شاركت كوكبة مميّزة من الشباب والخبراء في قمة الأبحاث والابتكار التي نظَّمها الاتحاد الخليجي للبتروكيميائيات والكيميائيات برعاية أرامكو السعودية، مؤخرًا في المنامة.
وكان الابتكار العنوان الأبرز في القمة التي حضرها مشاركون من قطاعات البتروكيميائيات والكيميائيات، والتقنية، والهندسة، ومراكز الأبحاث، حيث تسنى لطلبة الجامعات الشباب التواصل وتبادل الأفكار مع أبرز الخبراء والباحثين.
وألقى النائب الأعلى للرئيس للتكرير والمعالجة والتسويق في أرامكو السعودية، عبدالعزيز القديمي، الكلمة الافتتاحية الخاصة بالجلسة الرئيسة الأولى، والتي كانت بعنوان «تحويل النفط إلى كيميائيات.. إنجازات في إنتاج البتروكيميائيات».
وقال القديمي: «تعكف أرامكو السعودية على أن تتبوأ مكانة شركة الكيميائيات المتكاملة الرائدة على مستوى العالم، وتنتهج ثلاثة مسارات لتحقيق هذا الهدف: استغلال الأصول القائمة، وتأسيس منصة أعمال عالمية والسعي للتحقيق الانتقائي للنمو الداخلي، والنمو القائم على صفقات التملك والاستحواذ.وأوضح القديمي قائلاً: «من منطلق إدراكي لأهمية الابتكار لنجاح أعمال أرامكو السعودية، فإن المحافظة على الحضور العالمي في مجال الأبحاث والتقنية، يُعد من المقومات الرئيسة لهدف الشركة الإستراتيجي، ومن الجوانب الأساس في هذا السياق استقطاب واستبقاء أفضل العلماء والتقنيين في مجالي التنقيب والإنتاج، والتكرير والمعالجة والتسويق، فضلًا عن المجالات الإستراتيجية ضمن منظومة أبحاث أرامكو السعودية العالمية». وقال القديمي إن الشركة لديها حاليًا أكثر من 1500 باحث وباحثة في مراكز الأبحاث والتقنية العالمية التابعة للشركة في جميع أنحاء العالم.
وفي ظل إمكانات الأبحاث القوية التي تتمتع بها الشركة، سلَّط القديمي الضوء على استثمارات أرامكو السعودية في مجال تحويل النفط إلى بتروكيميائيات، بما يُمكّن الشركة من اغتنام فرصة النمو في هذا القطاع العالي القيمة، وأضاف قائلًا: «ترتكز جهود الشركة في هذا السياق على توُّقعات مفادها أن البتروكيميائيات ستصبح أكبر مقومات الطلب العالمي على النفط، ولا شك أن التكامل عنصر أساس لتحقيق الفائدة من البتروكيميائيات.
ومن خلال الاستفادة من ميزة اللقيم وإعادة صياغة أسلوب التكرير التقليدي، فإن تقنية تحويل النفط الخام إلى كيميائيات، يمكن أن تُحقّق معدل تحويل أعلى من 45 % إلى 50 % مقارنة مع النسبة السائدة في هذا القطاع التي تبلغ 30 %، من أجل تحقيق فائدة أعلى ضمن جميع مراحل سلسلة القيمة الهيدروكربونية. وأضاف أن عمل أرامكو السعودية مع شركة بتروناس في ماليزيا تُعد أمثلة بارزة على إستراتيجية التكامل التي تنتهجها أرامكو السعودية.
وأكد أن المعدل المستهدف من تقنية أرامكو السعودية الرائدة لتحويل النفط الخام إلى كيميائيات يبلغ 70 %. وستحدث نقلة نوعية في هذا القطاع إذا نجحنا في ذلك.
وقال القديمي أن التزام الشركة واضح للعيان، فقد وقَّعت أرامكو السعودية اتفاقية مع شركتي «سي بي آند آي»، وشيفرون لوموس قلوبال، تهدف إلى تسريع وتيرة تطبيق تقنية التحويل الحراري للنفط الخام إلى كيميائيات، وتوسيع نطاق استخدامها واستغلالها تجاريًا، حيث يقفز معدل التحويل من 45 % إلى أكثر من 70 % بحلول عام 2020م مع العمل في الوقت ذاته على الحدّ من المتطلبات العالية الإجمالية من ناحية رأس المال واستهلاك الطاقة.
وقال عبدالعزيز القديمي «وقَّعت أرامكو السعودية وشركة سابك العام الماضي مذكرة تفاهم لتطوير مجمع متكامل كليًا لتحويل النفط الخام إلى كيميائيات في المملكة. ومن المتوقع أن تبلغ طاقة المعالجة لهذا المجمع 400 ألف برميل في اليوم من النفط الخام، مما يعني إنتاج حوالي تسعة ملايين طن سنويًا من المواد الكيميائية وزيوت الأساس ومن المتوقع أن يبدأ تشغيله فى عام 2025.