كشفت نشرة إصدار سندات أرامكو، عن معلومات لأول مرة تتاح عن أكبر حقول النفط الخام في المملكة وطاقتها الإنتاجية واحتياطاتها المثبتة، ومنها أكبر حقل للبترول في العالم حقل الغوار المعروف للعالم بطاقته الإنتاجية الضخمة التي تزيد على خمسة ملايين برميل يومياً، إلا أن النشرة كشفت عن رقم منخفض لإنتاج حقل الغوار بطاقة 3,8 ملايين برميل يومياً.
إلا أن “الرياض” وبمتابعتها لاستراتيجيات أرامكو وسياستها الإنتاجية للنفط تلفت إلى أن أرامكو تتجه أحياناً ووفق التطورات في سوق الطاقة العالمي إما لرفع أو خفض طاقتها الإنتاجية للنفط من بعض حقولها، وبالتالي فإن الطاقة المعلنة لحقل الغوار تمثل إنتاجه لعام 2018 ولا تمثل الطاقة القصوى للحقل ولا احتياطاته الضخمة التي أعلنت بالوثيقة حيث ينعم حقل الغوار بطاقة 58 مليار برميل من المكافئ النفطي في احتياطياته المجمعة نهاية 2018، وطاقة 48.3 مليار من احتياطيات السوائل.
فضلاً عن استخدام أرامكو لتقنيات جديدة في عمليات الاستكشاف والإنتاج تمكنها من التحكم في زيادة أو خفض إنتاج أي حقل سواء على اليابسة أو سطح وأعماق البحار، وما يؤكد ذلك المشروعات الضخمة التي تنفذها أرامكو لإعادة تطوير بعض حقول النفط المتقادمة واتجاهها للتوسع في تطوير الحقول البحرية، وآخرها حقل مرجان النفطي البحري الذي يمثل أول مشروعات أرامكو الضخمة للتوسع في الحقول البترولية البحرية في المملكة وتطويرها ويضم الحقل عددا كبيرا من الآبار في جوف البحر في وقت تصدر هذا المشروع قائمة أكبر مشروعات أرامكو للتنقيب والإنتاج لعام 2018 وبتكلفة إجمالية شاملة لتطوير الحقل قدرت بنحو 56 مليار ريال.
كما أن أرامكو أوضحت في الوثيقة باحتوائها على إفادات ومعلومات وتوقعات مستقبلية مبنية على افتراضات وتوقعات معقولة، محذرة بأن هذه الإفادات والتوقعات المستقبلية لا تشكل ضمانًا للمستقبل حيث إن العديد من المخاطر والعوامل قد تؤدي إلى اختلاف الوقائع بشكلٍ جوهري عن تلك المتوقعة في الإفادات والتوقعات المستقبلية.
وقال رئيس قسم الإنتاج في شركة استشارات الطاقة في سنغافورة فيرندرا شوهان: إن نشرة سندات أرامكو كشفت أن حقل الغوار قادر على ضخ 3.8 ملايين برميل كحد أقصى في اليوم وهو أقل بكثير من 5 ملايين التي أصبحت حكمة تقليدية في السوق، مشيراً إلى أن الرقم المنخفض بشكل مفاجئ لسعة الإنتاج من حقل الغوار هو أبرز ما نشر في التقرير.
وأشار إلى أن المملكة تعتمد على عدد قليل من الحقول العملاقة للحفاظ على طاقتها الإنتاجية البالغة 12 مليون برميل في اليوم، في وقت أدرجت إدارة معلومات الطاقة، وهي هيئة حكومية أميركية تقدم معلومات إحصائية وغالبًا ما يتم استخدامها كمعيار من قبل سوق النفط، أدرجت الطاقة الإنتاجية للغوار عند 5.8 ملايين برميل يوميًا في العام 2017. في حين لم تقدم نشرة الإصدار أي معلومات حول سبب انخفاض إنتاج حقل الغوار اليوم بمقدار ربع إنتاجه قبل 15 عامًا، وهو انخفاض كبير في أي حقل نفط، ولم يوضح التقرير أيضًا ما إذا كانت القدرة ستستمر في الانخفاض بمعدل مماثل في المستقبل.
وكانت أرامكو قد أعلنت عن تدشين برنامج عالمي لسندات متوسطة الأجل وترتيبها للقيام بسلسلة من الاجتماعات مع مستثمرين من ذوي العائد الثابت اعتباراً من 1 أبريل 2019 ومن المحتمل خلال هذا البرنامج أن يتم طرح سندات ذات أولوية وغير مضمونة ومقومة بالدولار الأميركي بناءً على أوضاع السوق، وسوف تكون السندات في حال إصدارها مدرجة في القائمة الرسمية لدى هيئة الإدراج بالمملكة المتحدة ومقبولة للتداول في السوق المالية المنتظمة في لندن.
