شدد دولة نائب الرئيس الإندونيسي د. محمد يوسف كالا إلى أهمية إظهار سماحة الدين الإسلامي ونبذه للعنف والتطرف، مؤكداً أهمية المسابقة التي تنظمها مؤسسة الأمير سلطان بن عبدالعزيز الخيرية، وأثرها البالغ الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، وتعميق التدبر بمعاني القرآن الكريم.
جاء ذلك خلال استقبال دولته ضيوف ومشاركي الأمير سلطان بن عبدالعزيز لحفظ القرآن الكريم والسنة النبوية على مستوى دول الآسيان والباسفيك في القصر الرئاسي لجمهورية إندونيسيا.
وقال: “تعليم القران وتدبره ينشر السلام والوسطية في العالم، ونحن في اندونيسيا فخورون جداً بمسابقة الامير سلطان بن عبدالعزيز لحفظ القران والسنة النبوية، ونجد أثرها واضحاً في تعزيز القيم السمحة والاخلاق الحميدة، وندعمها ونتمنى استمرارها”.
وأشار إلى أن المسابقة تساهم في توثيق العلاقات الإندونيسية السعودية وزيادة أواصر البلدين المسلمين، وهو ما أكدته الزيارة الأخيرة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ال سعود للجمهورية الإندونيسية، ونحن طموحون لزيادة عمق علاقاتنا الأخوية.
وهنأ فخامته الحافظين والحافظات الفائزين بالجوائز وكافة المشاركين في المسابقة، مشدداً على أهمية عملهم بما تعلموه وحفظوه، مقدماً جزيل الشكر والتقدير لمؤسسة الأمير سلطان بن عبدالعزيز الخيرية، وللملحق الديني بسفارة المملكة العربية السعودية على جهودهم الملموسة لإنجاح المسابقة.
وأكد مدير عام مؤسسة الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية صالح بن إبراهيم الخليفي، أن تفاعل الحكومة الإندونيسية مع هذه المسابقة ينم عن إدراكها بأن القرآن الكريم والسنة النبوية هما الرحمة للبشرية جمعاء.
وقال : إنه للعام الحادي عشر ومسابقة الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود لحفظ القرآن الكريم والسنة النبوية على مستوى دول آسيان والباسفيك ودول اسيا الوسطى والشرقية، وذلك بفضل من الله، ثم بتعاون وتفاعل الأشقاء في وزارة الشؤون الدينية الاندونيسية ووزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في المملكة والدول المشاركة ومكتب الملحق الديني بسفارة خادم الحرمين الشريفين بجاكرتا.
وأضاف : إن ما حققته هذه المسابقة من حضور لافت، وتأثير متنامي أمر يؤكد سلامة رؤية متبني فكرتها وداعمها الأول صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز – رحمه الله – في إطار حرصه على خدمة كتاب الله الكريم والعمل على تطبيق السنه النبوية الشريفة كمنهاج حياة ولتكون إضافة نوعية لمسار حيوي في استراتيجية مؤسسة سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية، وهي أحد أهم برامجها الدينية والثقافية وهي تمثل ذراعًا لمساندة جهود المملكة العربية السعودية في خدمة كتاب الله الكريم، ونشر تعاليم الدين السمحاء، وتعزيز العلاقات بين المسلمين في أرجاء العالم، ودعامة بذل نحو نصرة الإسلام وتعزيز وسائل نشره ورفع شأن المسلمين وتمكين للخيرية في السلوك والمسلك وتعود على المشاركين بالنفع في دينهم وتسهم في بناء وعيهم نحو شريعة ربهم ومولاهم، وتحقيق التآلف والمحبة والإيمان والتعاون على البر والتقوى والبعد عن أسباب الانحراف الفكري والسلوكي ومجابهة الفتن والظلال.
وقال : منذ أن تأسست المملكة مهبط الوحي وقبلة المسلمين، كان منهجها واضحًا وغايتها محددة يؤكد قادتها دائماً (نحن دولة تقوم على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم) وبفضل من الله ظلت تستند إلى ما جاء في القرآن الكريم والسنة المطهرة في جميع شؤونها، وفي هذا العهد الزاهر بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وسمو ولي العهد الأمين، وحرصهما على بناء صورة ذهنية حقيقية عن الإسلام والمسلمين وتعكس تكامل جهود الدولة ومؤسسات العمل الخيري لخدمة الدين الحنيف.
وأبان أن المشاركين في مسابقة الامير سلطان على مدى السنوات الماضية بموروثهم الثقافي المتنوع وبجنسياتهم المختلفة وبرصيدهم القيمي النبيل نعدهم سفراء في مجتمعاتهم لتوضيحُ الحقيقة عن ديننا الحنيف وسماحته، موضحا أن ما نراه من تواصل بين المشاركين في منافسات المسابقة، ومردودها على أرض الواقع يعكس الهدف الأسمى من مثل هذه الملتقيات، وهي جسر تواصل بين المسلمين في عدد من الدول في هذه المنطقة المهمة من العالم ويؤكد دور الحكومات والمنظمات والمؤسسات الدينية والثقافية والتعليمية في ترسيخ قواعد للتعايش السلمي والتعاون البناء لخدمة الإنسانية جمعاء.
واعرب الخليفي عن شكره لفخامة الرئيس جوكو ويدودو رئيس جمهورية إندونيسيا، ولدولة نائب الرئيس نيابة عن منسوبي المؤسسة بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز، رئيس مجلس الأمناء وصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلطان بن عبد العزيز الأمين العام، على ما توليه الحكومة الإندونيسية من اهتمام ورعاية لهذه المسابقة.
بدوره أعرب وزير الشؤون الدينية الإندونيسي الحاج لقمان سيف الدين عن شكره لمؤسسة الأمير سلطان بن عبدالعزيز وللملحقية الدينية بسفارة المملكة العربية السعودية على تعاونهم لإنجاح مسابقة الامير سلطان بن عبدالعزيز لحفظ القران الكريم والسنة والنبوية منذ نشأتها حتى دورتها الحادية عشر، مبيناً أن مسابقة هذا العام لقيت اقبالا كثيفاً، حيث شارك بها 350 متسابقاً في شقيها المحلي الخاص بمتسابقي اندونيسيا، والدولي الذي ضم متسابقين يمثلون 18 دولة من دول الاسيان والباسفيك.
وقال إن لمسابقات القرآن دور مهم في تعزيز العلاقات بين المسلمين ونشر مبادئ السلام، مؤكداً أهمية تشجيع الشباب المسلم على حفظ القرآن والسنة وفهمها وجعلها هدياً في حياتهم.
من جهة أخرى، رعى القائم بالأعمال بسفارة المملكة جمهورية إندونيسيا يحي بن حسن القحطانيالحفل التكريمي للفائزين بالمسابقة، بحضور المستشار في الديوان الملكي عضو هيئة كبار العلماء الشيخ د.عبدالله المطلق، ووزير الشؤون الدينية الإندونيسي الحاج لقمان سيف الدين، والأمين العامة لمسابقة القرآن الكريم المحلية والدولية بوزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد د. فهد بن سليمان الخليفة، وجمع من العلماء السعوديين والإندونيسيين.
وباسم سفير خادم الحرمين الشريفين، بارك القائم بالأعمال بسفارة المملكة في جمهورية إندونيسيا للفائزينبمسابقة الامير سلطان بن عبدالعزيز لحفظ القرآن الكريم والسنة النبوية على مستوى دول آسيان والباسفيك في دورتها الحادية عشرة.
وقال إن المسابقة التي أسسها وتكفل بها صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز ال سعود -رحمه الله- ويرعاها ويدعمها صاحب السمو الملكي الامير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، رئيس مجلس أمناء المؤسسة تجسد صورة رائعة من صور اهتمام المملكة، بلد الحرمين الشريفين ومهبط الوحي، بخدمة كتاب الله الكريم والسنة النبوية، منذ تأسيسها على يد المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله وأبنائه البررة من بعده، القائمة على رعاية كتاب الله وتشجيع حفظته في شتى بقاع الارض، وهذا الاساس الذي قامت عليه المملكة حاملة لواءه مطبقة أحكامه، محافظة عليه جيلا بعد جيل، وإماما بعد إمام، حتى عهدنا هذا عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الامين، وستظل كذلك بإذن الله.
وأضاف نتقدم بخالص الشكر والتقدير لفخامة الرئيس جوكو ويدودو رئيس جمهورية إندونيسيا ووزارة الشؤون الدينية، ممثلة بمعالي الوزير على تفاعلهم مع برنامج المسابقة طوال دوراتها في ظل ما يربط البلدين الشقيقين من علاقات متميزة في شتى المجالات.
وتناول فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام رئيس لجنة تحكيم المسابقة الشيخ د.عبدالله بن عواد الجهني فضل القرآن ومكانته وفضل قارئ القرآن وما يتصف به من أخلاق رفيعة وصفات فضيلة وعلو أجره، مؤكداً أن تنظيم مثل هذه المسابقات القرآنية الدولية يجسد اهتمام المملكة العربية السعودية بالقرآن وأهله، موصياً بأهمية تدبر القرآن الكريم وفهم معانيه والعمل بما فيه.
وفي ختام الحفل سلم المستشار بالديوان الملكي عضو هيئة كبار العلماء الشيخ د.عبدالله المطلق الفائزين بمختلف فروع المسابقة جوائزهم.