتهي تلك الفترة، ومن غير المرجح أن تستمر الحكومة بالتنازل عن أرباحها في ظل تغير المشهد الاقتصادي والتي من أهمها تغير ملكية أسهم الحكومة لصالح صندوق الاستثمارات العامة، ودخول المواطن كمنتج منافس للطاقة الكهربائية وأي دعم لصالح السعودية للكهرباء سيرجح كفة الشركة أمام المواطن المستثمر في الطاقة الشمسية في منزله.
وأضاف م. الرمان بأن المتغيرات الاقتصادية تشمل أيضاً دخول محطات إنتاج الكهرباء المستقلة الخدمة واستخوذها على 30 % من حصة السوق، فضلاً عن التغيرات الهيكلية العميقة في بنية السعودية للكهرباء كما حددها برنامج التحول الوطني 2020. يضاف إليها برنامج تحرير دعم الدولة للطاقة الكهربائية، وكذلك تفاقم انخفاض أرباح الشركة السنوية برغم ارتفاع تكلفة الدعم المقدم لها.
وبين بأن الحكومة قامت بالتنازل عن عوائد أرباحها لمدة عشر سنوات ابتداء من تاريخ 30-12-1430هـ وتبلغ قيمة العوائد السنوية متوسط 2,100 مليار ريال. كما أن صندوق الاستثمارات العامة قام بالاستحواذ على حصص الحكومة في أسهم الشركة السعودية للكهرباء البالغة 74,31 %.
وعن توقعاته للفترة القادمة قال م. الرمال ليس مطلوبا من منظومة الطاقة اختراع العجلة ولكن الاستفادة من الخطط والأهداف التي وضعت لإعادة هيكلة قطاع الكهرباء ضمن برنامج التحول 2020 ورؤية 2030، متمنياً من الإدارة الجديدة لشركة الكهرباء إعلان نتائج ملموسة لمستهدفات التحول الوطني قبل بدء موسم الصيف الذي سوف يشهد استمرار شكاوي المواطنين من ارتفاع فاتورة الكهرباء إن لم تنجح الشركة السعودية للكهرباء بتحقيق أهداف برنامج التحول 2020 ومن أهم بنوده خصخصة قطاع التوليد 100 %.