تنطلق فعاليات المعرض الدولي السعودي للطيران في مطار الثمامة بالرياض اليوم الثلاثاء، وتتواصل على مدار ثلاثة أيام بمشاركة 750 جهة من جميع أنحاء العالم، و1500 ممثل عن المؤسسات التجارية الدولية، وذلك تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، وحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للفضاء ومؤسس ورئيس نادي الطيران السعودي.
وسيشكل المعرض الذي ينظمه نادي الطيران السعودي ويعد الأول من نوعه في المملكة تحولا كبيرا في صناعة وخدمات الطيران في الشرق الأوسط، لاسيما وأن الجهات والمؤسسات والمراكز العلمية المعنية بصناعة الطيران في العالم والشركات العالمية والمحلية تترقب انطلاقته بهدف تسويق وتوسيع وتطوير العلامات التجارية والتعريف بمنتجاتها، وتبادل الخبرات والتفاعل بين الجهات المعنية، بجانب أن المعرض يفتح قنوات اتصال بين المهنيين ويوفر العديد من فرص الأعمال الجديدة والدخول فــي برامج الأعمال المنظمة خلال المعرض.
ويرتكز المعرض على أربعة قطاعات في مجالات صناعة الطيران، وهي الطيران التجاري والطيران الخاص والعام، وقطاع الدفاع والفضاء، وقطاع البنى التحتية للمطارات، والموردون، وهي القطاعات الأساسية في هذا المجال وخاصة الطيران التجاري الذي أصبح يحظى بالاهتمام الأكبر في ظل النمو الكبير في منطقة الشـرق الأوسط، وذلك مع ازدياد العرض والطلب من قبـل شركات النقل الرئيسة في منطقة الخليج، الأمر الذي جعل هذه الشركات تكرس جهودها لتطوير أساطيلها الجوية وتوسيع نطاق وجهاتها الملاحية من أجل إنشاء مركز طيران محوري في الشرق الأوسط لتعزيز السياحة والسفر للأعمال والاقتصاد.
وفي مجال الطيران الخاص والعام، لا يزال الطيران الخاص في الشـرق الأوسط يشـهد نموًا مطردًا وقويا في كل من الحركة وعـدد الطائـرات المسـجلة، فيما تمثـل حصة المملكة 30 % من إجمالي عـدد الطائرات المسجلة في المنطقة، إضافة إلى أنها تمتلك واحدة مـن أكبر أسواق طائرات الأعمال الخاصة والطيران العام في الشرق الأوسط، وما ساعد أيضا في توطيد دعائم الطيران الخاص والعام التنامي السريع لاقتصادات دول مجلس التعاون الخليجي، حيث من المتوقع أن ينمو الأسطول الإقليمي ليتضاعف ثـلاث مرات بحلول العام 2036.
ويأتي هذا المعرض في الوقت الذي أصبح فيه سوق الطيـران في المملكة واحداً من أكثر الأسواق تنظيما في العالم رغم محدودية المشاركات الأجنبيـة بهـا، حيث أصبح الإقبال كبيرا على خدمات الطيران في ظل ازدياد عـدد السـكان والمقيمين، الأمر الذي جعل الهيئة العامة للطيـران المدني تتوقع ازدياد حركة الملاحة الجوية مـن 65 مليون مسافر في العام 2012 لتصل إلى 100 مليـون مسافر بحلول العام 2020، متضمنة نمو تعداد المسافرين على الرحلات الداخلية الذي من المتوقع تضاعفــه ليصل إلى 5.28 ملايين مسافر.
ومن المنتظر أن يشكل المعرض زخما كبيراً ويشهد حضورا غير مسبوق، خاصة وأنه يشارك فيه كبار الشخصيات الفاعلة في القطاع، وشركات إنتاج وتصنيع الطائرات، والوكلاء الإقليميون لبيع الطائرات التجارية، والشركات المصنعة لطائرات الأعمال الخاصة والطائرات العامة، وشركات الخطوط الجوية، ومشغلو صالات ومحطات السفر، وشركات المناولة الأرضية، وخدمات الصيانة والإصلاح، وشركات الطيران، وخدمات التأجير العارض، وشركات الوساطة، وشركات التمويل والتأمين والتدريب، وإلكترونيات الطيران، وطواقم الدعم الفني، ومشرعو قطاع الطيران، ومعدات المطارات وموردوها وخبراء الدفاع وقطاع الفضاء.
ومن جهة أخرى وقف صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان أمس على الاستعدادات النهائية لانطلاق أكبر معرض للطيران في منطقة الشرق الأوسط والذي يقام على مساحة أكثر من 100 ألف متر مربع في مقر نادي الطيران بالثمامة، وتفقد أجنحة العارضين والجهات المشاركة، واستمع إلى شرح عن كل خطوات العمل والجهود التي بذلت لتمكين العارضين والمشاركين من تقديم ما لديهم بكل يسر وسهولة، وخلال الجول شدد الأمير سلطان بن سلمان على أهمية أن يخرج المعرض بالشكل الذي يليق بمكانة وسمعة المملكة العربية السعودية السياسية والاقتصادية إقليمياً وعربياً وعالمياً، مبيناً أن المملكة باتت اليوم وبفضل الجهود التي بذلت خلال الفترات الماضية من أكثر الدول جذباً لصناعة المعارض والمؤتمرات والفعاليات، كما عبر عن خالص تقديره وشكره لنادي الطيران السعودي الذي نظم هذه الفعالية المهمة، كما وجه شكره لجميع الجهات التي شاركت في تنظيم هذا المعرض الفريد من نوعه، وكذلك مؤسسات الدولة التي سخرت كل إمكانياتها لدعم إنجاح هذا المعرض المميز، متمنياً لجميع المشاركين التوفيق والنجاح.